الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الفوضى الإعلامية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعض الإعلاميين أدمنوا الكذب، يطلقون الشائعة، ثم يصدقونها، انظر إلى حماسهم فى العرض، ولغتهم فى الطرح، عادوا مرة أخرى إلى لغة «الشعارات الفارغة»، تجاهلوا المضمون، يحدثونك فقط عن المنشور، ولا يمنحونك الفرصة للرد وتوضيح الحقائق.
منهج هؤلاء هو الإثارة واللاموضوعية، لقد وجدوا فيها بضاعة رائجة، هدفها تهييج مشاعر الجماهير، وإثارة الجدل السفسطائى، الذى لا يقدم لك المعلومة أو التحليل، وإنما فقط صخب بلا معنى، وكلمات بلا مضمون، اتهامات دون سند، ولعب على عواطف الناس.
مثلا عندما يقال لك إن قائمة «فى حب مصر» هى إعادة لإنتاج حزب وطنى جديد، ينسى هؤلاء أو يتناسون عن عمد حقائق الواقع، التى تقول إن مبدأ الهيمنة والتزوير قد انتهى إلى غير رجعة، وإن الرئيس الذى يحكم الآن مختلف عن الآخرين، وإن الوطن فى حاجة إلى وحدة كل القوى الداعمة للدولة وإعادة بنائها بما يحقق الأهداف التى تصبو إليها الجماهير. يستدعون التجارب المقيتة والمرفوضة كمن يدسون السم فى العسل.. إنهم لا يريدون برلمانا قويا، فيه أغلبية تدافع عن ثوابت الدولة الوطنية، وإنما يريدون صراعا بين مؤسسات الدولة الخاسر فيه الشعب المصرى وآماله وطموحاته.
وهناك من يبشرنا من الآن بأن الانتخابات مزورة، وأنه يجب منع أعضاء الحزب الوطنى المنحل من الترشح، مستخدما فى ذلك شعارات وعبارات هدفها دغدغة مشاعر الجماهير، فهو بذلك لا يتجاهل الدستور فحسب، وإنما ينصب من نفسه الحاكم بأمره، يوزع صكوك الوطنية على من يريد ويحجبها عمن يريد، وآه لو نظر إلى نفسه فى المرآة ولو مرة واحدة!
وعلى هذا المنوال يمضى البعض، متجاهلا الحقائق، مستدعيا كل عناصر الإثارة والسطحية فى تناول الأحداث، بالضبط كما حدث أثناء وبعد أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير.
لقد تعمد البعض فى هذا الوقت نشر الادعاءات والأكاذيب المغلوطة، وكان الهدف هو إثارة الجماهير نحو مزيد من الفوضى والسعى إلى التحريض على مؤسسات الدولة، فمهدوا بذلك الطريق لجماعة الإخوان والبلطجية لانهيار الشرطة فى هذا الوقت، عن طريق إذاعة فيديوهات كاذبة، وتوظيفها لحسابات سياسية بعينها، ونقل أخبار ومعلومات غير صحيحة ولا تستند إلى مصادر حقيقية، وإنما كان الهدف هو صب الزيت على النار، فى هذه المرحلة التاريخية الخطيرة، التى كان يستهدف من ورائها إسقاط الدولة، تنفيذا لمخطط الشرق الأوسط الجديد.
وهؤلاء أنفسهم الذين لعبوا دورا مشبوها خلال الانتخابات الرئاسية بأن مهدوا الطريق لمحمد مرسى مرشح الإخوان للفوز ولو بالتزوير، بانتخابات رئاسة الجمهورية، بعد أن أهالوا الثرى على الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى المنافس، ومن قبله اللواء عمر سليمان رحمة الله عليه.
لقد صنع الإعلام من بعض «العملاء والخونة» أبطالا من ورق، وقدمهم بأنهم رموز الثورة، وتجاهل الثوار الحقيقيين الذين تصدوا للفوضى ومحاولات إسقاط الدولة، وكشفوا أدوار كافة المتآمرين، وبعد أن اتضحت الحقائق، وتم نبذ هؤلاء من الشارع المصرى الذى أصدر حكمه عليهم، عاد الإعلام ليعيد إنتاجهم مرة أخرى، ليكرروا نفس الشعارات والادعاءات، وكأنهم لم يستوعبوا الدرس والتجربة.
إن الحرية مسئولية بالأساس، شعار رددناه كثيرا، لكن الأيام تثبت، كم من الجرائم ترتكب باسم الحرية، وعندما تعترض أو تطالب بتطبيق العقوبات والمواثيق تصبح عدوا للحرية، داعيا للاستبداد، وكأنه ليس أمامك إلا أن تتابع المشهد الهزلى بلا تعليق.
حقا إنها الفوضى، فمتى يصدر قانون التشريعات الصحفية والإعلامية، وهل يكون هذا القانون مرضيا للمجتمع والصحفيين والإعلاميين أم سيكون داعيا ومشرعا للفوضى المهنية دون حساب أو مسئولية؟