الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

7 وجوه لـ"السيسي" في "الأمم المتحدة"

الإعلام الأمريكي يتحدث عن الرئيس

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حفلت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة فى اجتماعات الدورة السبعين للأمم المتحدة بمدينة نيويورك، باهتمام غير عادى من المسئولين الأمريكيين ودوائر صنع القرار السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، وراقب خبراء ومتخصصون كل نشاطات الرئيس وتحركاته وخطاباته وتصريحاته وآراءه وتعليقاته على الأحداث.
وعمد الرئيس إلى مقابلة جميع الأطياف السياسية والفكرية فى أمريكا لشرح موقف مصر وحقيقة ما يجرى حاليًا والوضع على الأرض، وحرص الرئيس خلال زيارته على لقاء مسئولين وصناع قرار وصحفيين ومحللين وسياسيين ومفكرين، على رأسهم الرئيس السابق بيل كلينتون، ووزراء خارجية سابقين وما زالوا نافذين مثل هنرى كيسنجر ومادلين أولبرايت، وأعضاء كونجرس ورجال أعمال ومستثمرين وأباطرة المال فى وول ستريت.
وعكست ردود الأفعال الأمريكية أمرين متناقضين، ففى الوقت الذى أظهرت فيه المقالات والتحليلات انطباعًا إيجابيًا عن الإدارة المصرية الحالية وتزايد الثقة فيها وقناعة الدوائر الأمريكية المختلفة بأنها تسير فى الطريق الصحيح، إلا أنها كشفت بوضوح حجم الأزمة، بل الكارثة التى تعانى منها مصر فى مخاطبة الغرب، وأن هناك الكثيرين لا يعرفون حقيقة ما يدور على الأرض.


الواضح
وكان الوضوح وتحديد الأهداف والعمل على تحقيقها سواء اقتصادية أو سياسية أبرز ما أثار اهتمام الأمريكيين فى سياسة الإدارة المصرية الحالية، وهو ما عبر عنه المحاور الأمريكى الشهير «وولف بليتزر»، والذى أجرى حوارًا مع السيسى، وقال معلقًا على اللقاء: إن القيادة المصرية كانت تتحدث بوضوح عن رؤيتها لخطر التطرف وتهديدات داعش، فى الوقت الذى أثبت فيه أنه شخصية دبلوماسية ذات تفكير عميق، وهو ما وضح من إجابته عن سؤال حول الصفقة النووية مع إيران.
وجاء عنوان مقال نشره «مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى» معبرًا عن حجم الأزمة التى تعيشها مؤسسات الدولة، خاصة وزارة الخارجية، وفشلها فى توضيح حقيقة ما تم إنجازه فى مصر وشرح المشكلات التى تمثل حساسية للغرب مثل أحكام الإعدام والمسجونين والوضع السياسى فى البلاد، وجاء المقال بعنوان «السيسى.. إنه يناضل من أجل مصر»، مما يعنى أن الرؤية كانت مختلفة تمامًا.


الدبلوماسي
وخصص «بليتزر» المحاور الأمريكى بشبكة «سى. إن. إن» الأمريكية مساحة كبيرة للحديث عن الرئيس عبدالفتاح السيسى وانطباعاته عنه، وذلك خلال لقاء أجرته معه المذيعة «كريستيان أمانبور» لمعرفة انطباعاته عن الرؤساء والزملاء الذين التقاهم على هامش مشاركتهم فى الأمم المتحدة.
وكان أبرز ما لفت نظره عن الرئيس هو أنه دبلوماسى وصاحب رؤية وتفكير عميق، وأنه مُصر على تطهير بلاده من الإرهاب وكذلك من التطرف سواء كان فكرًا أو سلوكًا، وقال إنه يرى أن التطرف فى بلاده هو الخطر الأكبر حاليًا، وإن خطر تنظيم داعش يتعاظم وقد «حان الوقت من أجل أن يجتمع الشرق الأوسط برمته لمواجهة ذلك الخطر».
وظهرت دبلوماسيته وفقًا للمحاور الأمريكى عند الحديث عن الملف النووى الإيرانى والوضع فى سوريا، وأوضح بليتزر: «كان الرئيس السيسى دبلوماسيًا للغاية» فى موقفه من الصفقة النووية مع إيران، وأعرب عن أمله فى نجاحها، رغم علمى أنه ربما لا يكون متحمسًا لها بسبب توتر العلاقات بين إيران ومصر ودول الخليج.
أما عن سوريا فكانت رؤيته واضحة، وهو الحل السياسى، على أن يكون الأسد جزءًا من هذا الحل، حتى لا ينهار ما تبقى من سوريا ويتفكك الجيش السورى مثلما حدث فى العراق ويتحول إلى طوائف، عندها سيقع السلاح والعتاد العسكرى السورى بالكامل فى يد المتطرفين، وعندها سيكون الخطر داهمًا على المنطقة بأسرها والعالم ولن يكون هناك أحد بمأمن سواء كان قريبًا أو بعيدًا.

المقاتل
أما الكاتبة والمحللة الأمريكية، دارلين كاسيلا، فرأت أنه رجل تفكير استراتيجى فى المقام الأول، وركزت بصورة أكبر على تحركاته الخارجية وما أنجزته مصر فى ظل حكمه خلال العام الماضى، وربطت بينه وبين استراتيجية الملكة العظيمة «كليوباترا»، والتى كانت صاحبة أول فكر استراتيجى فى العالم، وأقامت علاقات متوازنة مع أكبر إمبراطورية فى ذلك الوقت بصورة أذهلت الجميع.
وأوضحت أن «كليوباترا» أذهلت الجميع بفكرها الاستراتيجى والسياسى العبقرى قبل أكثر من ألفى عام، حيث حكمت مصر قبل عقود من ميلاد السيد المسيح، لتضع مصر فى مركز متقدم ومهم رغم سيطرة الإمبراطورية الرومانية على العالم، وها هو السيسى يعيد مصر إلى هذه الحقبة من التفكير الاستراتيجى والسياسى، بما فعله خلال العام الماضى، ووضح أنه مثل كليوباترا، شخصية استراتيجية وذات فكر سياسى وإدارة ناجحة للعلاقات الخارجية.


الزعيم
وأوضحت أن السيسى نجح فى التعامل مع الولايات المتحدة بحرفية عالية، وأصلح أخطاء إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه مصر، فمن المعروف لغالبية دوائر صنع القرار الأمريكية أن الولايات المتحدة دعمت تنظيم الإخوان، الذى أعلنته مصر تنظيمًا إرهابيًا، منذ ثورة ٢٥ يناير، وأن أوباما كان مهتمًا بنجاحه فى الحكم، وقدم كل الدعم للرئيس المعزول «محمد مرسى»، لكن عندما خرج عليهم الشعب المصرى وقرر إنهاء حكم التنظيم، أصرت واشنطن على دعم الإخوان والإبقاء عليهم، وعندما تحرك الجيش وعزله وجاء السيسى للحكم قررنا معاقبة المصريين على هذا. ونجح السيسى فى التعامل مع أوباما الذى اتخذ قرارات صادمة منها وقف تصدير الأسلحة وفرض حظر على الجيش المصرى وإلغاء مناورات النجم الساطع، والضغط على مؤسسات مالية دولية لوقف المساعدات والمفاوضات حول قروض لصالح الحكومة المصرية، حتى يضغط على الجيش ليعيد مرسى للحكم، لكن كل هذا لم يفلح فى تغيير الوضع فى مصر، وكان رد السيسى القوى فى حوار مع صحيفة أمريكية، ووجه رسالة لأوباما: «لقد تخليت عن المصريين وأدرت لهم ظهرك، والمصريون لا ينسون هذا».


المسيطر
ولفتت الكاتبة الأمريكية إلى أن التحركات المصرية العسكرية فى المنطقة كانت رائعة، وعمل الرئيس على تعزيز قدرات الجيش وتحويله إلى قوة إقليمية للدفاع عن المصالح الاستراتيجية المصرية، ومصالح الدول العربية أيضًا، وعقد عدة صفقات أسلحة متطورة مع روسيا وفرنسا كان آخرها مفاجأته للعالم بالتعاقد على شراء «ميسترال» حاملتى طائرات هليكوبتر صناعة فرنسية، لتصبح مصر أول دولة فى المنطقة تمتلك تلك الإمكانيات العسكرية العالمية، ويصبح البحران الأحمر والمتوسط تحت سيطرة وحماية البحرية المصرية بالكامل.
ونجح «السيسى» فى أن يجعل من مصر رقمًا صعبًا فى معادلات الأمن واستقرار الشرق الأوسط، وتتطلع أوروبا إليه لحمايتها وإنقاذها أيضًا من الهجرة غير الشرعية ومساندتها لمواجهة آثار الفوضى التى تعانى منها المنطقة، واستقبلته جميع الدول الأوروبية الكبرى بلا استثناء.
وكسب الرئيس احترام العالم أجمع عندما أكد أنه رئيس للجميع فى مصر، ولن ينسى العالم ليلة عيد الميلاد العام الماضى، عندما زار الكاتدرائية لتهنئة المسيحيين بعيدهم، ليصبح أول رئيس فى تاريخ مصر يحضر قداس عيد الميلاد، وألقى خطابًا فى الكنيسة وتمنى للمسيحيين عيدًا مجيدًا.


العراف
وعلى الرغم من أن غالبية المؤسسات الأمريكية تدرك حقيقة ما يجرى فى مصر، إلا أن هناك تعمدًا أحيانًا لإخفاء تلك الحقائق عن الشعب الأمريكى، وهو ما كشفه البروفيسور الأمريكى «ستيفن إيه كوك»، الباحث والمفكر بمجلس العلاقات الخارجية بالولايات المتحدة، والذى نشر تقريرًا عما فعله السيسى فى مصر خلال عام وجاء بعنوان «السيسى.. يناضل من أجل مصر».
وقال إن حوارات ولقاءات السيسى وكتاباته فى الصحف الأمريكية خلال مشاركته فى اجتماعات الأمم المتحدة كشفت الكثير من الحقائق، وهى أن المؤسسات الأمريكية تعرف الكثير عن مصر أو أى بلد آخر، لكنها لا تكشف عنه وتحاول إخفاء الكثير من الحقائق.
فبالنسبة لمصر اتضح أن المسئولين فى البيت الأبيض ووزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، ووزارة المالية، ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA) عموما يعرفون الكثير عن الأوضاع فى مصر لكنهم لا يذكرون للشعب الأمريكى الحقيقة والإنجازات التى تمت وما قدمته مصر خلال الفترة الماضية.


القوي
وفى تحليل آخر قالت خبيرة الاقتصاد وأسواق المال الأمريكية، دارلين كاسيلا، وصاحبة أحد أهم شركات تداول الأسهم والتحليل المالى بموقع «سكيورتى ماترز»، إن السيسى ربما يكون الحاكم المصرى القوى الذى يستطيع توحيد الدول العربية بالكامل وإنهاء خطر الإرهاب وحماية المنطقة والعالم، وكذلك إحلال السلام فى الشرق الأوسط وإنهاء الصراعات الداخلية خاصة بين العرب وإسرائيل، لكن يجب على الجميع أن يدعمه فى هذا الأمر.