الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة سبورت

الجوهري.. الجنرال الذي انتصر لمصر في الحرب والملاعب

محمود الجوهري
محمود الجوهري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ثلاث سنوات مرت على رحيل محمود الجوهري؛ أحد أفضل مدربي الكرة المصرية على مدى تاريخها، ومعشوق الجماهير المصرية بشتى ميولها.
"البوابة نيوز" ترصد مشوار الجوهري الذي لُقب بـ"الجنرال"، الذي رفع اسم مصر في ميدان الحرب وفي ملاعب الكرة، وصنع تاريخا من الإنجازات.
المولد
ولد محمود الجوهري يوم 20 فبراير 1938؛ وهو أحد أكبر المدربين في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية والأفريقية. كان ضابطًا في الجيش المصري وأحد الذين شاركوا في حرب أكتوبر عام 1973؛ برتبة مقدم، وخرج من الخدمة برتبة عميد في سلاح الإشارة، وله بنتان وولد واحد اسمه أحمد لم يكمل مشواره في كرة القدم بعد أن لعب لعدة سنوات في نادي هليوبوليس ولكنه اعتزل وتفرغ لعمله الخاص. 
إنجازاته كلاعب ومدرب
بدأ الجوهري حياته الكروية لاعبًا بالنادي الأهلي وفي منتخب مصر في الفترة من 1955م حتى 1966م. واعتزل مبكرًا بسبب إصابته بالرباط الصليبي تعرض لها في ركبته فاتجه إلى التدريب، عمل مدربا لفريق النادي الأهلي في بداية الثمانينات، ونجح في الفوز بأول بطولة أفريقية في تاريخ الأهلي وهي دوري أبطال أفريقيا عام 1982 ثم تولى تدريب المنتخب المصري في سبتمبر عام 1988م واستطاع الوصول به إلى كأس العالم 1990م لثاني مرة في تاريخه بعد المرة الأولى عام 1934 وتعادل المنتخب المصري مع هولندا 1 / 1 في أولى مبارياته في المونديال كما تعادل مع إيرلندا من دون أهداف وخسر بهدف واحد أمام إنجلترا وخرج من الدور الأول.
فازت مصر تحت قيادته بلقب بطولة أمم أفريقيا عام 1998م والتي أقيمت في بوركينا فاسو وتغلب في النهائي على منتخب جنوب أفريقيا لكرة القدم بهدفين نظيفين، وهو أول مدرب يفوز بالأمم الأفريقية لاعبا ومدربا حيث حصل على الكأس مع منتخب مصر عام 1957 و1959م وكان هداف البطولة. كما قاد الجوهري المنتخب الوطني المصري للفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية 1992 التي أقيمت في سوريا متغلبًا على المنتخب السعودي 3 / 2 في المباراة النهائية.
وهو أول مدرب مصري يتولى تدريب فريقي الأهلي المصري والزمالك المصري في تاريخ الكرة المصرية، كما كان أول مدرب يقود فريق الأهلي للفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1982م حينما تغلب على كوتوكو الغاني وعاد بالكأس، كما نجح مع الزمالك المصري في الفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1993م، والفوز بكأس السوبر الأفريقي بعد أن تغلب على الأهلي المصري في جوهانسبرج مطلع عام 1994م.
مشواره التدريبي خارج مصر
تولى الجوهري تدريب عدد من الأندية الخليجية منها الهلال السعودي واتحاد جدة، وتتلمذ على يد الخبير الألماني كرامر الذي عمل مساعدًا له في السعودية، واستفاد الجوهري من خبرته الكثير، كما تولى تدريب ناديي الشارقة والوحدة الإماراتيين وقاد منتخب عمان في كأس الخليج عام 1996م.
وفي عام 2002م تولى تدريب المنتخب الأردني والإشراف الفني على الكرة الأردنية وقاد المنتخب الأول للوصول إلى نهائيات كأس الأمم الأسيوية 2004 في الصين لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية وصعد بالفريق إلى دور الأربعة وخرج أمام اليابان بضربات الترجيح بعد أن قام الحكم بتغيير المرمى الذي يسدد عليه الفريقان الركلات في سابقة لم تحدث من قبل وقلبت الموقف رأسًا على عقب. كما حقق مع منتخب الأردن العديد من الإنجازات العربية أهمها المركز الثالث في كأس العرب في الكويت والثاني في دورة غرب آسيا. وقد توج العاهل الأردني عطاءه الكبير مع الكرة الأردنية بتكريم ملكي، حيث منحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله له في القصر الملكي في عمان بعد أن أنهى مسيرته مع الكرة الأردنية التي وضع لها العديد من أسسس التطور ليس على مستوى المنتخب الأول فقط وأنما على مستوى المنتخبات السنية والأندية أيضًا.
وما إن أنهى الجوهري مهمته في الأردن وقرر اعتزال التدريب حتى أختاره مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري مديرًا فنيًا للاتحاد ليضع خبرته الطويلة في التخطيط الفني للكرة المصرية، ويعتبر التخطيط لمنتخب مصر للشباب المشارك في كأس العالم مصر 2009م أول خطواته في منصبة الجديد؛ قبل أن يترك الاتحاد المصري ويتوجه إلى الاردن ليتم تعيينه مستشارا للاتحاد الاردني لكرة القدم.
الجوهري ونظام الاحتراف
الجوهري هو مؤسس نظام الاحتراف في مصر منذ عام 1990، وأكثر من شجع اللاعبين المصريين على خوض تجربة الاحتراف في أوروبا وعلى رأسهم هاني رمزي وأحمد حسن، وعلى الرغم من اعتراف الجوهري بعد ذلك بأن نظام الاحتراف في مصر لا يزال قاصرا، فإنه أكد أن الإيجابيات موجودة، أبرزها أن اللاعب بات يبذل قصارى جهده ليستطيع الانتقال إلى ناد أفضل وأنه قنن حركة اللاعبين إلى أوربا بدلا من انتقال المواهب مجانا دون استفادة الأندية منهم.
الوفاة
بعد صراع قصير مع المرض استمر ثلاثة أيام تعرض الكابتن محمود الجوهري لجلطة دماغية أدت إلى نزيف حاد بالمخ يوم الخميس 30 أغسطس عام 2012 ميلادية لينقل على إثر ذلك إلى أحد المستشفيات الكبرى في العاصمة الأردنية عمان، حيث أعلن الأطباء وفاته إكلينيكيا وفي صباح يوم الإثنين 3 سبتمبر عام 2012م توفي محمود الجوهري عن عمر يناهز الرابعة والسبعين على إثر أزمة قلبية حادة. وأقيمت له جنازة عسكرية في الأردن شارك فيها الأمير علي بن الحسين، ثم نقل جثمانه إلى القاهرة في طائرة عسكرية.