الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مشاهد لا تنسى من قلب الوطن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


هذا المقال أعيد نشره بعد أن قمت مؤخرًا بعدد من الجولات التقيت فيها العديد من المثقفين والشباب الغاضبين من أوضاع بعينها، أردت به التذكرة فقط بأوضاع مررنا بها لعل الذكرى تنفع المؤمنين.
فهؤلاء الذين يتحدثون عن سوء الأوضاع نسوا أننا منذ عام فقط لم تكن الكهرباء تستمر لساعتين فى عز الشتاء، بينما لم يشهد هذا الصيف- رغم شدة حرارته- أى انقطاع فى التيار الكهربائى، وذلك نتيجة عمل شاق ومضنٍ لإنشاء أكبر ثالث محطة كهربائية على مستوى العالم (محطة جبل عتاقة)، كان الجميع يقرأ يوميًا عن مقتل مواطنين فى طوابير الخبز فأصبح يصل إلى منازلهم، عبر منظومة جديدة من اختراع الحكومة وليس أحد من خارج السلطة، كذلك إنهاء مشكلة طوابير البنزين وكذا أنابيب الغاز... إلخ. 
لذلك أردت أن أسرد عددًا من المشاهد كى نتذكر ولا ننسى فنتحدث بشكل يحبطنا، فنحن ماضون بكل العزم فى طريقنا نحو بناء بلادنا.

المشهد الأول:
قبل ثلاث سنوات من اليوم فى أكتوبر ٢٠١٢، قبيل احتفالنا بوقفة عرفات المجيدة، كان الشعب المصرى كله يشعر بالغضب والعار والاشمئزاز من مشهد حضور قتلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات احتفال القوات المسلحة بأعياد أكتوبر.
فى ذلك اليوم ظهر الرئيس المخلوع، محمد مرسى العياط، راكبًا سيارة السادات المكشوفة ودار بها وسط استاد القاهرة، حيث احتشد أكثر من ٨٠ ألفًا من مؤيديه من أعضاء وكوادر جماعة الإخوان الإرهابية.
وبينما كرم مرسى العياط السيدة جيهان السادات حرم الرئيس الراحل فى الصباح، كرم قاتله بعد دقائق عندما منحه حق الجلوس بجانبه أثناء الحفل.
لم يذكر يومها مرسى العياط- وطوال خطبته التى استمرت أكثر من ساعتين وسط تكبير وتهليل أنصاره- اسم الرئيس الراحل أنور السادات ولو مرة واحدة.

المشهد الثاني:
"مرسى" يقيل النائب العام عبدالمجيد محمود من منصبه، ويعينه سفيرًا فى الفاتيكان، ويقوم بتعيين نائب عام جديد يتيح له الانتقام من معارضيه، ثم يصدر إعلانًا دستوريًا يحصن فيه كل قراراته بما فى ذلك تحصين الجمعية التأسيسية الإخوانية من الحل عن طريق القضاء.

المشهد الثالث:
حزب النور السلفى يؤيد بشدة الإعلان الدستورى المكبل للحياة السياسية، ويخرج نادر بكار، المتحدث باسم الحزب، فى تغريدة له على حسابه فى «تويتر» ليقول «كل التأييد لقرارات الرئيس، من كان يريد قصاصًا بحق فليدعمها».

المشهد الرابع:
حازم صلاح أبوإسماعيل يعلن تأييده للإعلان الدستورى أيضا، ويقوم هو وأنصاره بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى والمحكمة الدستورية العليا ليرهب الإعلاميين والقضاة الذين بدأوا حملة شعواء على الإعلان الدستورى وصاحبه. 

المشهد الخامس:
حركة "قضاة من أجل مصر"، الإخوانية، تصدر بيانًا تعلن فيه تأييدها لقرارات المخلوع مرسى العياط.

المشهد السادس:
يزحف المصريون- شبابًا ونساءً ورجالًا وشيوخًا- نحو قصر الاتحادية لمحاصرته والتعبير عن رفضهم للإعلان الدستورى المكبل لحرياتهم، وتنطلق على الجهة الأخرى كلاب الإخوان والسلفيين السعرانة لتنهش فى لحمهم، وتردى عشرة منهم قتلى، بجانب التنكيل بالمئات، وسط تهليل وتكبير من أنصارهما، ومباركة وإشراف من المخلوع مرسى وجماعته.

المشهد السابع:
٢٦ إبريل ٢٠١٣ حركة تمرد تبدأ حملة لسحب الثقة من الرئيس المخلوع محمد مرسى العياط، وجماعته، ويحتضنها الشعب المصرى بكل طوائفه وانتماءاته.
المشهد الثامن:
تتصاعد حملة الاحتجاجات ضد الرئيس المخلوع مرسى العياط وجماعته ويدعو عدد من الحركات والأحزاب إلى ما سميناه «مليونية العودة إلى الميدان» يوم ١٧ مايو، حيث وقفت معلنًا من فوق منصة ميدان التحرير أننا سنعيد الرئيس وجماعته إلى السجون مرة أخرى، وسط دهشة كل المراقبين.

المشهد التاسع:
يخرج المصريون فى ٣٠ يونيو بالملايين ليحتشدوا فى الميادين الرئيسية للبلاد يدعون إلى رحيل الرئيس وجماعته، ويرفعون شعارهم الشهير «يسقط حكم المرشد» وسط دهشة من أنصار الإخوان وأشياعهم.
وفى ١ يوليو يصدر الجيش بيانًا يمهل فيه القوى السياسية ٤٨ ساعة للتوصل إلى حل سياسى، وفى ٣ يوليو يتوافق المصريون على خارطة طريق تتضمن عزل مرسى العياط وتعيين المستشار عدلى منصور رئيسًا مؤقتًا للبلاد وتعديل الدستور وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.

المشهد العاشر:
المصريون ينتصرون فى معركة الإرهاب بعد تفويض السيسى والجيش بالمواجهة، وينتصرون فى معركة الدستور على الرغم من خبث البعض وتعمد آخرين العبث به ووضع مواد تعيق عمل الرئيس وتعطى للبرلمان الحق فى سحب الثقة منه فى سابقة هى الأولى فى كل دساتير العالم.

المشهد الحادى عشر:
تأتى الانتخابات الرئاسية ويستجيب عبدالفتاح السيسى لنداء الملايين من أبناء الشعب المصرى ويرشح نفسه ليحوز على ثقة ٩٧٪ من المصريين، لتبدأ أفراح المصريين التى لم تتوقف لأسابيع.

المشهد الثاني عشر:
نحن على أعتاب الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق، الانتخابات البرلمانية، تلك التى يلتئم بها عقد الفرحة، عقد المستقبل، تأتى فى أجواء يكافح فيها المصريون على جبهات عديدة ما بين جبهات الإرهاب والفساد، وجبهات البناء والتحدى. يقف المصريون، شعبا وجيشا وشرطة وإعلاما وقضاء، شامخين فى وجه التحديات.
هى تاج العقد فانتبهوا لمن تلبسونه، هى طوق النجاة فانتبهوا فى يد من تضعونه، هى آخر ما تبقى من خارطة المستقبل فاستعينوا بالله وكونوا حذرين وأنتم تختارون، لا تختاروا من باع البلاد وقت كنتم تحتاجون إلى من يشتريها، من ساهم فى استحواذ الإخوان الإرهابيين عليها وأهانها ثم جلس يتفرج على أبنائها وهم يكافحون من أجل استعادتها، لا يخدعنكم أحد بماله أو بلحيته، فقد عانينا الكثير طوال السنوات الثلاث السابقة. ذكرتكم ببعضه لأن البعض الآخر يدمى القلوب، لأنه يمثل مقل وقلوب ودماء كل الذين استشهدوا دفاعًا عنا وعن مصر، احترموا تلك الدماء ولا تمنحوا أصواتكم إلا لمن صان الوطن ووضعه فى عينيه وقت دقت طبول الحرب، أما الذين ولوا فرارًا فلا تنظروا لهم فلن نحتاجهم أمام التحديات الكبرى التى تواجهنا، أنتم تعرفون وجوههم جيدًا، عاد البعض منهم من سبات عظيم، ويقف البعض الآن كالثعلب ليثب على مستقبلكم ومستقبل أبنائكم فلا تمكنوهم، وإذا وجدتموهم أمام صناديق الاقتراع فلا تصوتوا لهم. 

مصر أمانه فى أعناقكم وأنتم أهل الأمانة..
كل عام وأنتم يقظون وفرحون بما أتاكم الله من نصر على الظالمين.