الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إيلان كردي.. وغزو الشمال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثارت مأساة الطفل السورى (إيلان كردى) والذى ألقت به أمواج البحر على شواطئ تركيا بعد غرق المركب التى تحمله وأخاه وأمه وأبيه، ماتوا جميعًا غرقًا مثل إيلان ما عدا أبيه الذى عاش ليروى مأساة الشعب السورى للعالم.
تركيا التى تساهم بكل قوة فى تدمير الدولة السورية وتشريد شعبها، جثا إيلان ميتًا على شواطئها يحكى للعالم مدى إجرام التدخل الدولى لتدمير سوريا وتشريد شعبها.
لا نريد أكاذيب وخداعًا يتحول إلى حقائق مزيفة يصدقها العقل الساذج مثل مأساة الشعب السورى سببها بشار الأسد، هذه أكاذيب أمريكا والصهيونية العالمية.
وبالأمس القريب زيفوا لنا الحقائق وأذاعوا أن مأساة العراق سببها صدام، أين العراق بعد صدام، سوريا بعد بشار.
العراق بعد صدام حروب طائفية لن تنتهى وتقسيم جغرافى للدولة الواحدة قائم على الطائفية البغيضة، وتتحول الدول إلى كنتونات لهم ليس لها إلا الدفاع عن نفسها وبقائها.
إن حل الأزمة السورية هو بقاء بشار الأسد ولو لمدة معينة وبعدها تجرى انتخابات حرة تحقق إرادة الشعب السورى.
إن حافظ الأسد وابنه بشار يحكمان سوريا منذ قرابة الـ٥٠ عاما فهل كان الشعب السورى لاجئًا يبحث عن الموت أو العيش تحت أى ظروف لا نريد أن نسير خلف التزييفات الأمريكية كالبلهاء، ونساهم فى تدمير أنفسنا فها قد سقطت بغداد قلعة الأسود.
قلعة المعتصم وأبيه هارون الرشيد عاصمة الخلافة العباسية، والآن تدور الدوائر على دمشق عاصمة الخلافة الأموية، حتى إذا فرغوا من أمر دمشق وسوريا فسوف تدور الدوائر على القاهرة، عاصمة الدولة الفاطمية، وسوف تخرج علينا الأبواق الإعلامية الصهيونية الفاجرة لتقول لنا إن الرئيس عبدالفتاح السيسى ما هو إلا ديكتاتور اغتصب السلطة.
ويزيفون حقائق ثورة ٣٠ يونيو ويجلبون لنا المرتزقة المجرمين من كل حدبٍ وصوب وباسم الإسلام، كما يحدث الآن فى سوريا، فهل توجد معارضة وطنية تتألف من قرابة ٦٠ جنسية من مختلف دول العالم مرورًا بأمريكا وأوروبا، كيف وصلت هذه الجموع من البشرية وهذه الكميات من الأسلحة وبهذه النوعيات إلى هذه الجماعات المجرمة التى تحركها المخابرات الأمريكية من الذى يبيع النفط لهذه الجماعات ومن الذى يدفع لها الثمن.
علينا ألا ننخدع بهذا الإعلام الكاذب الفاجر الذى يزيف لنا الحقائق ويسعى لتدمير الأركان العربية الواحد تلو الآخر، سوف نتحول جميعًا إلى إيلان كردى لو نجحت هذه الأجهزة فى إقناعنا بالزيف والبهتان وقلب حقائق الأمور واختراع أعداء لنا نحاربهم من بلدتنا حتى يتم إلهاؤنا جميعًا عن العدو الأكبر الذى يصنع لنا هذه المآسى.
إن الحماقة الأوروبية التى تسير خلف السياسة الأمريكية والتى تخطط لها الحكومة العالمية من اليهود سوف تساهم هذه الحماقة فى تدمير قارة أوروبا بل سوف تتلاشى أوروبا الحالية أمام تدفق ملايين اللاجئين الهاربين من جميع الحروب فى منطقة جنوب المتوسط إلى الشمال تحت العوز والبؤس والفقر والإحباط، سوف يغامر الملايين حتى لو كان الخطر الذى سوف يواجههم هو الموت وسوف تصل هذه الملايين إلى الشمال لن تفلح أى حكومة ولا أى قانون ولا أى إجراءات فى وقف تدفق ملايين الهاربين من جحيم الحروب وجحيم داعش التى زرعوها لنا فى المنطقة من جحيم البؤس والفقر والعوز، ولنا فى مصر تجربة نزوح أهل الصعيد إلى مدينتى القاهرة والإسكندرية رغم أنهم يفرون تحت وطأة الفقر والحاجة فقط، ولم تفلح أى حكومة على مدار خمسين سنة ولا أى قانون فى وقف نزوح الملايين من محافظات الجنوب الطاردة، حتى تحولت القاهرة إلى مدينة كبيرة للإخوة من الصعيد، وقلما تجد فى القاهرة أهلها وكذلك الحال بالنسبة لمدينة الإسكندرية أصبح أهل الصعيد هم التجار والمقاولون وأصحاب الحرف والمهن كلها، وأصبح القاهرى والإسكندرانى يعيش غريبًا وسط هذا الزحف من الجنوب إلى الشمال، وهذا هو مستقبل أوروبا الخرقاء التى تسير كالعمياء خلف السياسة الأمريكية. إن ألمانيا وفرنسا من أكبر الدول المهددة قبل غيرهما بالتغير الاجتماعى.
سوف تتغير التركيبة الاجتماعية للدول الأوروبية لأن نسبة الخصوبة والإنجاب للأوروبيين لن تتخطى الـ١٪، أما نسبة الخصوبة والإنجاب لدى المهاجرين فهى ٤.٥٪ وهذا ما يقلق إسرائيل الآن فهى تبحث عن أى مهاجرين يهود حتى لو كانوا يهود الفلاشا على زعمهم، لأن نسبة الخصوبة لدى الفلسطينيين فى داخل إسرائيل تتخطى الـ٤.٥٪ أما نسبة الخصوبة للإسرائيليين هى ٠.٥٪. إن مأساة (إيلان كردى) هى مأساة لكل طفل عربى، تسببت فى موته أو تشريده أو إخراجه من بيته أو مدرسته السياسة الأمريكية فى المنطقة.
إن الحصار الأمريكى للعراق على مدار أكثر من ١٠ سنوات بعد حماقة صدام حسين بغزو الكويت تسبب، حسب تقارير الأمم المتحدة، فى وفاة مليون و٦٠٠ ألف طفل عراقى بسبب عدم جاهزية المستشفيات وعدم وجود أمصال التطعيم ولا وجود حضانات لمليون و٦٠٠ ألف طفل مثل (إيلاى كردى) ماتوا بسبب حصار أمريكا للعراق، ولكن الإعلام أخفى علينا هذه المأساة فمرت مرور الكرام ونحن غافلون، ولعل أحدًا لا يعلم أن بسبب هذا التقرير والذى نشره تنظيم القاعدة بين أتباعه وفى المعسكرات كان السبب الأساسى فى وجود زخم هائل من الراغبين فى العمليات الانتحارية ضد أمريكا، وكان منهم المجموعة التى اختطفت طائرات الـ١١ من سبتمبر ويخرج علينا بعض الجهلة الذين يسمون أنفسهم محللين سياسيين ليقولوا إن ١١ سبتمبر من اختراع أمريكا، لا توجد حكومة ولا رئيس أمريكى يستطيع أن يتخذ قرارًا باختطاف وتدمير طائرات تحمل كل منها من ٢٤٠ إلى ٢٧٠ راكبًا ثم إسقاط برجى التجارة رمز القوة الأمريكية ثم ضرب مبنى البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) هؤلاء المخرفون يشاركون فى تزييف الحقائق.
إن بول بريمر قال فى تصريح له: ٣٨٠٠ عملية انتحارية ضد القوات الأمريكية فى العراق أدت إلى خروج الثورات الأمريكية، إنهم يزرعون الارهاب، إنهم يدمرون أوروبا وعلى الحكومات الأوروبية أن تسعى جاهدةً بإيقاف الحروب فى منطقة الجنوب ومساعدة دول الجنوب على إحداث تنمية شاملة تستوعب ملايين العاطلين وتفتح لهم آمالًا للحياة الكريمة، حتى لا يفكرون فى مغامرة غزو الشمال مهما كان الثمن، وعليهم حل القضية الأساسية فى المنطقة على أساس عادل ألا وهى قضية أقدم اللاجئين، قضية الشعب الفلسطينى، وإلا التغير للمجتمعات الأوروبية قادم قادم.
شاء من شاء وأبى من أبى