الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حرب الـ 1000 يوم مع إسرائيل في عيون أبطالها.. حفظي: جعلت القيادة الإسرائيلية تستنجد بالولايات المتحدة الأمريكية.. سليمان: أول مواجهة مباشرة مع إسرائيل.. قنديل: البحرية المصرية أثبتت قدرة مصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انخفضت الروح المعنوية للشعب المصري بعد نكسة 1967 وهو الأمر الذي حاولت القيادة المصرية تفاديه عقب النكسة عبر تنفيذ العديد من العمليات وتوجيه الضربات الاستباقية في صفوف العدو الأمر الذي كبده خسائر فادحة طيلة 1000 يوم كاملة استمرت خلالها القوات المصرية في التخطيط والتنفيذ للعمليات الحربية التي شاركت خلالها القوات المصرية فيما يعرف بحرب الاستنزاف.. وحول هذه الحرب البوابة نيوز اجرت هذا التحقيق.

 

في البداية قال اللواء أركان حرب علي حفظي، نائب وزير الدفاع السابق ورئيس جهاز الاستطلاع خلال حرب أكتوبر المجيدة، يؤكد أن حرب الاستنزاف ملحمة تاريخية استمرت 1000 يوم تم خلالها تنفيذ قتال فعلي لمدة 500 يوم بواقع أكثر من 4000 آلاف عملية على مستوى القوات المسلحة المصرية ككل ونجح المقاتل المصري في نقل حاجز الخوف إلى الضفة الغربية لقناة السويس وكبدوا الجانب الإسرائيلي سواء على خط الجبهة أو العمق كثير من الخسائر مما جعل القيادة الإسرائيلية تستنجد بالولايات المتحدة الأمريكية التي دعت بدورها إلى "مبادرة روجرز" وهي مقدمة من وليام روجرز وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت للدعوة إلى وقف العمليات المصرية.


 

حرب الاستنزاف في عيون العدو:.

وأشار حفظي إلى أنه من خلال حرب الاستنزاف اعترف "عزرا وايزمان" الذي كان مدير العمليات برئاسة الأركان الإسرائيلي وقتها بأن حرب الاستنزاف هي أولى الحروب التي انهزم فيها العدو الإسرائيلي من مصر، لافتا إلى إنها أبرزت الإعداد والاستعداد وخبرة القتال لدى الجيش المصري مما يجعلها مرحلة هامة من المراحل التي أهلتنا للنجاح في حرب 73 بحكم الخبرات القتالية التي نالها الجيش المصري منها..

وقال عادل سليمان، قائد اللواء 12 مشاه خلال حرب أكتوبر، إن حرب الاستنزاف مرحلة هامة جدا على الصعيد المعنوي والمادي، لاستعادة الثقة بالنفس للمقاتل المصري والشعب، بعد أن أثرت حرب 1967 على معنويات الشعب والجيش والمنطقة العربية.

وأضاف سليمان، أن حرب الاستنزاف كانت أول قتال متلاحم بين مصر وإسرائيل على مختلف الأصعدة الحربية التي تضم القطاعات الجوية والبحرية والبرية، وهو ما أدي لاكتساب الخبرة لدى المقاتل المصري، والتي تؤكد أن المقاتل الإسرائيلي مقاتل ضعيف وعلي عكس ما روجه اليهود بأنه لا يقهر، ما كبد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة.

وأشار سليمان إلى أن أهم درس خلال حرب الاستنزاف هو التعرف على القدرات ومواجهة العدو الإسرائيلي الخرافي، وكانت مجالا خصبا للاستعداد للمعركة والتدريب على الحرب بالحرب وهو من أهم الدروس المستفادة


 

 

دور القوات البحرية خلال حرب الاستنزاف:

وقال اللواء يسري قنديل أحد أبطال حرب أكتوبر ورئيس جهاز الاستطلاع باستخبارات القوات البحرية في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، أنه عقب هزيمة يونيو 67 كانت المهمة الرئيسية للقوات البحرية إعادة بنائها ورفع كفاءتها القتالية ورفع استعادها القتالي والروح المعنوية بعد هزيمة يونيو وذلك عبر الخوض بالأعمال القتالية النشطة لإلحاق أكبر خسائر به للحصول على التفوق البحري.

 

أوضاع إسرائيل بالمنطقة:

وأضاف قنديل أن إسرائيل حينما احتلت شبه جزيرة سيناء زادت مساحة السواحل التي تسيطر عليها إلى 6 أضعاف سواحلها حيث احتلت سواحل شمال سيناء حتى بور فؤاد والضفة الشرقية لخليج السويس وخليج العقبة وميناء شرم الشيخ وتحقق لها حرية الملاحة في البحر الأحمر، وهو ما دعا البحرية المصرية في حرب الاستنزاف إلى استغلال عمق المسرح البحري العربي وتمركزت بعض وحداتها بميناء طرابلس بليبيا والبعض الاخر مثل المدمرات والغواصات وسفن الابرار البحري تمركزت في بورسودان والحديدة وعدن لإبعادها عن خطر الطيران الإسرائيلي الذي أصيب بالضربة الجوية 5 يونيو 1967 ومن هذه الأماكن كان يتم تدريب هذه الوحدات على مهام العمليات.

 


 

العمليات البحرية المصرية ضد إسرائيل:

وأضاف: القوات البحرية المصرية قامت ب 9 عمليات بحرية جريئة ضد بحرية إسرائيل، وفي نفس الوقت قامت البحرية والطيران الإسرائيلي بالرد عليها عبر العديد من العمليات الناجحة حيث قامت البحرية المصرية يوم 21 أكتوبر 1967 بإغراق المدمرة ايلات، وردت إسرائيل بقصف معامل تكرير البترول الزيتية بخليج السويس في 24 أكتوبر 1967، متابعا أنه في شهر يناير عام 1968 أغرقت البحرية الغواصة الإسرائيلية داكار امام ميناء الإسكندرية، وفي سبتمبر 1969 قامت إسرائيل بإنزال 7 مجنزرات بشمال خليج السويس بحرا ودمرت بعض المنشآت ثم انسحبت.

 

وتابع قنديل أن القوات المصرية استمرت في العمليات ضد إسرائيل ففي نوفمبر 1969 قصفت المدمرات المصرية مخازن ومستودعات البترول والذخيرة الإسرائيلية بمنطقة رمانة بصواريخ هوك كما قصفت كذلك منطقة بالوظة شرق بورسعيد بعمق 40 كيلومتر وتسببت فيها بخسائر كبيرة لإسرائيل.

 


 

بدايات هجوم الهجوم على إيلات:

وأكد قنديل أنه بعد ذلك بدأت الإغارة الأولى للضفادع البشرية على ميناء إيلات شمال خليج العقبة وأغرقت الضفادع البشرية السفينة "هيدروما ودهاليلا" وأعقبها في فبراير عام 1970 كانت الاغارة الثانية على ميناء إيلات بالضفادع البشرية واغرقت السفينة "بات يام" واصابت ناقلة الجنود " بيت شيفع" وبعد ذلك في شهر مارس عام 1970 اغارت الضفادع البشرية على الحفار الإسرائيلي "كينتنج" في ميناء ابيدجان بساحل العاج واغرقته وفي مايو سنة عام 1970 أغارت الضفادع على ميناء ايلات ودمرت الرصيف الحربي لميناء إيلات.

وأشار قنديل إلى أن إسرائيل قامت بالرد على الأعمال بعملية انزال جوي بجيرو شدوان لردع دمرت بها نقطة مراقبة مصرية على الجزيرة شدوان، وفي مايو سنة 1970 اغرقت اللنشات البحرية المصرية سفينة الابحاث الإسرائيلية أمام بحيرة البردويل وهي سفينة تقوم بدراسات لتقليص الثورة السمكية المصرية.

وأنهى حديثه بأنه عقب ذلك جاءت مبادرة روجر لوقف إطلاق النار وتوقفت الأعمال القتالية لحين بدء حرب أكتوبر.