الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الشيماء إسماعيل: "الحضن" يحمي ويعالج.. وهو أعمق لغة للجسد

الدكتورة النفسية
الدكتورة النفسية الشيماء إسماعيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تبدأ علاقتنا بالدنيا بحضن الأم لحظة الولادة، حيث أثبت العلم أنه من أقوى لحظات الآمان وأجملها هي عندما يرتمي الوليد في حضن أمه عاريا ضعيفا محتاجا للرضاعه. 
في عياداتنا النفسية نجد أن الإحتياج لـ"اللمس والاحتضان" ربما هو أكثر وأقوى الاحتياجات النفسية، فالحضن هو قمة لغة الجسد، وهو أول صله حقيقية بين الطفل وأمه وأول صلة كانت بين الرسول "صل الله عليه وسلم" وجبريل، وأول صلة بين السماء والأرض (كانتا رتقا ففتقناهما).
الحضن هو أعمق تعبير جسدي عن الحب، فالحضن يعالج، ويخلق خلايا عصبية جديدة "بيكَبّر البنى آدمين"، الحضن لغة للرقص والحب والحياة.
وكدليل علمي عل تأثير الحضن على الإنسان في تجربة علمية لقرد مولود حديثا، تم حرمانه من أمه الحقيقية، وتوفير أم صناعية عبارة عن آلة ترضعه، وأم أخرى لا ترضعه، ولكنها لها ملمس رطب ناعم كملمس أمه، وجدوا أن الرضيع يقضى ٦ساعات للرضاعة مع الام التي تطعمه، وال١٨ساعة الباقية مع تلك التي تضمه، وعندما قاموا بإخافه هذا الرضيع عن طريق صوت وشكل مخيف، كانت المفاجأة أنه ارتمى مرعوبا في حضن الأم القماشية الناعمة التي تحتضنه فقط، ولم يرتمى في حضن التي تطعمه.
أتذكر كلمة أحد أساتذتي في الطب النفسي: "لو بيدي لجعلت الاحتياج لـ"اللمس والحضن" على قائمة احتياجات الإنسان عموما والمصري خصوصًا.
وفي عالم الجنس بين الرجل والمرأة الحضن هو اعمق لغة جسدية وهو للعلاقة الحميمة أساس فإن كان الجسد معبدا فإن الحضن صلاة تؤدى فيه.
وفي عالم التربية بين الأم وأبنائها الحضن الصحى الذي يعطى دون شروط وملئ بقوة الأمومة ودفئها هو أعظم حافز للسلوك الجيد، الحضن هو الرائحة والطعم واللون لتوجيهات الأسرة للصغار.