نعى الروائي محمود رمضان الطهطاوي، الشاعر محمود المغربي الذي توفي أمس الخميس قائلا: "لم أتخيلها للحظة تلك الوقفة النكرة التي أنعي فيها صديقي الذي ملأ الدنيا بهجة وسعادة، وكان شجرة وافرة ممتدة بجذورها في عمق الوطن، سامقة وطارحة بعطرها وشذاها وحضورها المشهد العربي من أقصاه لأقصاه".
"لم تخطر ببالي تلك اللحظة، ولم تكن في الحسبان، ولكن علينا أن نسلم بالواقع.. فالموت هو الحقيقة الوحيدة الماثلة أمام الجميع، وعلينا أن ننتظرها في أي وقت، نستقبلها بإيمان.. ولا نملك أماها إلا الصبر".
وأضاف الطهطاوي في تصريحات خاصة: "هذا الولد الفوضوي، الفتى الأسمر، عاشق الترحال، الذي زرع المحبة في قلوب مريديه وعشاقه، وأصبح شيخا لطائفة الحب الصادق، والصفاء النادر، والعطاء المنزه من الغرض، في زمن بات كل شيء بحساب وبمقابل، رحل محمود مغربي أبيض القلب، قالتها واحدة من جمهوره في ندوة رائعة في مدينة طهطا، وهو يصدح بشعره، فهمست: أنت أبيض القلب كشعرك".
وأردف الطهطاوي: "رحل، قلتها، استغفر الله، الشعراء، الأدباء لا يرحلون، فقط يتوارى جسدهم خلف التراب، ولكن روحهم تظل معنا، نجدها حاضرة في حرفهم الديمومة، محمود مغربي، صديقي الذي أحببته من اللقاء الأول، مازال اللقاء الأول كأنه في هذه اللحظة، الآن، عندما حضر أول أمسية شعرية له في طهطا في مطلع الألفية الثالثة، اقبل عليَّ بابتسامته الصافية مهللا، وتصافحنا بحرارة وكأننا أصدقاء من زمن بعيد".
وختم الطهطاوي بقوله: "صديقي الحميم.. الولد الفوضوي، كما كان يحلو لك أن نناديك: لن أقول وداعا، ولكن إلى لقاء رفيق الدرب.. فها هو جيلنا يتساقط من على شجرة الحياة..فهل وفينا ونثرنا عطرنا، وتركنا بذرة صالحة لا تحرمنا الحضور الديمومة.. ربما يا ضلعي المكسور".
