الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الاتحاد الأوروبي يبحث عن سبل لمساعدة تركيا على إبقاء اللاجئين في أراضيها

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
 يبحث الاتحاد الأوروبي عن سبل لاقناع تركيا ببذل مزيد من الجهد لإبقاء اللاجئين السوريين على أراضيها ووقف تدفقهم على أوروبا وسط شكوك متبادلة عميقة بين بروكسل وأنقرة.
وبينما يسعى الاتحاد الأوروبي جاهدا للتعامل مع مئات الآلاف من الفارين من الحرب والفقر في الشرق الاوسط وآسيا وإفريقيا فان التعاون مع تركيا وهي ليست عضوا في الاتحاد يعتبر أساسيا للتعامل مع المشكلة.
وتريد المفوضية الأوروبية من الدول الأعضاء زيادة واعادة توجيه المساعدات المالية المقدمة من الاتحاد الأوروبي لدعم الإسكان والتعليم والخدمات الصحية للاجئين في تركيا التي لم تحقق جهودها للانضمام إلى الاتحاد تقدما يذكر في السنوات العشر الأخيرة.
وفي المقابل يتوقع من أنقرة تحسين أوضاع اللاجئين وتسجيل المزيد واستضافة أعداد إضافية من اللاجئين الذين تعيدهم دول أوروبا. وقبل كل هذا يجب ان تكافح مهربي البشر وأن تزيد جهودها لمنع السوريين من الذهاب إلى اليونان.
وقال مصدر رفيع في الاتحاد الأوروبي "هناك اتجاه الآن للسماح بمرور الجميع" وأضاف "على تركيا ان تنفذ المطلوب منها."

ومن وجهة نظر أنقرة فان أوروبا لم تتنبه لحجم الازمة الا هذا العام بينما تركيا في مقدمة الجهود للتعامل مع اللاجئين منذ أكثر من أربع سنوات. تقول أنقرة أنها أنفقت 7.6 مليار دولار على الطعام والمأوى والرعاية وإنها تلقت مساعدات دولية قيمتها 417 مليون دولار فقط.
وقالت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل اليوم الثلاثاء انه يجب على تركيا ان تفعل المزيد للدفاع عن حدودها مع اليونان. وقالت "اليونان بمفردها بدون دعم من تركيا لن تنجح" مشيرة إلى انها تحدثت إلى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالهاتف.
وقال مصدر بالاتحاد الأوروبي انه في قمة طارئة غد الاربعاء ستقترح بروكسل زيادة المساعدات لأنقرة من ميزانية الاتحاد الأوروبي إلى مليار يورو (1.1 مليار دولار) في الفترة من الان وحتى نهاية عام 2016 . وسيحول ثلثا هذا المبلغ من الاموال المخصصة لتركيا قبل الانضمام إلى الاتحاد باعتبارها بلدا يأمل الانضمام اليه رسميا.
وستطلب المفوضية الأوروبية من الدول الأعضاء ان تقدم مبلغا مماثلا من الموارد الوطنية ليصبح الاجمالي ملياري يورو.
لكن توجد شكوك بشأن إن كانت تركيا التي تستضيف أكثر من مليوني لاجئ قادرة على منعهم من السعي لحياة أفضل في أوروبا. ويوجد أقل من 300 ألف في المخيمات التي أنشأتها الحكومة بينما يعيش الباقون بالاعتماد على مدخراتهم بين السكان الاتراك مع تضاؤل المساعدات من برنامج الأغذية العالمي التابع للامم المتحدة الذي يعاني من نقص التمويل.
وقال مارك بيريني سفير الاتحاد الأوروبي السابق لدى أنقرة ويعمل الان في معهد أبحاث كارنيجي أوروبا "إنهم يغادرون الان بطريقة غير منظمة على الاطلاق وخاصة لان السلطات التركية تغض الطرف عن المهربين على الساحل."
وقال إن تهريب البشر على ساحل بحر إيجة أصبح نشاطا حجمه مليار يورو وان العديد من المهربين لديهم صفحات على موقع فيسبوك ينشرون عليها أحدث المعلومات عن الوضع على الحدود وأحوال الطقس.
وقال مسئول بوزارة الخارجية التركية "ليس من العدل ان يتوقع من تركيا أن تواجه تدفق المهاجرين بمفردها". وأضاف "ليس هناك بلد قادر على التعامل بمفرده مع تدفق المهاجرين غير الشرعيين."

والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي المكون من 28 دولة وأنقرة في أدنى مستوياتها بالفعل بسبب مخاوف الاتحاد من الحملة العسكرية التي يشنها اردوغان على الانفصاليين الاكراد ونواياه غير الواضحة في سوريا وسياساته المحلية التي يرى أنها تنم عن ضيق أفق.

ومن جانبها تشعر تركيا بالاستياء لعدم ضمها للاتحاد الأوروبي وتشكو من غياب التشاور بشأن أزمة اللاجئين وهي غاضبة من التصريحات المعادية للمسلمين والمناهضة لتركيا في أوروبا.

وشكا مسئول تركي "هذه الحزمة (من الدعم الأوروبي) لم يتم اعدادها بعد .. هذه فكرتهم فقط وتصريحهم في واقع الامر. لم نشارك في هذا بأي حال من الأحوال."

وقال المسئول انه اذا كانت المساعدات المالية مجرد اعادة تقديم لأموال ما قبل الانضمام (للاتحاد) "فان هذا سيكون مثل تحويل أموالنا إلى مكان آخر."

وتسير مفاوضات أنقرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ببطء دون إحراز تقدم منذ عشر سنوات بينما سبقتها الدول الاخرى المرشحة من منطقة البلقان. ولم يعقد الزعماء الأوروبيون اجتماع قمة واحدا مع اردوغان في ذلك الوقت. ومازال الاتراك ينتظرون إلغاء التأشيرات لتسهيل دخولهم إلى أوروبا. والان يثير زعماء وسط أوروبا بقيادة رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان غضب الاتراك من خلال الاشارة إلى معارك القرن السادس عشر ضد الامبراطوية العثمانية لتبرير اللجوء للقوة لمنع اللاجئين المسلمين من عبور حدودها.

ومن المعتقد أن أكثر ثلاثة أشياء تريدها تركيا من الاتحاد الأوروبي هي الاموال والوضع وتأشيرات الدخول. والاموال هي أسهل طلب يمكن تحقيقه خاصة وان الاتحاد الأوروبي على ما يبدو لم يعد يفضل تقديمها من خلال منظمات الإغاثة غير الحكومية.
وزار رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك تركيا هذا الشهر ويعتزم مسئولون استضافة اردوغان في قمة مصغرة عندما يزور بروكسل في الخامس من اكتوبر تشرين الاول. لكن ليس هناك استعداد لدعوته إلى قمة كاملة للاتحاد الأوروبي نظرا لان كثيرين يرون أن سلوكه يزداد سلطوية.
وقال المصدر الرفيع في الاتحاد الأوروبي "هذا مرفوض."
وبالنسبة لكثيرين في بروكسل فان دعوة اردوغان لاقامة "مناطق آمنة" بدعم جوي غربي في شمال سوريا لايواء اللاجئين ستار يخفي وراءه جهودا تركية لإخراج المسلحين الأكراد السوريين من المنطقة الحدودية.
وقال بيريني ان أفضل حل سيكون إنشاء نظام لبحث طلبات اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي في تركيا لكن مسئولين بالاتحاد يشككون في ان تركيا ستسمح بمثل هذه المراكز على أراضيها.
ويقول مسئولون من الاتحاد الأوروبي انه يعتقد ان ما يقدر بنحو 250 ألف لاجئ موجودون في منطقة الساحل بانتظار ركوب قارب ينقلهم إلى اليونان.
وبينما الاتحاد الأوروبي مستعد لتحمل حصة من اللاجئين السوريين فانه يريد إبقاء أكبر عدد منهم "بالقرب من وطنهم" وهو تعبير مخفف تستخدمه بروكسل بدلا من أن تقول "في تركيا".