الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"ما تتغرش بعروض الدقائق المجانية" فقد تنتهي بـ"السرطان".. دراسة جديدة تحذر من إصابة مستخدمي "المحمول" بأورام المخ والرقبة والغدة النكافية.. الأطفال والفتيات المحجبات أكثر الفئات المرشحة للإصابة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مع تزايد انتشار استخدام أجهزة الهاتف المحمول "الموبايل" على مستوى العالم، أظهر الباحثون والعلماء والأطباء اهتماما متزايدا بتأثيره الضار على الصحة، وكثرت الدراسات والأبحاث المعملية التي تشير إلى أضراره، خاصة ما يسببه من الأورام "السرطان"، وكان أخرها ما أثبتته 12 مجموعة من الباحثين في أوروبا من خلال دراسة أجريت على مدار 4 سنوات، كانت نتيجتها أن "السرطان" هو أخطر الأمراض المرتبطة بكثرة استخدام "المحمول" لساعات طوال على مدار اليوم، إضافة الى أمراض الخصوبة والعقم.


وللتأكد من صدق ما أثبتته الدراسة، تواصلنا مع أستاذ الأورام د. "صلاح عبد الهادي" الذي أكد لنا في بداية حديثه أن الفريق العلمي الذي أجرى الدراسة عنده من الأمانة العلمية ما جعله يعلن أن نتائج أبحاثة معملية أو في المختبر وليست من خلال حالات المرضى بالسرطان، وهو ما يشير إلى أن الدراسات ليست بشكل نهائي أو أن الإصابة بالسرطان حتمية لكل من يستخدم المحمول لساعات طوال.

ونبه أستاذ الأورام، في الوقت ذاته إلى أن الدراسة وغيرها من الأبحاث التي تناقش هذه القضية هي بمثابة دق لناقوس الخطر، وتنبيه لمن يكثر استخدام الهاتف المحمول، ويجب أن نأخذها على سبيل الجد، حتى لو كانت الحالات قليلة أو غير أكيدة، خاصة وأن هناك حقيقة أصبح متعارف عليها أن كثيرا من الأجهزة الإلكترونية الحديثة لا تراعي ضمانات الصحة، بقدر ما تسعى الشركات المنتجة لها على تحصيل أكبر قدر ممكن من المكسب المادي.

وطالب مدير المعهد القومي للأورام سابقا، مستخدمي المحمول بتقليل عدد مرات استخدام المحمول يوميا، والبحث عن وسائل تواصل أخرى مثل رسائل البريد الإلكتروني EMAIL أو رسائل المحمول SMS، وهو ما أصبح يحدث الأن في أمريكا وأوروبا، والدافع لهذا جزء منه مادي بتخفيض للمصاريف، منوها إلى أنه يجب الاعتدال في استخدامه وليس للدردشة أو الحكي.

وتأكيدا على ضرورة الحذر والتقليل من استخدام أجهزة المحمول لساعات طويلة أفاد د. "محمد شعلان" أستاذ الأورام بجامعة القاهرة ومدير وحدة الوقاية والاكتشاف المبكر بمعهد الأورام، بأنه الدراسة تصب في الاتجاه الصحيح وهو التخويف من تأثيرات هذا النوع من الأجهزة وما يصاحب استخدامه من اشعاعات وموجات ضارة، وقد لوحظ بشكل ملفت للنظر في الفترة الأخيرة زيادة معدل الإصابة بسرطانات المخ والرأس والرقبة بين المستخدمين للمحمول بكثرة عن غيرهم والخطورة تزيد بين الأطفال خصوصا.


وشدد "شعلان " على أنه يجب على تلك الفئة تغيير بعض سلوكيات حياتهم لتخفيف التعرض للموجات الضارة مثل عدم النوم بالقرب من تلك الأجهزة أو نقلها بعيدا عن حجرات النوم ومنع الأطفال من استخدامها بكثرة أو حتى اللعب عليها، وكذلك بالنسبة للكبار وخاصة الفتيات المحجبات اللاتي نجدهن يضعن المحمول تحت الحجاب لفترة طويلة بدلا من استخدام السماعات "الهاندفري"، هو ما يزيد نسبة الإصابة بسرطان الغدة النكفية في تلك الشريحة أكثر من غيرها.

ومن جانبها أضحت "سوزان مصطفى" خبيرة التنمية البشرية أن المصريين بمعظم فئاتهم وشرائحهم إذا صدقت نتائج تلك الدراسة مرشحون أكثر من غيرهم للإصابة بهذا النوع من الأورام بسبب السلوكيات الخاطئة التي تعودوا عليها حتى الأطفال الذين بات استخدام الهاتف لا يقف فقط عند الاتصال التليفوني بل أصبح وسيلة للترفيه وألعاب الفديو جيم، وهو ما يجب التقليل منه.

وأشارت "مصطفى " إلى أن استخدام الهاتف المحمول في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن المصري خاصة شريحة الشباب أصبح كالعادة اليومية، فالشاب أو الفتاة مجرد الاستيقاظ من النوم يبدأ بالتقليب في قائمة المحمول ويرى الاتصالات او الرسائل ثم يبدأ يومه بالاتصال إما على صديق أو صديقه أو زميل وربما يجلس ساعات يحكي، ويشجعه في ذلك عروض شركات الاتصالات والدقائق المجانية، والتي تغري بإطالة مدة المكالمة الواحدة، حيث أن الاتصال لا ينقطع إلا بعد ساعة كاملة من الاستخدام .

وطالبت الخبيرة بتصحيح سلوكياتنا والتخفيف من استخدام المحمول فيما يفيد أو لا يفيد، وكذلك اتباع آليات جديدة من قبل شركات الاتصالات لتوعية الشباب حتى لو برسائل تحذيرية بتجزئة المكالمة على فترات، وبتبني الجانب الإنساني بجانب الحرص على جمع المال وتحقيق مزيدا من الأرباح.