رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"السلف" تلف.. و"النور" حيارى!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تؤكد سجلات التاريخ أن ثورات الشعوب تعقبها بعض الآفات أو الافتكاسات، فكان من الطبيعي أن تخضع الثورات المصرية لهذه المُسلّمة البديهية وفقًا للقوانين الروزنامية، وقد كان.. حين طل علينا مجموعة من الشخوص كنا نحسبهم أهلًا للدعوة والتقوى إلا أنهم قرروا في يوم مشئوم أن يؤسسوا حزبًا سياسيًا ضمن عشرات الأحزاب، إيمانًا منهم بمسايرة الموضة السياسية ويقينًا في ضرورة وجود ذراع سياسية تمكنهم من مد أيديهم في جعبة المحروسة التي ظلت عقودًا طويلة محرمة عليهم، وجاء هذا اليوم تحديدًا في 12 مايو 2011 م علي يد الحاج عماد عبدالغفور، وحينها بدأت الريبة تجتاح بني وطني، فهذه هي المرة الأولى التى نرى فيها أصحاب الجلابيب والزبيب على مسرح الأحداث "البولوتيكية" ونتيجة التشويش والرياح الينايرية العنيفة التى عصفت بالبلاد آنذاك وكانت ملبدة بالأتربة التمويلية والأغراض الإخوانية وبعض من الحماسات الوطنية، فقد مر هذا الحزب في سلام الى أن انشق على "روحه" في 25 ديسمبر 2012 م وظل شاغرًا بلا قائد إلى 9 يناير 2013 م ثم ترأسه الحاج يونس مخيون وأولاده.
وفجأة خلع الشيوخ الجلباب الأبيض وحفوا اللحى وتصدروا شاشات الفضائيات بالبدل الإيطالية ورابطات العنق الفرنسية والعطور الإسبانية، وأتذكر منهم ذلك المدعو "بكار"! ولسنا بصدد التطرق لأكاذيبهم التى كنا نتلقاها يوميًا – على عينك يا تاجر – لكن ما استوقفنا فعلًا هو خوضهم الانتخابات البرلمانية (2011- 2012 ) ليس فقط بل واستنسخ منهم عدة أحزاب كــ"البناء والتنمية" والأصالة تحت مسمى الكتلة الإسلامية وفازوا بـ 123 مقعدًا كان منها 108 لحزب النور، فانفرجت أساريرهم وعمت الفضائح أرجاء البرلمان وقد تحدثنا عنها سلفًا.
والأهم هنا هو الإجابة عن بعض التساؤلات: فلماذا هرع رجال الدين الذين يزعمون بأنهم امتداد للسلف الصالح إلى مقاعد البرلمان المحصنة ضد المساءلات؟ ولما كل هذا الحرص على المشاركة في الحياة السياسية رغم كل تحذيرات السلف الصالح من خلط الدين بالسياسة، وقد أشار إلى هذا الشيخ محمد متولي الشعراوي حين قال "أسعد حين يصل الدين إلى رجال السياسة، وأبلغ منتهى القلق حين يصل رجال الدين إلى السياسة"!.
فيا رجال الدين كفوا عن هذا الهراء وارجعوا إلى منابركم، فالوطن أحوج ما يكون إلى بناء قويم في كل المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وهلم جرا، فليعمل كل ذي خبرة في مكانه، ولا يغرنكم من قبلكم وإلا ستكون نهايتكم كنهاية حزب الإخوان "الحرية والعدالة" وعلينا أن نعطي العيش لخبازه، فالسياسة مهلكة.
ثم من أين لكم أموالكم تلك التي تنثرونها في أرجاء المعمورة كغواية للغلابة والمطحونين، حتى الانتهاء من الانتخابات؟ فإذا كان ربنا فتح عليكم بالأموال حتى أصبح الفقر عدوًا لا يقترب منكم – لأننا ببساطة لم نر رجل دين على أد حاله – فتصدقوا بها للفقراء بغية إعانتهم على مشقات الحياة وليس لشراء أصواتهم ألم يأمرنا ديننا بهذا! أم أن السماء تمطر ذهبًا وفضة على أصحاب الذقون!.
وبعد رحلة من العصف الذهني تفتق فكري عن مقولة شهيرة لأصحاب السعادة الشيوخ "السلفيين" أيام ثورة يناير حين أفتونا "الخروج على الحاكم حرام" و"أطيعوا أولي الأمر منكم"، وتكرر نفس المشهد العبثي في يونيو حين رفضوا المشاركة في مظاهرات الشعب ضد الجماعة المنحوسة، ولكن إحقاقًا للحق بعد خلع ضرس الإخوان واستجابة الجيش لإرادة الشعب "حطوا ديلهم في سنانهم وقفزوا هيلا هوب على مركب الثورة" وكأنهم الوجه الآخر لعملة "أولاد البنا"، أليس هذا نفاقًا بينًا!.
وأخيرًا.. عزيزي الناخب حط عقلك في راسك تعرف لمن سيكون صوتك بعيدًا عن "النور" المزيف – اللي لا طال دين ولا سياسة- حتى لا تشرب مقلب أنتيكا في بوتقة البولوتيكا.. واختار صح هتعيش صح.
فكيف لك أن تختار حزبًا من الحيارى الذين قتلهم الارتباك إلى أن وضعوا نساء- صوتهم مش عورة- وكمان قبطيات على قوائمهم لا لشيء إلا للتمويه، وتذكر معي أن هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين يفتون بمناسبة ودون مناسبة أن مصافحة الأقباط حرام، والمباركة لهم في أعيادهم حرام، ومجالستهم حرام، لكن لأن الغاية تبرر الوسيلة وفقًا للنظرية الميكافلية وليس للسنة النبوية، أصبحت مشاركة الأقباط على قوائم الانتخابات حلااااااال.. وربنا يكفينا شر الاستهباااال.
Mrs.beco@gmail.com