الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الصحافة الإسرائيلية تعترف بـ"خدعة" الثعلب المصري أنور السادات بعد حرب أكتوبر المجيدة.. واشنطن وتل أبيب لم تتوقعا الهجمات قبل الأحداث بدقائق.. الصحف العالمية: العرب قادرون على صد العدو

الصحافة الإسرائيلية
الصحافة الإسرائيلية تعترف ب "خدعة " الثعلب المصري السادات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حرب أكتوبر نصر عظيم يتمنى كل عربي مسلم أن يتكرر مرة أخرى؛ نظرًا لما نراه يحدث الآن، من قتل لأشقائنا المسلمين في فلسطين وسوريا والعراق وغيرهم، ذلك الصراع العربي الإسرائيلي الذي انتهى بانتصار العرب المصريين إلى جانب أشقائنا السوريين كان خدعة ذكية للثعلب المصري الراحل "أنور السادات" الذي حير العالم بسياسته واستطاع أن يتحكم في أقوالهم وتفكيرهم.
تعرض "البوابة نيوز" بعضًا مما تم نشره خلال يومي 4 و5 أكتوبر، حيث إن هذا اليوم بالأخص مطبوع بداخلنا جميعًا، وسنذكر بعضًا مما تم نشره في الصحف الإسرائيلية والعالمية بعد الحرب.

*ما قبل الحرب بيومين:
في الرابع من أكتوبر عام 1973 كان الوضع مطمئنًا جدًا بالنسبة لإسرائيل، حيث أرسلت سفارة الولايات المتحدة بتل أبيب رسالة بعنوان "الأنشطة العسكرية المصرية والسورية"، وأشارت تلك الرسالة والتي قام بإرسالها "فريد أوف فنومين" مديرة شئون الشرق الأوسط بالسفارة آنذاك، إلى أن الجيش السوري يقوم بحالة من التعزيزات والتأهب الزائد في أعقاب الصدام الجوي الذي حدث بين سوريا وإسرائيل يوم 13 سبتمبر، وأرجعته إسرائيل إلى أن سوريا ترغب في أن تكون أكثر استعدادًا، في حين أشارت فنومين إلى أن نظام السادات منشغل حاليًّا بالأوضاع الداخلية.

من جانبه أرسل "ريتشارد سميث" مسئول مكتب رعاية المصالح الأمريكية بالقاهرة في ذلك الوقت، رسالة أخرى بعنوان "الاستعدادات العسكرية المصرية" والتي تضمنت في محتواها أن الجيش المصري يعيش حالة من "عدم الرضا" مما جعل رغبة السادات لإحكام قبضته هي شغله الشاغل، فقام بفرض حالة من التأهب مماثلة للإسرائيلية، وكان ذلك الإجراء الاحترازي في ظل الصدام الجوي الإسرائيلي السوري، وقرر السادات أيضًا رفع تلك الحالة من التأهب إلى القصوى خلال شهر رمضان كاختبار لقدرته العسكرية لا أكثر.
مر يوم وهذا هو كل ما تتداوله المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، وفى الخامس من أكتوبر تحيرت الولايات المتحدة قليلًا من سبب زيارة 5 أشخاص من الاتحاد السوفيتي لدمشق، في حين أن الجيش المصري يقوم ببعض التدريبات.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي آنذاك إلى أن السبب وراء تلك التدريبات يعود لرغبة السادات في حل مشكلة المجندين العاطلين الذين تم تسريحهم مؤخرًا، واستبعدت تلك الرسالة إمكانية قيام الجيش المصري بأي هجمات؛ نظرًا للمناخ السياسي السائد في البلاد، إلى جانب الوضع الذي يعيشه القطاع المدني.

جاءت إجابات إسماعيل فهمي، وزير السياحة المصري على الصحفيين النمساويين خلال لقائه بالمستشارة النمساوية "بروتو كراسبكي" متحفظة ومرضية، حيث إنها لم تناقش قضية الصراع العربي الإسرائيلي، كانت تلك الكلمات هي مضمون الرسالة التي أرسلت إلى السفارة الأمريكية، وأكمل نص الرسالة أن فهمي يؤكد احترام السادات لقرارات الحكومة النمساوية وأنه لن يحاول التأثير على قرارات حكومتهم، وأعرب عن أن قرار النمسا بخصوص إغلاق معسكر اليهود السوفييت المهاجرين للنمسا شأن داخلي لا يمكن لمصر التدخل فيه، وكانت تلك الزيارة مطمئنة للإسرائيليين رغم أنها حملت الكثير من التساؤلات.
أما في العاشرة من صباح السادس من أكتوبر، أرسل "ريتشارد سميث" رسالة أخرى يؤكد فيها أن مصر تعيش حالة من الهدوء المطمئن للقوات الإسرائيلية، حيث إنه لا يوجد أي نشاط جوي خارج عن المألوف، كما أن حركة الطرق والكباري المصرية طبيعية جدًا ولا يوجد أي حالات تأهب بالمستشفيات العسكرية.

ومن ناحية أخرى بدأت حالة من الذعر داخل إسرائيل قبل الحرب بساعتين على الأكثر، فقامت القيادات الإسرائيلية والأمريكية بالتجمع تحت رسالة "قد نكون في مأزق" والتي أبدت فيها "جولدا ماتير" رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك تخوفها مما قام به الجيشين المصري والسوري من تعزيزات عسكرية في صفوف الجيشين خلال الأسابيع الأخيرة، مشيرة أيضا إلى ارتيابها من تحرك السفن السوفييتية من ميناء الإسكندرية.
وأضافت مائير أنها قد وصلها بعض المعلومات تؤكد خروج الرعايا السوفييت وبعض المستشارين من مصر، ونظرًا لحالة الرعب التي كانت إسرائيل تعيشها في تلك الساعات طالبت في نهاية اجتماعها بتوصيل رسالة تهدئة وتهديد لمصر والسوفييت تتضمن أن إسرائيل لا تخطط لشن أي هجمات على مصر أو سوريا، إلى جانب أنه أن تم شن أي هجوم من قبل العرب على إسرائيل سيخسر العرب الحرب، حيث إن إسرائيل متأهبة تمامًا لأى هجمات خارجية.
وكان آخر ما تمت إذاعته داخل إسرائيل، رسالة تم تأكيدها من قبل السفارة الأمريكية بتل أبيب، وتم إرسالها إلى جميع السفارات والقنصليات الأمريكية، وكانت تؤكد أن مصر وسوريا ينويان شن هجوم على إسرائيل في حلول ظلام هذا اليوم، وكانت المفاجأة بعد إرسال تلك الرسالة بدقائق أن انتهت فترة الصمت والهدوء وبدأت الحرب على إسرائيل.

*ما بعد الحرب بأيام:
أعربت إسرائيل عن غبائها تجاه اعتقاداتها وتفكيرها في الفترة التي سبقت الحرب وجاء ذلك في صحفها، حيث نشرت "وكالة رويترز" من تل أبيب تصريحا عن شلومو جونين قائد الجبهة الجنوبية في سيناء قائلًا: إن هذه أصعب حرب تخوضها إسرائيل منذ قيامها، وهو ما أوضحته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية في الثامن من نوفمبر، حيث إن إسرائيل لم تتمكن من إلحاق أي ضرر بالجيش المصري ولم تكن لتستطيع فعل شيء إن استمرت الحرب ولم نتفق على وقف إطلاق النار، وأكدت مصادر إسرائيلية أنهم لم يحققوا شيئّا خلال حربهم الرابعة مع العرب، وأكدت صحيفة "علهمشمار" في يوم 29 أكتوبر أن إسرائيل عاشت حالة من الغباء في تفكيرها ومشاعرها حين اعتقدوا أن بإمكانهم القضاء على المصريين، وهي حالة الثقة العمياء التي عاشها الجيش الإسرائيلي والتي تمكن الجيش المصري من سلبها منهم.
ومن ناحيتهم نشرت "الديلي تلغراف" البريطانية في السابع من أكتوبر، أن مصر استطاعت أن تغير مجرى التاريخ باقتحامها قناة السويس وعبور خط بارليف، وجاءت أيضًا في يوم 12 أكتوبر صحيفة "الديلي ميل" لتعبر عن أن مصر استطاعت أن تخدش كبرياء إسرائيل، مشيرة إلى أن الجيوش الإسرائيلية لم تكن تتكون من رجال لا يقهرون كما كانوا يزعمون باطلا، وتمحو الهوان الذي كان يعيشه العرب، وهو ما أشار إليه "موشي ديان" في تصريحاته.
فيما نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية في الحادي عشر من أكتوبر، كلمات تعبر عن قدرة العرب على التصدي لأى عدو، كما أن العرب لديهم أيضا القدرة على الهجوم بكل قوة وثبات، فهم يحاربون ويدافعون عن بلادهم بكل عنف ولديهم البسالة التي لا مثيل لها، حيث جعل العرب إسرائيل تعيش حالة من الحزن والاكتئاب بالتأديب والتعذيب لما وجدوه من خسائر مادية وبشرية ونفسية، وحالة من الإحباط التي عاشوها بعد اكتشافهم أن العرب يصلحون للحرب على عكس ما كانوا يعتقدون.

ومن ناحيتهم اعترفت صحيفة "واشنطن بوست" في السابع من أكتوبر بأن العرب متمثلين في القوات المصرية والسورية حققوا نجاحًا مبهرًا في الحرب التي خاضوها، حيث أثبتوا الشجاعة والكفاءة، من خلال التنظيم الذي حقق لهم النصر النفسي، حيث احتفظ المصريون بالضفة الشرقية للقناة، وأشارت الصحيفة أيضًا إلى تحطيم العرب لأوهام الإسرائيليين.