الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

منى عراقي في حوارها لـ"البوابة": "محدش يقدر يعمل تحقيقات تليفزيونية غيري"

عود بـ"طرف تالت" على "المحور"

منى عراقي
منى عراقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الفرق بين الإعلام المصري والغربي كالفرق بين "الجوافة" و"الكاكا"
"التوك شو" إلى زوال.. واللي بيصدقوا التليفزيون "هنود حمر" مصريين
لو صدر حكم نهائي ضدي على حلقة "الشذوذ" هفتح حمام أنا كمان

بعد أن خفت الجدل المثار حولها؛ انتقلت الإعلامية منى عراقي، صاحبة برنامج "المستخبي"، إلى قناة " المحور"، قادمة من قناة "المحورالقاهرة والناس".. وتحدثت عراقي لـ"البوابة"، عن أزماتها الأخيرة بسبب برنامجها، وعن الانتقادات والملاحقات القانونية التي تعرضت لها.. وعن تفاصيل برنامجها الجديد "طرف ثالث"، والذي يبدأ عرضه منتصف الشهر الجاري..

في البداية.. ما هي أسباب رحيلك عن "القاهرة والناس" ؟
لم أتمكن من الاستمرار في إنتاج البرنامج، خاصة أنني أنتجه، ويعرض على شاشة "القاهرة والناس" بمقابل لا يغطى تكلفته الإنتاجية، ولذلك قررت أن أتوقف لعدم قدرتي على مواصلة الإنتاج.
وهل تعرضتِ لمضايقات من مالك القناة أو رفض لبعض موضوعات حلقاتك ؟
بالطبع حدث كثيرا، وهذا شئ طبيعى جدا في الإعلام المصرى، خاصة أنه لن يسمح لك أحدا بسقف مفتوح، وذلك سببه أحيانا تعارض المصالح، أو تناقض الموضوعات مع السياسة العامة للقناة.
وهل سقف الحريات في "المحور" أكبر من "القاهرة والناس" ؟
بالطبع لا، وأى قناة خاصة في مصر لديها خطوط حمراء وسقف للحريات، ولن نزايد على أحد أو نتاجر بذلك، لأنه أمر طبيعى جدا ومتداول في جميع وسائل الإعلام المصرية، ولكن الميزة في التعاون مع قناة "المحور"، أن القناة ستتولى إنتاج البرنامج، إضافة إلى أن إدارة القناة، و"سمارت ميديا" الوكيل الإعلاني، لديهم هدف واحد وهو تحقيق النجاح، وإثبات الذات.
وما الجديد الذي تقدميه من خلال شاشة "المحور" ؟
بصراحة "لا شيء جديد"، أقدم نفس الفكرة التي قدمتها من قبل، ولكن بموضوعات جديدة ومختلفة وديكورات وأسلوب جديد، ولكن الفكرة كما هي، نعتمد على تصوير الأخطاء والتجاوزات في المجتمع المصرى، ونقدمها للجمهور وللدولة لمواجهتها.
وما الفائدة من تصوير هذه الأخطاء والتجاوزات ؟
الفوائد كثيرة جدا، وبالفعل البرنامج حقق نجاحات كثيرة، وساهم في كشف الكثير من الكوارث، والتي تدخلت الدولة لحلها بعد أن طرحناها من خلال البرنامج، ومن أبرز النتائج، ما حدث بعد عرض حلقة "الفودو"، فهذا المخدر قبل عرض الحلقة كان متداول في جميع الأماكن ويباع خارج الجدول، برغم خطورته التي فاقت خطورة الحشيش والمرجوانا، وغيرها من المخدرات، إلا أن بعد الحلقة، استجابت الدولة ودخل جدول، وتم تقنينه فعليا، وبرغم وجوده حتى الآن، إلا أن طرق الحصول عليه أصبحت صعبة جدا، لأنه تم اعتماده كنوع من انواع المخدرات ومنع تداوله، وغيرها من الموضوعات التي حققت نتائج إيجابية جدا، أما أبرز الفوائد هي أن الناس أصبحت تعلم أنها من الممكن أن يتم تصويرها في أي لحظة، ويتم القبض عليهم، وهذا هو الهدف الحقيقي من البرنامج "الردع"، لأن الشعب المصري يتعامل بمبدأ "اللى يقدر على حاجة يعملها"، طالما لا يوجد ما يمنعه، وحتى في حالة عدم ثبوت الجريمة، التي يفعلها الشخص قانونيا ولم يتم محاسبته، إلا أن تجريس المخطئ يجعله يتوقف عما يفعله.
وماذا عن حلقة الشواذ والحمام التي أثارت جدلا كبيرا؟
استفدت كتير جدا منها، خاصة أنها عملت حالة من الجدل والنقاش المجتمعي حول هذه القضية، والناس بدأت تسأل هل ده مهنيا صح ولا غلط ! وهل موجود ولا لأ ! وكيفية التعامل مع مثل هذه القضايا ومناقشتها.
وهل تعتبري ذلك رسالة إعلامية ؟
بعيدا عن المزايدات، لا أحب الحديث بطريقة أقدم رسالة والكلام والفذلكة ده، الموضوع أبسط من ذلك، أنا شاطرة في تقديم حاجة معينة وبعرف أعملها كويس، فبعملها وأنا مقتنعة.
وماذا عن القضايا المرفوعة على البرنامج والأحكام التي صدرت ضدك ؟
القانون تعريفه بسيط، وهو "حق وواجب"، وطالما قمت بواجبي، يجب أن أثق في الحصول على حقى، وليس لدى أي قلق من النتيجة النهائية لهذه القضايا، خاصة أنى لم أخطئ في حق أحد.
ولكنك صورتي وسجلتي للبعض دون الحصول على موافقة ؟
هل تعتقد أننى سوف أستأذن من الحرامي أو النصاب أو الفاسد من أجل تصويره، وهو يقوم بهذه الأعمال ! طبعا لا، فهذا طبيعى جدا وهى طبيعة البرنامج نفسه، والقانون يعطينى الحق في التصوير بدون إذن في حال إثبات الجريمة، خاصة في حالة عدم وجود طريقة أخرى لإثباتها، وهؤلاء من بجاحتهم رفعوا ضدي قضايا، وذلك يعنى أنه يبقى غلطان وبجح، ولو خدت حكم في قضية حلقة "الحمام" هاخد فريق العمل بتاعي، ونروح نفتح حمام إحنا كمان.
من الإعلاميين المصريين قادر على تقديم تحقيقات تليفزيونية ؟
"أنا هسألك إنت السؤال ده".. لا يوجد في مصر من يقدم تحقيقات تليفزيونية بأى شكل، ومحدش يقدر يعمل تحقيقات تليفزيونية غيرى، وكان زمان في يسرى فودة، ولكن حاليا لا يوجد من لديه القدرة على ذلك.
وما تقييمك لأداء الإعلام المصري مؤخرا ؟
في الحقيقة التوك شو في طريقه إلى الزوال، ولو حاولت أن تغلق جميع القنوات لن تخسر شئ، ولن تتأثر بعدم وجودها، لأنها جميعا أصبحت مجرد "توك" فقط، كله بيتكلم وبس، أو مداخلات هاتفية، وكلام لا قيمة له أو تأثير، ففى التسعينات كانت نشرة الأخبار لمعرفة أخبار البلد هي السائدة، وتطورت الأمور وطلعت موضة البرامج التي طورت النشرات إلى مناقشة الاخبار، وكله بدأ ينقل من بعضه بدون تجديد، ولكن حاليا مستوى التوك شو إنخفض وفقد مضمونه، والمشاهدين زهقوا منه وتشبعوا وملوا وأعتقد أن التوك شو يتجه إلى زوال،في الفترة القادمة.
وما الفرق بين الإعلام المصري والإعلام الغربي ؟
لا يمكن مقارنة الجوافة بـ"الكاكا"، والإعلام المصري أصبح خالى تماما من كل ما هو مهنى وموضوعى، والكثير من الإعلاميين اتهمونى بعدم المهنية، والأن أقول لهم: "ورونى بقى مين فيكم مهنى".
وماذا عن سبل مواجهة سوء حال الإعلام المصري ؟
الإعلام المصرى يعانى نفس المشكلات التي عانت منها الموسيقى في مصر مؤخرا، ومن المؤكد أن الإعلام سيجدد دمه ولكن ببطء شديد، خاصة في ظل سيطرة مجموعة من الديناصورات الملقبة بالإعلاميين على الشاشات حاليا، وقريبا جدا سيختفى هؤلاء مع الوقت، وعلى طريقة موسيقى الاندرجراوند، التي لاقت نجاحا بعد سنوات من العمل في الخفاء، وستجد من يحقق نجاحات كبيرة على الـ"سوشيال ميديا"، ثم ينتقل إلى التليفزيون، أو يستمروا على الـ"سوشيال ميديا"، وينجحوا ويتابعهم الجمهور دون الانتقال للتليفزيون، وفى النهاية التليفزيون لا يشكل الرأى العام.
ولكن في مصر الكثير يتابع التليفزيون ويتأثر به ؟
دول سكان مصر الأصليين "الهنود الحمر" بتوع مصر، للأسف لسه بيصدقوا التليفزيون، لكن كل من دون سن الثلاثين وأنت نازل، مرتبطين بالـ"سوشيال ميديا "فقط، واللى بيعرفوه عن التليفزيون برضه بيعرفوه من خلال السوشيال ميديا.
ولماذا لم تقدمي برنامجك على الإنترنت ؟
بالطبع لا يمكن أن أقدم برنامجى من خلال الإنترنت، لأنه سيفقد تأثيره، فالهدف من البرنامج كشف الفساد وتقديمه للحكومة لوقفه، خاصة أن الحكومة مازالت تعمل حساب للتليفزيون، فمثلا لو ذهبت لمسئول أو وزير وأبلغته أن هذا البرنامج على الإنترنت سيقول لي: "إتكلى على الله امشى من هنا"، لكن عندما تقول لهم البرنامج في التليفزيون، سيستجيبون بصورة أكبر، وأسعى لتوظيف شاشة التليفزيون لخدمة القضايا والملفات التي أطرحها واناقشها من خلال البرنامج.
وما تقييمك لأداء التليفزيون المصرى ؟
في البداية أود أن أكشف سر جديد، وهو أن برنامج "المستخبى" كان سيعرض على شاشة التليفزيون المصرى منذ سنوات، وتعاقدت بالفعل على تقديمه، ولكن الظروف لم تسمح، أما عن أداء التليفزيون المصرى، فتعليقى هو "هو فين التليفزيون المصرى ده !"، لا يوجد مشاهدين يتابعوه، وأتعجب ممن يقولوا أن التليفزيون المصرى قادر على المنافسة، لأنه مش قادر يكون موجود أصلا، الجمهور لا يعرف أسماء البرامج التي تعرض به، ولا أسماء المذيعين، خاصة بعد رحيل مجموعة كبيرة من نجومه إلى القنوات الخاصة، وهذا ليس كلامى، ولكنها حقيقة تثبتها تقارير الرصد التي تؤكد عدم وجود التليفزيون المصرى بجميع قنواته في "الريتنج" الخاص بنسب المشاهدة.
وهل تجدى برنامجك من البرامج المعروفة لدى الجمهور ؟
بالطبع، فمثلا ريهام سعيد رقم واحد إعلانيا طبقا لأخر التقارير الرسمية، وبرنامجي يأتي في المرتبة الثانية، وهذا إنجاز كبير، أن يحقق برنامجي نسبة مشاهدة وإعلانات كبيرة تنافس برنامج ريهام سعيد، برغم الفارق الكبير في التكلفة الإنتاجية والمادة الإعلامية.
وماذا عن تقييمك لأداء ريهام سعيد ؟
ليس لدى أي تعليق على أدائها أو برنامجها، لأن الحكم في النهاية للمشاهد، خاصة أننا نعمل في منصة واحدة وإعلام واحد ولا يصح أن نقيم بعضنا، فالتقييم يرجع للجمهور وحده.
ومتى تعودى إلى عملك كمخرجة أفلام تسجيلية ؟
منذ عام تقريبا، وتحديدا بعد أن بدأت البرنامج توقفت عن مهنتى الأصلية وهى الإخراج، وبالفعل وحشنى جدا شغلى الأصلى، لكن لا اجد وقت للعمل بسبب البرنامج، وأول أفلامي حصل على 11 جائزة دولية وهو فيلم "طبق الديابة"، وأتمنى العودة من جديد، ولكن بعد أن أضمن استقرار البرنامج.