السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الملط في حواره لـ"البوابة": "تحالف المعزول" يتحمل مسئولية "دماء رابعة"

كشف تفاصيل لقاءاته بـ"العصار وماضى وبهاء الدين"

 طارق الملط، القيادى
طارق الملط، القيادى السابق بتحالف دعم المعزو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال طارق الملط، القيادى السابق بتحالف دعم الرئيس المعزول محمد مرسي: «إن جماعة الإخوان أخطأت فى طريقة إدارة الدولة، والتعامل مع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى»، مضيفا: «أخطأ الإخوان عندما رأوا موازين القوة بهذا الحجم، وتدخل الجيش ولم يتراجعوا لحقن دماء الشباب».
وكشف «الملط»، فى حوار لـ«البوابة»، تفاصيل الأربع ساعات التى جمعته بعضو فى المجلس العسكرى عقب فض «رابعة»، وما الأسباب التى دفعته للقاء رئيس حزب الوسط المهندس أبو العلا ماضى بعد فض الاعتصام.
■ ما أخطاء التيار الإسلامى من وجهة نظرك؟
- أخطأ فى طريقة إدارته للدولة، وأخطأ فى طريقة إدارة علاقته بالآخر التى تمثلت فى الأحزاب والقوى السياسية الأخرى، وأخطأ فى أنه عندما تم الاعتداء عليه وعندما رأى موازين القوة بهذا الحجم وتدخل الجيش كان يجب أن يتراجع، وأن يحقن دماء الشباب، ويجب على أى سياسى أن يحترم إرادة الناس، حتى ولو انحازوا للمؤسسة العسكرية من أجل عودة الهدوء إلى الشارع.
■ كنت مطلعا على قرارات قيادات اعتصام رابعة.. هل كان هناك فرص لتجنب إراقة كل هذه الدماء؟
- طبعا.. ودعنا نتكلم بدقة لأن مثل هذه الأمور تستدعى الدقة، لا يوجد أحد يقول إن من قتل ليس عليه خطأ، لكن المخطئ من كان موجودا، إنما السؤال هذا دقيق.. هل كان يمكن تحاشى حدوث ذلك.. فالإجابة نعم، وأنا شخصيا أحمل مسئولية عدم التحاشي لكل قيادات التحالف الذين كانوا موجودين بميدان رابعة العدوية أو الذين لم يكونوا موجودين به.
وحين جاءت مبادرات المصالحة، أنا الذى ذهبت وعرضتها فى رابعة على قيادات التحالف وجميعهم استهزأوا بهذه المبادرة، والآن يجب أن يعتصروا ألما على الدماء التى سقطت بسبب تعنتهم وتكبرهم وعدم قراءتهم المشهد، وأنهم مقبلون على كارثة، وهذا ما كان تقوله الوفود الأجنبية بشكل واضح وصريح، أننا مستشعرون أن هناك عنفٍا مقبلا وفض التظاهرات بالقوة، لكن للأسف لم يستمع أحد لهذا الكلام، ولذلك أحملهم المسئولية.
■ كانت لك مبادرة فى أعقاب فض رابعة لترتيب مصالحة بين النظام والإخوان.. حدثنا عنها؟
- بالفعل طرحت مبادرة سياسية فى شهر مارس ٢٠١٤، سميتها «خمسة مقابل خمسة»، وكانت مبادرة شخصية وليست محسوبة على حزب الوسط أو التحالف حينها، بالرغم من أننى كنت عضوا بالحزب وقتها، وكانت بداية الخلاف الذى أدى إلى تركى للحزب.
■ ماذا كانت ملامح المبادرة؟
- كانت تعد تكملة لمبادرة التهدئة التى طرحها ويليام بيرنز أثناء اللقاءات قبل الفض، وأنا كنت واحدا من الـ٣ الذين قابلوا الوفد الأوروبى عندما طلب لقاء قيادات من الاعتصامات، وكان البند الأول أن يتم الإفراج عن المعتدلين، وكانوا محددين بالاسم، أبو العلا ماضي، الكتاتني، وأن يكون هناك وقف للتحريض الإعلامى من جانب الطرفين، وتنقية المصطلحات من اللغات التحريضية بوسائل الإعلام.
وكذلك الإفراج عن الأبرياء، والتسوية بين الضحايا الذين لم يحملوا سلاحا، وتعويضهم ماديا مثل ما حدث مع ضحايا ٢٥ يناير وضحايا الجيش والشرطة، لكن من حمل سلاحا وحارب به لا أحد يتعاطف معه.
■ وهل كانت هناك أطراف من الدولة فى تلك المبادرة؟
- المبادرة تبلورت حينما حاولت فتح قنوات مع الدكتور زياد بهاء الدين الذى كان حينها نائب رئيس مجلس الوزراء، وبالفعل شكلنا مضمون المبادرة خلال أكثر من ٤ اجتماعات، وتوصلنا لرؤية تم الاتفاق عليها بشكل شخصى من جانب الطرفين.
■ وماذا عن قيادات تحالف الإخوان؟
- لم يكونوا جزءا من هذا الأمر، بل على العكس حدثت مشاكل كبيرة بينى وبينهم بعد الكشف عن تلك المبادرة، وكانت بداية الخلاف الحقيقى مع قيادات حزب الوسط التى كانت تدير الحزب فى غياب أبو العلا ماضى وعصام سلطان.
■ وماذا حدث فى هذا الخلاف؟
- لم يحسمه إلا موقف أبو العلا ماضى وعصام سلطان، وموافقتهما على فتح قنوات للتواصل مع المجلس العسكرى وقيادات النظام.
■ وكيف يحدث ذلك وهم بالسجون؟
- تم ترتيب زيارة لى معهم داخل السجن، وبالفعل تحدثت معهم وجاء الأمر عكس ما توقع الكثيرون من أعضاء الحزب، إذ وافقوا على الأمر، وقالوا هذا هو دورنا كسياسيين، وكانت مدة الزيارة ٤٥ دقيقة.
■ وماذا تم بعد ذلك؟
- رتبت لقاء بشكل منفصل مع اللواء محمد العصار، عضو المجلس العسكري، وشرح «العصار» خلال اللقاء الذى استمر أكثر من ٤ ساعات، كافة الظروف والدوافع خلف القرارات التى اتخذها المجلس العسكرى منذ بدء أحداث ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وحتى فض اعتصام رابعة، وما المحاولات التى اتخذها المجلس لتجنب إراقة الدماء دون جدوى من أطراف الاعتصام.
وتحدثنا خلال اللقاء عن الوضع فى حينه، واستمع إلى وجهة نظرنا بالتفصيل عما نريد قوله، و«العصار» لم يمانع لكنه قال إن الموضوع سيكون صعبا لوجود قتيل من جنودنا كل يوم، وعندما سمعت وجهة نظره احترمتها، وفى النهاية رفض الموضوع بكل أدب واحترام.
■ وماذا عن موقف الدكتور زياد بهاء الدين؟
- بلورنا معا الاتفاق بالكامل، وكيفية البدء، ونص البنود، لكنه عاد بعد ثلاث أو أربع لقاءات قائلاً: «أنا آسف لا يوجد قبول من قبل السلطات».