الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

إسلام محمد "صيدلي السوفالدي" في حوار لـ "البوابة نيوز".. تعاقد "الصحة" على العقار بأسعار أرخض من العالمية "خدعة".. وعلامة استفهام حول وقف تسجيل باقي الأدوية الحديثة.. انتكاسات لمرضى "سي" بعد استخدامه

إسلام محمد صيدلي
إسلام محمد "صيدلي السوفالدي" في حوار لـ "البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور إسلام محمد المعروف اعلاميًا بـ"صيدلي السوفالدي"، والذي تم القبض عليه واتهامه بتكدير السلم العام ونشر اخبار كاذبة عن العقار، أن 20 مصنعا تقدموا بطلبات لوزارة لصحة لتصنيع عقاقير مثل الهاروفني والألوسيو والدكلانزا ولم يتم الموافقة لهم في البداية وتمت الموافقة لشركات تصنيع "سوفالدي" فقط لإجبار المواطنين على شرائه.
وقال صيدلي السوفالدي في أول حوار له اختص به "البوابة نيوز" إن هجومه على السوفالدي جاء لصالح المرضي لأنه لايعالج الفيروس بمفرده وإنما يتطلب وجود عقاقير أخرى معه مثل الدكرلانزا أو الألولسيو لإغلاق الثلاثة منافذ الخاصة بإنتاج فيروسات أخرى والي نص الحوار.
ما الذي جعلك تهتم بقضية السوفالدي ؟
اهتممت بهذه القضية منذ بدايتها وذلك عندما أعلنت شركة جيلياد للعلوم في نوفمبر 2011 عن صفقة شرائها لشركة فارماسيت بمبلغ 11 مليار دولار وشراء منتجين لعلاج فيروس سي الذين كانا تحت التجارب السرية حينها، أحدها السوفالدي والآخر الهارفوني، حيث بدأت القصة أن شركة جلياد أعلنت عن تفاصيل أن السوفالدي يستخدم مع الإنترفيرون، والريبافيرين على أن يتم طرحة في الأسواق عام 2013 وكذلك الهارفونى الذي يستخدم منفردا بدون الانترفيرون ومحتملا طرحة في 2014، وهو ما حدث بالفعل حيث تم اعتماد السوفالدى من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية في ديسمبر 2013، وذلك بنتائج شفاء مبدأيه تصل إلى 90% واعتمدت الهارفوني في أكتوبر 2014 بنتائج شفاء مبدأيه تصل إلى 96%، وطرحت السوفالدى في أمريكا بسعر 28 ألف دولار والهارفوني بسعر 31 ألف دولار.
إذن ما المشكلة في طرح عقارات لعلاج فيروس سي؟
لم يكن "سوفالدى" أول علاج فعال لفيروس سي، حيث تمت الموافقة على علاج اوليسيو قبله في نوفمبر2013، وتم طرحة حينها بسعر 22 ألف دولار أي ارخص من السوفالدى، ويمكن استخدام الإثنين معا والاستغناء عن الإنترفيرون والريبافيرين، ومن هنا جاء السؤال في ذهني "لماذا لم نوفر الإثنين معا حينها واختارنا السوفالدى فقط وبدأنا نوفر أوليسيو الآن والبدائل الأخرى؟"
وماذا حدث بعد طرح السوفالدي ؟
حينها اتفقت شركات الأدوية المصنعة لأدوية فيروس سي بالخارج فيما بينها من خلال بروتوكول تعاون رسمي تم الإعلان عنه في فبراير 2014 على علاج جميع مرضى فيروس سي حول العالم، وقسمت العالم إلى 4 مناطق طبقا للدخل الاقتصادي لكل دولة، على أن يتم طرح الأدوية في الدول المتقدمة بأسعار باهظة الثمن حتى تستطيع تحقق مقابل ابحاث التطوير واختراع الأدوية وطرحها بأسعار اقل في الدول المتوسطة وبسعر رمزي في الدول الفقيرة والدول الأكثر فقرا بـ1% فقط من سعر الدواء في الدول المتقدمة، وهو ما ينفي وجود صفقة أو اتفاقية كما ادعت لجنة الفيروسات بوزارة الصحة تعاقدها على شراء العقار بسعر خاص فقد اتضح أن هذا السعر لـ 91 دولة نامية منهم مصر، وحديثا تم زيادتها لـ 101 دولة بعد إضافة الجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا وغيرهم.
ما المشكلة في أن يتم طرحه في مصر بالسعر المطروح الأهم هو فائدة العلاج؟
ليس هناك أي مشكلة في سعر العلاج أو من الذي أعلن عنه مادام العلاج مجديا، المشكلة والكارثة الحقيقية هي أن العلاج لم يؤت جدواه.



وما التقارير التي تستند عليها لإثبات كلامك؟
في البداية، وتحديدا في أكتوبر 2014 تم تجربة العقار على 102 مريض فقط ثم في نوفمبر 2014 بدأت أكبر دفعة من المرضى العلاج، وأعلنت لجنة الفيروسات في ابريل 2014 "أي بعد انتهاء العلاج مباشرة" أن نسبة الشفاء 78% لمرضى التليف و93% لمرضى بدون تليف، وبعد إعادة التحليل للمرضى بعد انتهاء العلاج بـ 3 شهور و6 شهور رصدت اللجنة نسب انتكاسة وعودة الفيروس بعد العلاج، وهو ما أعلنته أمريكا حديثا في 1 سبتمبر 2015 من أن نسب الشفاء النهائية لـ 4026 مريضا أقل مما أعلنته الشركة في البداية حيث انخفضت إلى 66% بدلا من 90% مما يؤكد حدوث انتكاسات وعودة للفيروس لمن تم شفائهم، كما أعلن معهد الصحة القومي بإنجلترا في أغسطس 2014 عن نتائج علاج 24 مريضا بالعلاج الثنائي "سوفالدي + ريبافيرين" 96% في نهاية العلاج ولكن حدث انتكاسة لـ 10 مرضى بعد شهور من انتهاء العلاج وعاد الفيروس لـ 10 مرضى من من تم شفاؤهم مما يعنى أن النسبة النهائية للشفاء 13 مريضا من 24، إذن هذه النتائج مبدئيه وليست نهائية ولا يجب أن نخدع المرضى بنتائج علاج أقل من الواقع حتى لا يصدموا نفسيا بعد ذلك لأن صدمة المريض النفسية ستؤثر على علاجه بعد ذلك.
إذن من الممكن عودة الفيروس للمريض من جديد؟
بالفعل، وهذا يعد كارثة أكبر، حيث إن عودة الفيروس للمريض بعد استخدام السوفالدى في بروتوكول العلاج الثنائي أو الثلاثي تحتاج إلى العلاجات المركبة الحديثة لمدة 6 شهور بدلا من 3، ما يوكد أن الفيروس اصبح أكثر صعوبة في العلاج بعد الانتكاسة وأعلى في التكلفة وبنسب شفاء أقل من من لم يسبق له العلاج، والدليل على صدق كلامي أن هناك دراسة أمريكية تم الإعلان عنها في أكتوبر 2014 عن حدوث انتكاسة تصل إلى 30% من المرضى المتعافين بالعلاج الثنائي، واحد من هؤلاء المرضى حدث له تحور في الفيروس ونوع التحور الذي حدث له NS5B ST282 وهو الإنزيم الذي يعمل علية السوفالدى مما يعني أن هذا المريض لا يستجيب للسوفالدى بعد ذلك ويحتاج لأدوية أخرى غيره، وأكدت التجربة أن علاج المنتكسين تم بعد ذلك باستخدام الهارفونى لمدة 6 شهور بدلا من 3 شهور، وإذا انتقل هذا الفيروس المنتكس إلى مريض آخر سيدخل في دوامة علاج لا يعرف نهايتها حيث إنه لا يعلم أن الفيروس الذي انتقل له فيروس منتكس ويحتاج لـ 6 شهور علاج بالأدوية الحديثة وبالتالي سيتعالج 3 شهور، مما يعني أنه سينتكس أيضا بعد الشفاء لأنه كان يجب أن يتعالج لمدة 3 شهور وهكذا سندخل في دوامة العلاج التي قد تؤدي في النهاية لتحور الفيروس وظهور جين جديد منه لا يوجد له علاج.


إذن ما الحل الأمثل لعلاج فيروس سي؟
أثبتت بعض تقارير أن هناك علاجا أفضل من السوفالدي، حيث أعلن معهد الكبد الكندي في نوفمبر 2014 عن بروتوكولات علاج فيروس سي الجين الرابع الموجود في مصر باستخدام "هارفوني" أو"كيوريفو" فقط واعتمدت العلاج الثلاثي والثنائي بالسوفالدى للجين الثاني والثالث فقط، كما أكدت الجمعية الأوروبية للكبد ذلك في ابريل2015 في توصيات علاج الجين الرابع للفيروس أولًا بالهارفونى لمدة 3 شهور ثم كيوريفو لمدة 3 شهور ووضعت العلاج الثنائي "سوفالدي + ريبافيرين لمدة 6 شهور" في آخر بروتوكولات العلاج، واعتبرت أن العلاج الثلاثي بالإنترفيرون مع السوفالدى كبديل إذا لم تتوفر الأدوية السابقة وليس الأساس في العلاج، فلماذا الاصرار على استخدام الإنترفيرون والريبافيرين في مصر مع السوفالدى على الرغم من اعراضهم الجانبية القاتلة.
وما هي الاعراض الجانبية التي قد يتسبب فيها علاج "السوفالدي"؟
أعراضهم الجانبية تصل إلى أنيميا حادة وغيبوبة كبدة ونقص في الصفائح الدموية مما عرض مرضى لإيقاف العلاج.
ولكن هناك بالفعل بعض العقاقير التي أعلنت وزارة الصحة أنها ستبدأ في استخدمها؟
بالفعل، فعندما اكتشفت لجنة الفيروسات ذلك وبدأت تظهر الانتكاسات وبدأ الحديث عنها في الإعلام، تسعى الآن لحل المشكلة ولكن ستوفر الادوية المستوردة مثل اوليسيو بسعر 9700 جنيه للعلبة الواحدة والمريض يحتاج لـ 3 عبوات بجانب السوفالدى مما يجبر المريض على اللجوء إلى السوفالدى والريبافيرين لأن تكلفة المستورد باهظة وكمياته قليلة جدا لا تكفى لعلاج 100 ألف مريض سنويا، وكذلك أعلنت عن سعر هارفونى المستورد في الصيدليات بـ 19900 جنيه وداكلنزا بسعر 8000 جنيه للعبوة الواحدة وهذا ما لا يتحمله غالبية المرضى في مصر وبالتالي سيكونوا  مضطرين للعلاج بالسوفالدي والريبافيرين الأقل فاعلية والأكثر إضرارا.
في نهاية الحوار هل تود أن تضيف شيئًا بشأن المشروع؟
نعم أود أن أضيف، أن الشركات المصرية كلها تقدمت لتسجيل كل أدوية فيروس سي ودعمتها وزارة الصحة في تسريع إجراءات تسجيل وتصنيع السوفالدي فقط وتم طرح السوفالدي المصري في الصيدليات بأقل الأسعار، فلماذا لم تنته إجراءات تسجيل باقي الأدوية الحديثة وتصنيعها محليا حتى الآن ومازالت الشركات المصرية تشكو من تعطيل لإجراءات تسجيل المثائل المصرية للأدوية الحديثة، كما أن أوليسيو تم اعتماده مع السوفالدي بل قبله فلماذا لم تنته إجراءات تسجيله وتصنيعه في مصر.