عمال النظافة.. تلك الطبقة الكادحة الفقيرة التي تراها في الشوارع والطرقات مهلهلة الملابس، احتل الشقاء ملامحها، وشكل الفقر تجاعيدها، وهي نفسها الفئة التي استصدر وزير العدل السابق قراره بإعدام أبنائها باستبعادهم من السلك القضائي، باعتبارهم كيانات معدمة، لا تصلح لعظمة وفخامة المنصب، وهم أيضا أول من سقطوا صرعى على الأرصفة الملتهبة بعد إصابتهم بضربات شمس أثناء الموجات الحارة التي تعرضت لها مصر، أهل الأمانة رغم كل الضغوط الحياتية، لم تمتد أياديهم رغم الحاجة لممتلكات الغير أو المال الحرام، فاقرأ معنا ماذا فعل عامل النظافة "الطيب عبداللطيف" في حقيبة ذهب بـ 600 ألف جنيه.
وردت إلينا رسالة من محمد عبدالسميع عامل نظافة بالأقصر يطالب فيها بتكريم صديقه الأمين، ونشر صورته في الموقع، تشجيعًا له على موقفه النبيل.
ذكرت الرسالة أن العامل الأمين اسمه الطيب عيد عبداللطيف، من عائلة الهلايل، مهنته عامل نظافة لا يتعدى راتبه 500 جنيه من قرية فقيرة تدعى "الضبعية" مركز القرنة بمحافظة الأقصر، رد حقيبة ذهب بمبلغ 600 ألف جنيه لصاحبتها وهو أحوج ما يكون لـ 600 ألف مليم.
تبدأ حكاية العامل، بأن سيدة قررت السفر وترك منزلها في الأقصر لعدة أيام، ولأنها خافت على مصوغاتها الذهبية التي قدرت بـ 600 ألف جنيه، قامت بوضعها في كيس ووضعتها في سلة القمامة على اعتبار أن الحرامي لن ينقب في سلة المهملات، وعندما عادت السيدة من رحلتها، نسيت أن تسترجع كيس الذهب من القمامة، ومن ثم ذهبت القمامة للصندوق الخاص بها.
"الطيب" الذي حمل اسمه نصيبا كبيرا من صفته، وجد كيس الذهب، عندها لم يفكر إلا في تسليم الكيس والإبلاغ عما حدث.
الوجع الحقيقي أن الرجل لم يكرم من المحافظة أو من أي جهة، كما أنه لم يتحصل على نسبة الـ 10% التي أقرها القانون، واكتفى بالأجر والثواب من الله فقط.
"سامعينك" يتقدم بخالص الامتنان والتقدير للعامل الأمين، وتشكره على جميل صنعه، ويلبي رغبة الصديق الصدوق في نشر الموضوع، كما نوجه نداءنا لمحافظ الأقصر، محمد بدر السيد لتكريم هذا العامل ليكون قدوة لكل عامل مصري.
