الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الأزمة الليبية بين الحوار والحسم العسكري.. الفرقاء يجتمعون مجددًا بالصخيرات قبل جولة نيويورك.. وداعش يقترب من مرافئ النفط وحديث عن حزم عربي جديد

 الممثل الخاص للأمين
الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يجتمع اليوم، في مدينة الصخيرات المغربية أطراف الحوار الليبي الذي تشرف عليه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برئاسة برناردينو ليون، لمناقشة الأسماء المقترحة من كل طرف لتشكيل الحكومة التوافقية والمجلس الاستشاري، وفي حال اتفاق الأطراف؛ سيتم رفع ملحق الحكومة التوافقية إلى نيويورك للإعلان الحكومة الجديدة في 20 أكتوبر الجاري.
ويأتي اجتماع الصخيرات اليوم، عقب جلسة خاصة عقدت، أمس الجمعة، بالجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة 15 دولة بينهم دول جوار ليبيا لحث الأطراف الليبية سرعة التوقيع على الاتفاق السياسي الموقع بالأحرف الأولى في 11 يوليو الماضي في مدينة الصخيرات المغربية.

وكشف الرائد محمد الحجازي، الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي، أن قوات بلاده على موعد قريب يُنهي حالة التردد التي اتسمت بها مواقف دول الجوار الليبي في التعاطي مع خطر الجماعات الإرهابية على أمنها، وخاصة منها تنظيم داعش الذي تجاوزت تهديداته ليبيا لتشمل دول المنطقة، مشيرًا إلى نية قوات عربية المشاركة في حرب فاصلة على الجماعات الإرهابية في ليبيا.
من جهة أخرى قال خبراء بالشأن الليبي أن 20 ألف جنديًّا من قوات الجيش الليبي سوف يلتحقون بمعسكراتهم قريبًّا بعد أن قاموا بدورات تدريبية في الخارج ملامح حرب عربية ضد الجماعات المتطرفة في ليبيا بدأت تتضح لا سيما بعد توافد مقاتلين موالين لتنظيم الدولة داعش إلى مدينة سرت قادمين من نيجيريا والصومال والسودان، وقد أكد وزير الخارجية الليبي محمد الدايري أن عدد عناصر تنظيم الدولة نحو 5 آلاف في ليبيا.

التنظيم الإرهابي بدأ في تطويق الحزام الأمني لمدينة سرت ونشر قواته داخل النقاط الاستراتيجية التي تأمن عمقه في سرت ونشر عناصره في المناطق الهيشة غربًّا وحتى حدود مدينة سرت بواحة الجفرة جنوبًّا وقام بعمليات نوعية استهدفت قوات حرس المنشآت النفطية داخل منطقة الهلال النفطي.


وأكدت مصادر ليبية لـ"البوابة نيوز" أن عناصر من داعش والنصرة أخذوا يتقاطرون إلى ليبيا قادمين من سوريا تحت ضغط ضربات سلاح الجو الروسي وأن أنقرة سهلت لهم عملية وصولهم إلى الأراضي الليبية.
ووصل إلى طرابلس، فجر اليوم السبت، 285 عنصرًا جهاديًّا قادمين من سوريا لدعم الجماعات الإرهابية في ليبيا، وأكدت تقارير إعلامية ليبية وصول طائرتين إلى مطار معيتيقة الدولي تحملان عناصر إرهابية قادمة من تركيا.
وفي تصريح لـ"البوابة نيوز" حذر مسئول ليبي سابق من تدفق العناصر الجهادية من سوريا إلى ليبيا هربًا من القصف الجوي الروسي.
وبحسب المصدر فإن العناصر الجهادية بدأت تتدفق إلى ليبيا هذه الأيام بشكل غير مسبوق خاصة من تركيا وإفريقيا، حيث وصلت إلى سرت وسط ليبيا أمس 30 سيارة دفع رباعي قادمة من الجنوب الليبي تحمل عناصر موالية لداعش قادمة من نيجيريا والصومال، مشيرة إلى أن العناصر الجهادية القادمة من سوريا والتي استقبلها خالد الشريف وكيل وزرارة الدفاع في حكومة المؤتمر الوطني منتهي الشرعية وأحد قيادي الجماعة الليبية المقاتلة، يحملون جنسيات مختلفة، ومن بينهم سعوديون ومصريون وفلسطينيون وعناصر جهادية تحمل الجنسيات التونسية والجزائرية.
وأضاف، أنه تم استقبال المجاهدين الهاربين من سوريا بشكل رسمي وخصصت ثلاث حافلات لنقلهم إلى أماكنهم في حماية 4 دوريات أمنية.

وأكد فايز العريبي، الكاتب السياسي الليبي، تدفق العناصر الجهادية إلى ليبيا نتيجة الحدود المفتوحة للدولة الليبية مع النيجر والسودان، وسيطرة الجماعات المتطرفة على العاصمة الليبية طرابلس أتاحت لهم ملاذا آمنًّا للاستقرار في البلاد، مضيفًا أنه يجب عدم التعويل على المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة الليبية فكل الدلائل تقول إن الغرب يعمل على إنجاح مشروع أخونة ليبيا.
وأشار العريبي إلى أن المؤتمر الوطني منتهي الشرعية يماطل في التوقيع على مسودة الاتفاق لأنه حقق أهدافه من الحوار والمتمثلة في اكتساب شرعية دولية وأصبح يراهن الآن على انقضاء المدة القانونية لمجلس النواب.
وحول كيفة الخروج من المأزق الليبي الراهن.. اقترح العريبي حوارًا ليبيًّا، يجمع كل الليبيين بحيث يتم الرجوع إلى عهد الجمهورية الليبية المتحدة لتجاوز الخلافات التي تشتت وحدة الليبيين في مواجهة الإرهاب مثل النشيد الوطني والعلم وهذه المسائل التي قسمت الليبيين.

المجتمع الدولي

أكدت منظمة الأمم المتحدة أن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الليبية.
وقال بيان صادر عن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم السبت، أن الاجتماع رفيع المستوى حول ليبيا، الذي عقد بنيويورك، مساء أمس الجمعة، بمشاركة 15 دولة، أكد المشاركون فيه دعمهم القوى للاتفاق السياسي الليبي الذي تم إنجازه وتوزيعه على الأطراف، وأشاروا إلى أن هذا هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع الحالي وبدء العملية الصعبة المتمثلة في بناء دولة ليبية ديمقراطية وحديثة ذات مؤسسات قوية، تقوم على سيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان، كما أكدوا من جديد معارضتهم القوية لأي حل عسكري أو أحادي الجانب للنزاع.
وحذر المشاركون من أولئك الذين يقومون فعليًا بعرقلة أو تقويض الاتفاق السياسي سيضعون أنفسهم خارج إطار الشرعية السياسية والدولية وسوف يخضعون للمساءلة، تماشيًا مع قرارات مجلس الأمن.
وفي نفس الوقت، أعرب المشاركون عن استعدادهم لتقديم الدعم إلى ليبيا، حال قامت الأطراف بتوقيع وإقرار الاتفاق، وأكدوا أن الأمر متروك لليبيين لفتح الباب أمام المساعدة الدولية من خلال توقيع الاتفاق السياسي وتشكيل حكومة الوفاق الوطني.
وأكد المشاركون من جديد التزامهم القوى بسيادة واستقلال ليبيا وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية، كما تعهدوا بتقديم المساعدة اللازمة لدعم التنفيذ الناجح للاتفاق السياسي الليبي.
وناشد المجتمعون، المشاركين في الحوار السياسي الليبي إنجاز العملية بشكل عاجل ودون تأخير تماشيًا مع الإطار الزمني الذي وضعته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وإقرار وتوقيع الاتفاق الذي سوف يؤدي إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني، كما أكدوا على ضرورة تشكيل حكومة الوفاق الوطني دون تأخير وقبل 21 أكتوبر الجاري.

عراق جديد

ويقول رمزي الرميح، المستشار القانوني السابق للجيش الليبي: إن تدويل الأزمة الليبية عقدها، موضحًا أن فكرة أن الحوار مع جماعات متطرفة سوف يخرج ليبيا من أزمتها درب من الجنون، مضيفًا أن الغرب ينقل تجربته في العراق إلى ليبيا رغم ما آلت إليه الأوضاع في العراق من تردي وكأنه يتعمد إدخال ليبيا في حالة فوضى وانفلات أمني مستمرة.
وأعتقد أن المجتمع الدولي ليس غبيًّا حتى يفعل نفس الشيء مرتين وبذات الأسلوب ونفس الخطوات ويريد منا أن نتوقع نتائج مختلفة.
وأشار الرميح إلى أن الحوار بين الأطراف الليبية ولد ميتًّا ولن يثمر حلولا حقيقية للأزمة الليبية وغاية المتوقع منه في حال قبول المؤتمر الوطني منتهي الشرعية التوقيع على الإطار النهائي للاتفاق هو حكومة هشة على غرار حكومة بول بريمر في العراق.

وأكد الرميح، أنه لن يكون هناك حل للأزمة الليبية بدون حوار "ليبي ليبي"، تشرف عليه الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي.
وحذر الرميح من وصول آلاف العناصر من داعش والنصرة إلى ليبيا هذه الأيام قادمين من تركيا تحت ضغط ضربات سلاح الجو الروسي.