الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

"أطباء بلا حدود" تنفي إطلاق طالبان النار من مستشفى أصيب في ضربة جوية

منظمة أطباء بلا حدود
منظمة أطباء بلا حدود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نفت منظمة أطباء بلا حدود ان مقاتلي حركة طالبان كانوا يطلقون النار على القوات الأفغانية وقوات حلف شمال الأطلسي من المستشفى الذي تديره قبل ان تقتل غارة جوية يشتبه بان الجيش الأمريكي نفذها 22 شخصا على الأقل في معركة تهدف الى طرد الاسلاميين المتشددين من مدينة قندوز الافغانية.

ويدور قتال لليوم السابع حول قندوز في شمال أفغانستان فيما تسعى القوات الحكومية الأفغانية مدعومة بقوة جوية أمريكية لطرد المسلحين الإسلاميين الذين استولوا على مدينة قندوز قبل نحو اسبوع.

وتناثرت أشلاء القتلى في الشوارع فيما قال السكان إن الغذاء صار شحيحا.

وقالت المنظمة إن غارة جوية -ربما تكون قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد نفذتها- قتلت 22 من المرضى والعاملين وأصابت 37 آخرين أمس السبت في المستشفى الذي تديره في قندوز.

وقال الجيش الأمريكي إنه شن ضربة جوية "في محيط" المستشفى فيما كان يستهدف مسلحي طالبان الذين كانوا يطلقون النار مباشرة على أفراد الجيش الأمريكي.

وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في أفغانستان إنه يتوقع الانتهاء خلال أيام من تحقيق أولي تشارك فيه عدة دول لتحديد ما اذا كانت غارة جوية نفذها التحالف هي التي أصابت المستشفى.

وتوجه هذه الغارة ضربة قاصمة لسياسة الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني الخاصة باقامة علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة بعد ان اختلف سلفه حامد كرزاي مع داعميه في واشنطن بشأن عدد المدنيين الذين قتلوا في هجمات بالقنابل.

لكن عبد الغني سيجد نفسه مشتتا بين ان ينأى بنفسه عن واشنطن وبين مدى أهمية قوة النيران الأمريكية في مساعدة قواته على طرد المتشددين من قندوز بعد أكبر انتصار تحققه طالبان في حربها التي مضى عليها نحو 14 عاما.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان "نيابة عن الشعب الأمريكي أقدم بالغ التعازي للعاملين الطبيين والمدنيين الآخرين الذين قتلوا وأصيبوا في هذا الحادث المأساوي في مستشفى أطباء بلا حدود في قندوز."

وقال مفوض الامم المتحدة السامي لحقوق الانسان إن الهجوم على المستشفى "لا يغتفر" وقد يرقى الى كونه جريمة حرب.

وفي كابول قالت وزارة الدفاع الأفغانية إن مقاتلي حركة طالبان هاجموا المستشفى وكانوا يستخدمون المبنى "كدرع بشرية".

لكن أطباء بلا حدود نفت ذلك.

وأضافت في بيان اليوم الأحد "بوابات مجمع المستشفى كانت مغلقة طول الليل ومن ثم لم يكن هناك أحد من غير العاملين أو المرضى أو القائمين على رعاية المرضى موجودا داخل المستشفى عندما وقع القصف."

وقالت المنظمة في بيان "تدين منظمة أطباء بلا حدود بأشد العبارات الضربات الجوية المريعة التي طالت مستشفى المنظمة الواقع في قندوز في أفغانستان... يشكل هذا الهجوم خرقا خطيرا للقانون الإنساني الدولي."

ودعت المنظمة في بيانها إلى تفسير كامل وتحقيق مستقل قائلة "تشير جميع الدلائل حاليا إلى أن قوات التحالف الدولية هي من نفذت القصف وفي هذا الصدد تطالب المنظمة بتفسير كامل وشفاف من قبل التحالف حول الضربات الجوية على قندوز صباح يوم السبت كما تدعو إلى إجراء تحقيق مستقل في الهجوم لضمان أعلى درجات الشفافية والمساءلة."

وقالت ميني نيكولاي رئيسة المنظمة "هذا الهجوم بشع ويشكل خرقا خطيرا للقانون الإنساني الدولي... نطالب بالشفافية المطلقة من جانب قوات التحالف ولا يمكننا قبول أن تؤول هذه الخسارة المروعة في الأرواح إلى مجرد ‘أضرار جانبية‘."

وقال شهود إن مرضى أحرقوا أحياء في المستشفى الممتلئ بعد الضربة الجوية التي نفذت في الساعات الأولى من صباح أمس السبت. وبين القتلى ثلاثة أطفال كانوا يخضعون للعلاج.

وقالت المنظمة إنها ستسحب طاقمها من المنطقة لأن المستشفى لا يعمل مضيفا أن بعض أفراد الطاقم ذهب للمساعدة في علاج المصابين في مستشفيات أخرى.

وأثار القتال لاستعادة قندوز أسئلة بشان ما اذا كانت القوات الأفغانية التي تتلقى تدريبا من حلف شمال الأطلسي قادرة على القيام بمهامها بمفردها بعد ان انسحبت معظم القوات الاجنبية من البلاد.

وقال حمد الله دانيشي القائم بأعمال حاكم اقليم قندوز إن قوات الأمن الافغانية تجري عمليات بحث من منزل الى منزل فيما استمرت المعارك في مناطق من قندوز. وقال إن 480 من مقاتلي طالبان و35 جنديا قتلوا.

ورفع الجيش علم البلاد على الميدان الرئيسي وهي منطقة من المدينة تعاقبت عليها الأطراف المتقاتلة عدة مرات في المعارك التي دارت الاسبوع الماضي.

وقال دانيشي "سيطرت قوات الأمن الخاصة بنا على مناطق استراتيجية في قندوز فيما نقوم بعملية تطهير."

وقالت وزارة الدفاع الأفغانية إن طائرات هليكوبتر عسكرية أسقطت اليوم ستة آلاف منشور يحث الناس على التعاون مع الجيش.

وقالت المنشورات "إذا وجدتم مركبات عسكرية أو معدات جرى تركها في أي مكان سلموها لقوات الأمن."

وقال أحد السكان ويدعى قلب الدين إن الجثث ملقاة في الشوارع والناس تخشى مغادرة منازلها.

وتابع "كان بالامكان سماع دوي إطلاق النار في كل أنحاء المدينة... بعض الجثث بدأت تتحلل."