الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جولة السيسي العالمية.. "من أجل مصر"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حينما ننظر إلى أهمية وحجم رحلة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى حول العالم من أجل مصالح مصر الاستراتيجية والسياسية والعسكرية، كما لم يحدث من رئيس قبله.. لا نملك أمام هذا الجهد الذى لا يتوقف إلا أن ندعو له بكامل الصحة والقدرة والقوة لأداء مهمته.
هذه الرحلة التاريخية التى جالت شرقا وغربا وشمالا وجنوبا زائرا ومكتشفا ومفاوضا ومحاورا مع قيادات روسيا والصين وسنغافورة وإندونيسيا.
زيارة روسيا تمثل زيارة لإحدى الدولتين العظميين فى العالم وشخصية قائد وزعيم روسيا حاليا فرضت نفسها على نادى الزعماء، وجمعت الزيارة مناقشة كل الموضوعات ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية والعسكرية.. وحينما نتكلم عن العسكرية سنذكر رمزا لأول مرة فى تاريخ العلاقات المصرية الصينية وهو انتهاز فرصة عيد النصر لتشارك فيه إحدى قوات الجيش المصرى فى العرض العسكرى.
وعودة إلى روسيا لنهتم بالصناعات العسكرية وهى جزء من تاريخ التعاون بين مصر روسيا فى هذل المجال.
وكان موضوع التعاون فى الطاقة النووية محل بحث واهتمام بين القيادة المصرية والقيادة الروسية، ولكن لاحظنا أن هذا الموضوع أخذ وقتا طويلا وسيأخذ وقتا طويلا أيضا فى المستقبل نتيجة الإحساس بروح المسئولية والجدية فى هذه المشروعات.
ومن ناحية التعاون الاقتصادى كان هناك اهتمام كبير يدعم الاستيراد والتصدير بين البلدين.. أما التعاون السياسيى فقد لفت نظر الجميع زيارة الرئيس السيسى للبرلمان الروسى وتبادل الرأى حول مستقبل التعاون السياسى بين البلدين.
وجاء بعد ذلك زيارة الرئيس لدولة عظمى أخرى وهى الصين ولنأخذ مثلا يستفاد منه من الحجم الهائل لسكانها ونحن نقرأ للدكتور يحيى الجمل قصة طريفة عند لقائه أحد كبار المسئولين الصينيين عندما وجه سؤالا للدكتور يحيى الجمل الذى كان وقتها نائبا لرئيس الوزراء قائلا له.. ماذا تريدون من الصين فأجاب عليه الدكتور يحيى مازحا «نريد منكم خمسين مليون سائح وهو ليس بالكثير على الشعب الصينى أكبر شعوب الأرض..!».
وقدمت الصين إلى مصر خبرة فى الصناعات الصغيرة والمتوسطة كما قدمت مائة مليون دولار قرضا من بنك التنمية الصينى إلى البنك الأهلى..
وبمناسبة المشروعات الصغيرة والمتوسطة فقد بدأت الدولة فى إعداد مشروعات تنظيمية جديدة بهذا الصدد.. وأتمنى أن نجد وسيلة لخلق تعاون بينهما وبين المشروعات الصغيرة والمتوسطة التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية.. والتى كان يتولى رئاستها المرحوم العزيز الدكتور عبدالعزيز حجازى الذى قام بجهد كبير فى تنميتها مع مجموعة متميزة من الخبراء.. وتشرفت بتولى رئاستها بعده مع مجموعة أعطت دفعة جديدة لنشاط الجمعية.
وعودة إلى رحلة الرئيس الآسيوية لنتكلم عن أهمية لقاءاته فى سنغافورة هذا البلد الذى أعطى مثلا ونموذجا للتنمية والتطوير جعل منها بلدا صغيرا فى حجمه كبيرا فى القيم التى أعطاها للعالم.. فتعددت فيه الأديان من مسلم إلى بوذى إلى مسيحى وتم إنشاء مركز يسمى «مركز الوئام الدينى» للتعارف بين الأديان ودعم الحوار بينها من أجل تحقيق المحبة والتعايش، فذهب كثير من الإسلاميين السنيين إلى الأزهر الشريف ليتعلموا مهنة التدريس، وحين التقى بهم الرئيس رحب بهم وبمهمتهم وقال لهم إن أبواب الأزهر مفتوحة لهم.
بقى أن نضيف أن هذا البلد الناهض الصغير زار الرئيس على أرضه محطات لتوليد المياه والكهرباء ودعاهم إلى المشاركة فى مشروعات قناة السويس.. كل هذا النجاح فى سنغافورة يعود إلى وعى ووطنية هذا البلد..
وكان وجود الفريق مهاب مميش ضمن الوفد المصرى يدل على مدى الاهتمام بدراسة ميناء سنغافورة ومحاولة الاستفادة من تنظيمه ما جعل هذا الميناء فى هذا البلد الصغير من أكبر وأحدث موانئ العالم.
وفى ختام رحلة السيد الرئيس لدول جنوب شرق آسيا توقف لمدة أربع وعشرين ساعة فى إندونيسيا، وجه خلالها رسائل مهمة على الصعيد الاقتصادى والإقليمى.
وخرجت القمة المصرية الإندونيسية بنتائج إيجابية على المستوى الإقليمى، وتذكر الجميع أن لقاء الرئيس السيسى والرئيس الإندونيسى جوكو ويدودو هو الأول من نوعه منذ عقود بين مصر منارة الإسلام وإندونيسيا أكبر دولة إسلامية فى العالم.. واتفق الطرفان على العمل معا على مكافحة التطرف وإظهار الصورة الحقيقية للدين الإسلامى.. وعلى الجانب الاقتصادى أعطى الرئيس المصرى رسالة طمأنة للاستثمار الإندونيسى فى مصر وإزالة العقبات أمام المستثمرين.. وللعلم فإن الاستثمارات الإندونيسية تبلغ ٢٦٠ مليون دولار.
وتم الاتفاق بين إندونيسيا ومصر على زيارة الرئيس الإندونيسى لمصر قبل نهاية العام الجارى.. وعبر رئيس إندونيسيا عن رغبته فى أن تكون مصر أكبر شريك تجارى لها فى شمال إفريقيا.
كما أكد الجانب المصرى أن هناك فرصا واعدة أمام الاستثمارات الإندونيسية التى سيفتح الباب أمامها مشروع قناة السويس.
وهكذا تنتهى رحلة الرئيس فى هذه المنطقة من العالم من روسيا إلى الصين مارا بسنغافورة وإندونيسيا.
وللعلم ما زالت الخطط لرحلات مستقبلية تنتظر السيد الرئيس بما فيها رحلة للولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول لتقدم مصر نفسها كدولة متقدمة، جاء مشروع قناة السويس وهدية الرب بالغاز فى منطقة البحر الأبيض.. وكأن ذلك يحمل رسالة «بارك الله فى مصر وشعب مصر».
اقتباس: هذه الرحلة التاريخية التى جالت شرقا وغربا وشمالا وجنوبا كان الرئيس خلالها زائرا ومكتشفا ومفاوضا ومحاورا مع قيادات روسيا والصين وسنغافورة وإندونيسيا.. هذه الرحلة عكست نتائج إيجابية فى شتى المجالات وفى مقدمتها الجانب الاقتصادى.