الأربعاء 05 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

هل يُكَفر حزب النور جيش مصر؟!

محمد الأباصيري
محمد الأباصيري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من الحقائق الدامغة أن حزب النور السلفى وحاضنته الفكرية: تنظيم الدعوة السلفية، هما معًا جزء لا يتجزأ من التيار الإسلامى المعاصر فى مصر.
ومن الحقائق الدامغة أيضًا أن التيارات الإسلامية المعاصرة على اختلاف توجهاتها، اتفقت فيما بينها على عدة أمور، منها تكفير الدول والمجتمعات العربية.
وتبدأ دوامة التكفير من تكفير حكام الدول العربية والإسلامية، بحجة كونهم: «لا يحكمون بما أنزل الله»، و{من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، فيبدأ الأمر بتكفير الحكام فقط أول الأمر، ثم تتسع الدائرة شيئًا فشيئًا، لتشمل من ساعد «من لم يحكم بما أنزل الله»، فهو أيضًا كافر، ثم تتسع الدائرة لتشمل من رضى عن «من لم يحكم بما أنزل الله» فهو كافر، ثم تتسع الدائرة لتشمل من لم يكفر «من لم يحكم بما أنزل الله» فهو كافر، ثم تتسع الدائرة أكثر وأكثر لتشمل من عاش تحت حكم «من لم يحكم بما أنزل الله» فهو كافر، ومن لم يقاتل «من لم يحكم بما أنزل الله» فهو كافر، وهكذا فى دوائر بعضها فوق بعض حتى تشمل المجتمع كله، حتى تكون الأرض وما ومن عليها، من الكفار والمشركين، حلالى الدم والمال والعرض.
هذه هى نظرة ما يعرف بــ«التيار الإسلامي» للمجتمعات العربية والإسلامية عامة ولمصر منها خاصة، فإن لمصر عندهم منزلة كبيرة فى الكفر!
هذا فيما يتعلق بالنظرة للمجتمع وحكامه، وأما فيما يتعلق بالجيش، فإن نظرة هذا التيار الخبيث للجيش تتلخص فى كونه أداة الحاكم الكافر ويده الباطشة والتى لا بد من كسرها، بل وقطعها إذا أردنا تنحية هذا الحاكم الكافر والسيطرة على الحكم!
وأما حكم هذا الجيش نفسه فى أعينهم من حيث الإيمان والكفر، فنظرتهم إليه أنه -أى الجيش- من أصغر مجند فيه إلى أكبر قيادة، يعد جيش ردة، وأشد كفرًا من الحاكم الكافر الذى «يحكم بغير ما أنزل الله»، إذ هو وسيلة الحاكم الكافر للحكم والكفر ولولا هذا الجيش ما حكم الحاكم الكافر إذ أنه يستمد قوته من جيشه، ويمتنع به من عدوه.
هذا عام فى كل جيش، وأما جيش مصر، فله عندهم شأن خاص، فهو عندهم «جيش فرعون»: أكفر أهل الأرض، وقائد الجيش - أى وزير الدفاع - هو: هامان، الذى يستخدمه الحاكم من أجل أن يسيطر به على الحكم وينشر به الكفر، فيعلو فى الأرض ويفسد فيها.
والخلاصة أن جيش مصر العظيم المجاهد، عند التيار المسمى كذبًا وزورًا وافتراءً بـ«التيار الإسلامي»، هو جيشٌ كافرٌ مرتد، أسوأ من جيش فرعون وهامان الذى طارد نبى الله موسى إلى البحر يريد أن يقتله ومن معه وعذب أتباعه واستضعفهم، وذبَّح أبناءهم واستحيا نساءهم وكان من المفسدين!
وكل أدبياتهم تسقط كل الآيات الواردة فى القرآن عن فرعون وهامان، على جيش مصر العظيم وجنوده وقادته!
بل أسوأ من ذلك، فإنهم مع تكفيرهم لجيش مصر العظيم بكل أفراده وقياداته، ومحاربتهم له ودعواتهم عليه، وتمنيات قلوبهم السوداء العفنة بتفتيته وتقسيمه وفنائه، فإنهم مع هذا الحقد والغلِّ كله يقفون فى صف أعدائه مهما كانوا ولو كانوا أعداءه ممن قال الله فيهم فى كتابه {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا... } الآية.. فتجد هؤلاء المشوهين يعتقدون أن جيش اليهود الإرهابى المجرم جيش «أهل كتاب»، وجيش مصر العظيم المجاهد هو «جيش ردة وكفر»، ومن ثم، فلا شك أن جيش أهل الكتاب أقرب إليهم من جيش الردة!
فإذا ما وقعت معركة بين هذين الجيشين فإن انحيازهم سيكون للأقرب منهم والأحب إليهم، وهو جيش أهل الكتاب: جيش اليهود!
وهو ما حدث بالفعل عندما أقاموا الأفراح فى السجون وخارجها، عندما وقعت هزيمة سنة ١٩٦٧ م، إذ انتصر فيها جيش أهل الكتاب على الجيش المرتد!!!
وعندما استرد لنا جيشنا العظيم أرضنا وهزم جيش العدو شر هزيمة ولقنه درسًا لا ينساه فى المعركة العظيمة عام١٩٧٣ م، حزن هؤلاء أشد الحزن وأقاموا المنادب، وخططوا للانتقام، فكان انتقامهم بقتل قائد الجيش المنتصر على اليهود الرئيس البطل الشهيد –نحسبه- محمد أنور السادات –رحمه الله- والذى قتله هؤلاء لا لشيء إلا انتقامًا لليهود منه!
و السؤال الآن: إذا كان حزب النور السلفى وحاضنته الفكرية: الدعوة السلفية بالإسكندرية، جزءًا لا يتجزأ من التيار الإسلامى -وهم كذلك- فهل لدى عاقل من شكٍ فى كونهم يكفرون الجيش المصرى العظيم ويرونه كما يراه كل أبناء التيار الإسلامى، جيش ردة وكفر لا بد من القضاء عليه وتفتيته؟! ويرون جيش اليهود الإرهابى خيرًا منه؟!
إن اعتقاد حزب النور السلفى فى جيش مصر العظيم هو نفس اعتقاد الإخوان الإرهابية ومن قبلهم الجماعات الإرهابية الأخرى كداعش والقاعدة وأنصار بيت المقدس وغيرهم، وإن هم زعموا غير ذلك نفاقًا وتملقًا وتصنعًا للجيش والدولة والناس فى مصر، على عادتهم فى استخدام التقية وإظهار خلاف ما يبطنون.
وإن كل مواقفهم والتى أحصيت عليهم جميعها، سواءً قبل عام ٢٠١١م أو بعده لتشهد على ذلك، فقد كانوا قبل ذلك يصرحون بكفر الجيش وسائر مؤسسات الدولة، وأما بعد ذلك التاريخ فقد اتسع الخرق على الراقع وكشفوا عن سوءاتهم، فكانت تظاهراتهم ضد الجيش فى ميادين مصر وهتافاتهم ضده ونعته بالعسكر وغيرها من الصفات المشينة، أكبر دليل على اعتقادهم السيئ فيه، فــ{قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر}.
وفى الآخر فإننا نتحداهم أمام العالم كله أن يأتونا بدليل واحد على خطأ ما قررنا ها هنا، أو بالأحرى فليأتونا بدليل على عدم تكفيرهم للجيش.
وأبشركم... فلن تستطيعوا ولو حرصتم!