السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

هل تشتعل الحرب العالمية الثالثة بعد تكوين حلف روسيا والصين؟.. اللاوندي: الأوضاع تهدد بإشعال فتيل الحرب.. بيومي: يجب الإجماع على إيجاد حلول سلمية في سوريا.. العرابي: لن تغامر الصين بالدخول في الصراعات

هل تشتعل الحرب العالمية
هل تشتعل الحرب العالمية الثالثة بعد تكوين حلف روسيا والصين؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تطورات جديدة من نوعها على المشهد داخل سوريا، بعدما ذكرت تقارير أبرزتها وكالة شينخوا الصينية، بأن حاملة الطائرات الصينية "لياونينغ" مع القوة المرافقة لها، والتي تتضمن عددا من سفن الصواريخ الموجهة، رست في ميناء طرطوس، ما يظهر دخول الصين رسميا إلى سوريا وانضمامها إلى حليفتها روسيا. 
وفي ذات السياق، أصدرت السفارة الأمريكية في دمشق بيانا تعرب خلاله عن قلقها إزاء الهجمات الروسية في سوريا والتي تستمر لليوم الثالث على التوالي منذ يوم الأربعاء الماضي، وأعربت السفارة في بيان لها بالاشتراك مع عدة دول أبرزها السعودية وتركيا والمملكة المتحدة، عن قلقها إزاء تلك الهجمات.
وصدر بيان مشترك يقول: "نحن حكومات كل من فرنسا وألمانيا وقطر والسعودية وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية نعرب عن قلقنا البالغ حيال التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا وخصوصًا الهجمات التي نفذتها القوات الجوية الروسية في حماة وحمص وإدلب، والتي أدت إلى وقوع ضحايا في صفوف المدنيين ولم تستهدف تنظيم داعش.

كما أشار الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية والدولية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أن ما يحدث حاليا حول الأوضاع المتأزمة بين أوربا وأمريكا من ناحية وروسيا من ناحية أخرى أمر ينذر بقيام حرب عالمية ثالثة ولاسيما مع ظهور الصين بالساحة لتأييد حليفتها روسيا فالطرفان ذات وجهة نظر واحدة فيما يتعلق بضرورة بقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف: أن دخول الصين إلى سوريا الذي بدأ بقيامها بتحريك قطع بحرية هناك والقيام بالعديد من المناورات المشتركة بين روسيا والصين ووصول حاملة الطائرات الصينية لياونينغ إلى ميناء طرطوس السوري وهو ما أبرزته وكالة شينخوا الصينية مما يشير بدخول بتدخل الصين في المنطقة، مما يؤكد الدلائل على وجود تحالف روسي صيني وهو ما يثير القلق لدى أمريكا وأوربا.
وأكد اللاوندي أن الصين تعد حاليا النجم الساطع الآسيوي والذي من المتوقع أن يقود العالم خلال المرحلة المقبلة كقوة عظمي، في الوقت الذي تريد خلاله أمريكا ودول أوربا انتهاء نظام حكم بشار الأسد لما يسببه لها ذلك من وجود الأسري السوريين داخل أوربا والذين يقدر عددهم بالآلاف من اللاجئين النازحين من الأوضاع التي فجرها العنف القائم في سوريا..
ولفت اللاوندي أن الصين تنضم لروسيا حاليا مع تمسك كل طرف بوجهة نظره فيما يحدث بسوريا، فروسيا لديها مصالح عديدة قائمة بوجود النظام السوري وهو الأمر الذي يجعلها متمسكة بالنظام هناك، في حين أن أمريكا ودول الاتحاد الأوربي التي من بينها فرنسا وألمانيا وقطر وتركيا والمملكة المتحدة إضافة إلى السعودية تعرب عن قلقها البالغ حيال التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا، مبررة بأن المستجدات المتعلقة بتدخل روسيا سيساهم في تأجيج المزيد من التطرف والدفع نحو العنف، وهو ما يبرر دعوات روسيا بأن توقف هجماتها على المعارضة السورية والمدنيين وتركز جهودها على مكافحة تنظيم داعش.

ويضيف السفير جمال بيومي، الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب، والمسئول عن اتفاقية الشراكة الأوربية، أن الوضع معقد جدًا في إطار تفاوت الآراء حول سوريا ونظام بشار الأسد فهناك دول تريد انتهاء نظام بشار الأسد بأي شكل مثل أمريكا والسعودية وفرنسا، في حين أن هناك دولا أخرى تؤيد بقاءه، مؤكدا فالبديل العسكري في سوريا من الممكن أن يشعل فتيل صراعات عسكرية بين القوى المتناحرة من أجل مصالحها الخاصة. 
وأضاف بيومي أنه في كل الأحوال لن تصلح أية حلول غير سلمية وستؤدي إلى وقوع مزيد من الارتباكات في المنطقة، مشيرا إلى أن مصر أميل إلى المحافظة على الخروج الآمن لبشار الأسد في ظل أن وجود شريحة تمثل نحو 15% من سوريا تؤيد الرئيس السوري بشار الأسد وهي نسبة ليست قليلة، ولذلك يجب إقناع الجميع بالحلول السلمية بعيدا عن استخدام العنف.

يؤكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، أنه ليس هناك أية تصريحات رسمية من الصين تؤكد انضمامها إلى التحالف مع الدب الروسي لمواجهة وتوجيه ضربات قاسمة إلى تنظيم داعش داخل سوريا فالصين لم تعلن دخولها في التحالف ضد الإرهاب وإن كانت تؤيد النظام السوري بقيادة بشار الأسد نوعا ما.
وأضاف العرابي أن السياسة الخارجية للصين مختلفة عن غيرها من الدول أمثال الولايات المتحدة أو روسيا، حيث قد تميل الدولتان إلى توجيه ضربات هنا وهناك لتحقيق أهداف بعينها أما الصين فهي دولة مسالمة تميل إلى الهدوء وعدم افتعال العنف وإنما تتجه إلى تأييد الحلول السلمية بعيدا عن الوقوع في مستنقع الحلول والسياسات العسكرية.