الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

روسيا وأمريكا وداعش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى اللحظة التى بدأت فيها الغارات الروسية على مناطق داعش فى سوريا بدأت الحرب النفسية والإعلامية فى الغرب والشرق. على الفور قيل إن الغارات أصابت الجيش الحر ولم تصب داعش، وعلى الفور قيل إن بابا الأرثوذكس الروس قال إنها حرب مقدسة. 
رغم أن بيان الرجل صادر من اجتماع بينه وبين ممثلى الطوائف الدينية فى روسيا المسلمين واليهود والبوذيين وليس فيه أبدا كلمة «مقدسة» بل فيه أن ممثلى الطوائف بعد اجتماعهم يؤيدون الرئيس بوتين فى الغارات على سوريا.
كان ذلك فى اليوم الأول مباشرة. فى اليوم التالى بدأت أمريكا تتحدث عن المستنقع الذى نزل إليه الروس ـ أوباما شخصيا من قال ذلك ـ وقال أيضا إنه لن يقدم أسلحة مضادة للطائرات للتجمعات الإسلامية لتدافع عن نفسها أمام الطيران الروسى، وفهمها البعض على الفور أنها تهديد وأنه يمكن أن يفعل ذلك. اختلف موقف دول أوروبا الكبرى، ففرنسا ترى فى ذلك تدعيما لبشار وألمانيا ترى فى ذلك حلّا، فلا حل دون بشار. 
وانقسمت الدول العربية بين دول صامتة ودول ضد التدخل الروسى مثل السعودية وتهدد بالحرب على سوريا، بل أصدر علماء الدين فيها أنها حرب على السنة.
أنا لن أقف مع أى فريق. أنا فقط سأطرح أسئلة. كم سنة مرت الآن وداعش فى مقدمة الصورة فى سوريا والعراق؟ أربع سنوات. أليس كذلك. 
وكم سنة والتحالف الذى تقوده أمريكا ضد داعش يضرب فى داعش. سنة وأكثر. لماذا لم تنه أمريكا ومن معها فى التحالف على داعش؟ هل حقا لا تستطيع ؟ تستطيع لو أرادت لكنها هى التى صنعت داعش ولما فشلت داعش فى خلع بشار وصارت ترتكب كل هذه الجرائم فى حق البشرية راحت أمريكا تعلن أنها ضدها رغم أنها فى الخفاء صناعتها عسكريا وصناعة المملكة العربية السعودية.
ومن صنع شيئا لا تهون عليه إزالته. هناك أمل عند أمريكا فى تقسيم سوريا ولن يفعل ذلك غير داعش. لذلك بدأت الحرب النفسية والإعلامية على روسيا رغم أنها لم تفعل غير ما تعلن أمريكا أنها تفعله لكن بجد وليس منظرة!
يتحدث كثيرون الآن عن حرب عالمية فى الطريق، وأنا أقول لهم لن يحدث. الحرب ستكون فى الشرق الوسط إذا لم ينتبه حكامه. فالقيادة الآن فى الشرق الأوسط هى للسعودية.
شنت حربا على اليمن خوفا من نفوذ إيران ممثلا فى تمدد الشيعة الحوثيين، فغرقت ولم تستطع الخروج من المستنقع. ومشى خلفها العرب جميعا.
مشاركة أو صمتا وتعلن كل يوم عن إيران ودورها فى التوسع وقلاقل فى المنطقة. والحقيقة أن إيران ليست سهلة ولا يمكن أن تكون بعيدة عما يحدث فى المنطقة هناك. وما اكتشفته البحرين من أسلحة وخلايا إرهابية اتهمت فيه إيران يمكن تصديقه. 
والحوثيون امتداد للنفوذ الإيرانى حقا. لكن السؤال كيف تفعل إيران بالمنطقة هذا كله ولا نسمع عن شيء تفعله السعودية الدولة الأكبر الآن فى المنطقة داخل إيران سرا كما تفعل إيران. لم نسمع أن إيران تشكو من تدخل سعودى أو أى عمل غير قانونى من أعمال الاستخبارات أو غيره. لم تشتك إيران من السعودية إلا فى حادث الحرم المكى. التدافع والموت. 
وأعلنت بوضوح خلافها أنها تريد جثث ضحاياها وتريد شفافية فى التحقيق. حولت الأمر إلى معركة سياسية تطلب أن يكون الحج بإدارة من عموم المسلمين لكن انتهى الحديث بسرعة بعد زيارة وزير الصحة الإيرانى إلى السعودية والاطلاع على الأحوال.
لا تشكو إيران من أى دولة عربية ولا تتوانى عن التدخل بتشجيع من ينتمون إليها سياسيا أو دينيا. لكن كما قلت لا تفعل ذلك الدول العربية التى تتهم إيران كل يوم بكل اتهام. هذه هى الحرب التى يمكن أن تتسع فى المنطقة. ليست حربا عالمية. فالآن إيران تدعم روسيا فى غاراتها والسعودية ضد الغارات تهدد بالتدخل، ويمكن أن تخطئ خطأ عمرها، وتشن غارات على الجيش السورى، فتفتح لنفسها «يمن» جديدة لا تخرج منها، بل تكون هذه هى النهاية أو طريقها لأنها لو فعلت ذلك ستأخذ الدول الخليجية معها فى الحرب، ويتغير شكل المنطقة بحرب قد تنتظرها إيران.
لقد وافقت أمريكا صدام على غزو الكويت، فكانت طريق النهاية للعراق ووافقت السعودية على غزو اليمن، فهل ستوافقها على غزو سوريا وهل سيقع السعوديون فى الفخ الذى نصبوه وتحطمه روسيا؟