الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الآثار تصر على سفر تمثال "أبيس" للعرض في الخارج.. شهاب: القانون المصري جرّم وجود القطع النادرة بالخارج.. "حنا": مصر غير قادرة على حماية آثارها

رغم التقارير عن مخاطر نقله..

العجل أبيس
العجل أبيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم المخاطر التي تحيط بسفره إلى الخارج والتي تنذر بكارثة تحطمه أو تكرار سيناريو "سخم كا" الذي بيع في مزادات أوروبا منذ أيام قليلة، وافقت وزارة الآثار على سفر تمثال العجل "أبيس" و"الإله سيرابيس"، ضمن القطع الأثرية المشاركة بمعرض "أسرار مصر الغارقة" في مدينة باريس والذي يطوف 3 بلدان أوروبية، ورغم تحذيرات أمين العهدة من أضرار سفره بالخارج، وذلك لعدم جواز مشاركة قطع أثرية متفردة، كما أنهم من أهم عناصر سيناريو العرض بالمتحف اليوناني الروماني، إضافة إلى حالته السيئة وتعرضه للعديد من الشروخ إثر نقله داخل المتحف بعد ترميمه الأمر الذي دعا لترميمه مرة أخرى.
"البوابة نيوز" حصلت على الخطاب الموجه من عبير الصعيدي، أمين أول المتحف اليوناني الروماني، والموجه لمدير عام المتاحف، والخاص باختيار تمثال عجل "أبيس" وتمثال من خشب الجميز للإله سيرابيس، وعدم جواز سفر القطعتين لتفردهما وإمكانية تعرضهما للمخاطر، وجاء في نص المذكرة "أرجو من سيادتكم برفعه للأستاذة رئيس الإدارة المركزية للمتاحف لرفعه للسيد رئيس قطاع المتاحف وهو خاص بعدد قطعتين من عهدتي الأثرية وهما تم اختيارهما للاشتراك في معرض الآثار الغارقة باسم "أسرار مصر الغارقة" وهما سيجولان في ثلاث مدن أوروبية في عام 2015.. القطعة الأولى تمثال العجل أبيس من الجرانيت الرمادي رقم 351، وتمثال من خشب الجميز للإله سيرابيس رقم 23352، وبالرجوع لقانون الآثار الأحكام الختامية "الفصل الأول" مادة 163، لا يجوز المشاركة في معارض خارجية بقطع أثرية متفردة ويعد هذان التمثالان من القطع الأثرية المتفردة ليس فقط بالمتحف اليوناني الروماني بل في مصر كلها فهما كباقي آثار مصر لا تقدر بثمن ولا بأي قيمة تأمينية، وهما من أهم عناصر سيناريو المتحف اليوناني الروماني، ومن الممكن أن يتعرض العجل للخطر عند النقل لأنه كان مرممًا وأعيد ترميمه بعد نقله من مخزن ماريا للمتحف البحري، ومازال تحت الترميم.. وفي حالة الموافقة على سفره أرجو من إدارة الترميم تقديم تقرير عن حالته ومدى سلامته عند نقله للعرض في ثلاث مدن أوروبية بالإضافة لرحلة الذهاب والعودة".

 

"البوابة نيوز" تواصلت مع عدد من خبراء الآثار والترميم للوقوف على حجم المخاطر التي تتعرض لها القطعة الفنية النادرة ففي البداية قال الأثري أحمد شهاب: تمثال العجل أبيس ذلك التمثال النادر، وقد منع وجرم القانون المصري سفره للخارج وهذا التمثال النادر عثر عليه في السيرابيون ويرجع للقرن الثاني الميلادي في عصر الإمبراطور هادريان وارتفاعه 1.90 متر، ظل حبيس التخزين السيئ كما توضح بعض الصور التي التقطت أثناء نقله فقط من مخازن المتحف اليوناني الروماني إلى المتحف البحري تمهيدا لسفره لفرنسا، وخلال النقل حدثت الكارثة حيث فقد التمثال كل الترميم القديم وظهرت به الشروخ والكسور فما بالكم بسفر التمثال إلى فرنسا.



ومن جانبها قالت الأثرية
 الدكتورة مونيكا حنا: المعارض الخارجية لا بد أن توقف فورًا، فليست لدينا القدرة على الحفاظ على الأثر المصري في الخارج، وأنا لست ضد مبدأ المعارض الخارجية، لكن أفضل أن تقام المعارض داخل مصر، وأن يأتي السائح ليراها على أرضها، فنحن نحتاج إلى خطة تسويقية جديدة للآثار والمعارض الخارجية يجب أن توضع لها آلية لتنظيمها يشرف عليها جهاز من خارج وزارة الآثار لضمان شفافية التعاملات المالية وسلامة الآثار، ويجب على القائمين على الآثار وضع الإرث الثقافي المصري كأولوية عن أي كسب مادي وقتي

ومن جانبه قال مدير التوثيق الأثري نور الدين عبدالصمد: قضية المعرض الخارجية منظورة أمام المحكمة الدستورية العليا لأن المحكمة الإدارية العليا حكمت بعدم سفر جميع الآثار المصرية إلى الخارج، وأحالت القضية إلى المحكمة الدستورية العليا وطالبتها بإلغاء المادة رقم 10 من قانون الآثار والتي تسمح لرئيس الجمهورية إصدار قرار بسفر الآثار المصرية للخارج.

وأضاف عبدالصمد لـ"البوابة نيوز": لا بد أن يحترم وزير الآثار الحالي الدستور والقانون الذي حلف اليمين الدستورية على احترامه، ولا بد أن يتراجع عن قوله بأن الآثار سفيرنا في الخارج، لأن هذا الكلام مردود عليه بأن العديد من المتاحف في الخارج تعج بالآثار المصرية التي لا تحتاج إلى سفير في الخارج.

وقال: يجب أن نشير إلى تجربة شركة فاكتوم أرتي التي يرأسها عالم الآثار إيريك هورتنج سويسري الجنسية الذي قام بعمل مستنسخات لآثار توت عنخ آمون بعد أن قام بتصوير ثلاثي الأبعاد لأكثر من ألف قطعة أثرية، وهذا المعرض المستنسخ وصل عائده إلى 600 مليون دولار، بينما أجر زاهي حواس معرضا أصليا للملك توت عنخ آمون بـ2 مليون دولار، وهنا يجب أن أتساءل: كم هو المبلغ الذي دفع تحت المنضدة ليتم الموافقة على سفر قطع الآثار الأصلية إلى الخارج؟ فسفر المعارض المصرية للخارج تحكمه السبوبة، ففي فترة تولي أحمد عيسى وزارة الآثار عرض عليّ أن أتغاضى عن رفض سفر الآثار المصرية للخارج، وكان عرضه غير مباشر، حينما تقدمت له بمذكرة قدمتها أيضًا إلى المحكمة الإدارية العليا تنص على رفض سفر الآثار المصرية للخارج لإمكانية تعرضها للتحطم أو السرقة، كما تقدمت بمذكرة للمحكمة الإدارية العليا أيضًا وقع عليها طارق العوضي مدير المتحف المصري الأسبق، تتضمن حصول مصر على تعويضات من 14 معرض آثار مصرية بأكثر من دولة حول العالم نتيجة تعرض بعض القطع بهذه المعارض للتلف أو السرقة أثناء عرضها، وقد وصلت التعويضات على بعض القطع إلى 400 ألف دولار، ويجب منع سفر الآثار المصرية للخارج احترامًا للقانون والدستور وانتظار حكم المحكمة الدستورية العليا لأنه نهائي ولا يجوز الطعن عليه.