الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

موسكو: تدمير معسكر لتدريب مقاتلي "داعش" ومركز قيادة

روسيا تتجه لمعقل "التنظيم" لأول مرة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأهداف الحقيقة وراء العملية العسكرية الروسية في سوريا، وما يمكن أن يحققه الرئيس فلاديمير بوتين من إرسال قواته في حرب خارجية إلى سوريا، لأول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفييتى، تمثل هاجسا كبيرا للغرب والولايات المتحدة، خاصة مع استمرار الجيش الروسى في تعزيز قواته العسكرية وإرسال المزيد من الطائرات والعتاد، رغم مناشدات أمريكا والغرب بوقف العمليات.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير منشآت أخرى لتنظيم «داعش» في سوريا، وأنها تتجه مباشرة الآن إلى معقل التنظيم الرئيسى هناك وتستهدف مدينة الرقة القاعدة الرئيسية لداعش، وأولى المدن السورية التي استولى علهيا وأعلن منها خلاقته.
وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيجور كوناشينكوف للصحفيين: «إن طائرات من طراز «سو-34» قامت في أول أكتوبر بتوجيه الضربات لمعسكر تدريب مقاتلى «داعش» ومركز قيادة للتنظيم جنوب غرب مدينة الرقة في سوريا، مشيرا إلى أن القصف أسفر عن تدمير تلك المنشآت».
ونفى المسئول العسكري الروسى صحة ما أعلنته بعض وسائل الإعلام من أن طائرات روسية لم تصب أهدافها، أو أنها تقتل المدنيين، وأكد أنه برصد التقارير والمعلومات التي تحدثت عن سقوط ضحايا مدنيين تبين أن وسائل الإعلام الغربى نشرتها قبل تنفيذ روسيا أولى عملياتها ضد داعش، ولم تكن هناك أية طائرات قد أقلعت من قواعدها.
تنسيق عسكري
وبدأت روسيا العملية الجوية ضد المجموعات الإرهابية في سوريا يوم 30 سبتمبر الماضى، وعزز الجيش الروسى من قواته الجوية في سوريا حاليا، وأعلن متحدث باسم القوات الجوية عن وصول العشرات من طائرات صهريج روسية عملاقة، تستخدم في تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود في الجو، إلى قاعدة حميميم في الساحل السورى.
وهرعت الولايات المتحدة لطلب عقد اجتماعات عسكرية رفيعة المستوى مع المسئولين الروس لتنسيق العمليات وبحث سبل تجنب أي تصعيد أو صدام عسكري بين روسيا وأمريكا والدول الأوروبية الأخرى في سوريا.
وأكد المتحدث الروسى أن ممثلى وزارتى الدفاع الروسية والأمريكية عقدوا اجتماعا تشاوريا عبر الفيديو كونفرانس بناء على مبادرة من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، مشيرا إلى أنهم ناقشوا «استخدام الطيران فوق أراضى سوريا بشكل آمن».
خطة بوتين الحقيقية
وحاولت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية الكشف عن الأهداف الخفية وراء العملية الروسية في سوريا، وما يرمى إليه بوتين وكيف سيؤثر على الغرب، وهل بدأت حرب بلا نهاية أم أنه ستكون هناك سيطرة على الموقف وتنتهى العملية سريعا.
وأوضحت الصحيفة أن الهدف الرئيسى لبوتين هو ترتيب الأوضاع في سوريا لتكون تحت سيطرة روسيا أو على الأقل جزءا منها، تصبح موسكو هي المسئولة عنه وتقيم فيه قواعد عسكرية جوية وبرية وأجهزة تنصت وتجسس، ويكون قاعدة متقدمة في الشرق الأوسط ولا يخضع لسيادة أي دولة بل لموسكو مباشرة، لضمان مصالحها.
وفى ظل الوضع الحالى وخسارة نظام بشار الأسد الكثير من قواته، فإنه لن يكون من المستبعد أن تتدخل روسيا بقوة أكبر مستقبلا وتعمل على ضرب التنظيمات الإرهابية بقوة حتى تثبت نجاحها وقدرتها على إنجاز ما وعدت به، وإحراج الولايات المتحدة التي أنفقت مليارات الدولارات ونفذت أكثر من 7 آلاف غارة جوية في سوريا والعراق بحجة محاربة داعش والقضاء عليه، لكنها لم تحقق شيئا على الأرض.
وتشير الصحيفة إلى أن بقاء الأسد في الحكم ربما لا يكون هدفا روسيا في الوقت الحالى، لكن بقاء نظام حكم معين يدير البلاد بطريقة معينة ربما يكون هو الهدف الرئيسى، أما شخص الأسد فلا يمثل فارقا بالنسبة لموسكو في الوقت الحالى.
وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين شخصية تسعى إلى الحسم الدائم، ففى عام 2000 وبعد أشهر قليلة من وصوله للحكم أطلق عملية عسكرية في الشيشان وقضى على التنظيمات المسلحة هناك، وأعاد البلاد إلى حكم موسكو، ويريد تكرار تلك التجربة في سوريا والقضاء السريع على التنظيمات المتطرفة، مستفيدا من تجربته في الشيشان.
مخاوف أمريكية من هزيمة "داعش"
يأتى هذا في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير إعلامية عن مخاوف أمريكية من هزيمة تنظيم داعش في سوريا، لأن هذا سيحرمها من السبب الرئيسى في التدخل عسكريا بسوريا والعراق، كما يعد التنظيم الإرهابى وسيلة لابتزاز سوريا وإيران والعراق أيضا، ووضع الجميع تحت ضغط لتنفيذ الرغبات الأمريكية، كما أنه وسيلة جيدة لاستنزاف قدرات إيران العسكرية والاقتصادية.
وفى حال هزيمة التنظيم، فإن الولايات المتحدة ستصبح في حرج بالغ وسيفتضح أمرها أمام العالم، خاصة أنها عملت منذ بداية الأزمة في سوريا على تكثيف دعمها للتنظيمات المتطرفة على أمل إسقاط الأسد وأمدتها بالأسلحة والمقاتلين وتولت المخابرات الأمريكية تدريبهم بالتعاون مع تركيا.
وتحاول أمريكا تصوير نفسها على أنها العدو الرئيسى للتنظيمات الإرهابية في حين أنها المستفيد الأول من وجودها بالمنطقة، وتمدها بالأسلحة بطرق متعددة، حتى لو ألقت طائراتها الأسلحة على معسكرات داعش بدلا من القوات العراقية والكردية، وتخرج بعد ذلك لتدعى أن ما وقع كان خطأ.
خيانة الغرب
وشنت صحيفة «الأندبندنت» البريطانية على الدول الأوربية لما وصفته «ترددا في مواجهة روسيا وكبح جماح بوتين، وعدم قدرتها على وقف العمليات العسكرية الروسية في سوريا».
وذكرت الصحيفة أن الدول الأوربية خانت الشعب السورى وتركتهم فريسة للتنظيمات الإرهابية وكذلك لروسيا وإيران الآن، كما أن ما يجرى كشف ضعف أوربا الشديد في مواجهة بوتين.
وتركت أوربا الشعب السورى بمفرده منذ البداية، ما أدى إلى حدوث فراغ استغله بوتين بقوة ليدخل ويحقق أهدافه، ولم يكن الأمر مفاجأة.
وتضيف، أن ما تقوله موسكو حاليا لم يكن أمرا مفاجئا، فمنذ اليوم الأول للأزمة في 2011 والكرملين الروسى يعلن دعمه لنظام الأسد، واستخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لحمايته من القرارات الدولية، وتضيف أن مستقبل سوريا أصبح اليوم بيد روسيا.
تدخل صيني
يأتى هذا في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر غربية عن تزايد الاحتمالات بمشاركة الصين في العمليات العسكرية الدائرة حاليا في سوريا بجانب القوات الروسية، وأن هناك تقارير عسكرية حول أن الطائرات الصينية ربما تشارك في عمليات، وقد تقتصر على جمع معلومات استخباراتية أو تتطور إلى قصف مواقع.
وأوضحت التقارير أن هناك حاملة طائرات صينية في البحر المتوسط ستدير العمليات العسكرية، وهو ما نفته الصين من قبل، وأكدت أنها لم ولن ترسل أية قوات عسكرية إلى سوريا، وأن الحاملة الصينية لم تذهب إلى البحر المتوسط.