الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

وزير الخارجية اليمني في ندوة "البوابة": "باب المندب" في قبضة البحرية المصرية

رياض ياسين يواجه الجميع

وزير الخارجية اليمنى
وزير الخارجية اليمنى في ندوة "البوابة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اتفقنا مع القاهرة على المساهمة فى تأسيس قوات مسلحة يمنية على أساس وطني

إيران تقود مثلث الشيطان فى بلادنا وتسعى لتحويل «صعدة» إلى بؤرة توتر فى خاصرة السعودية

الانقلاب الحوثى تم بطريقة «هوليوودية» والسيطرة على كامل اليمن كانت أبعد من خيالهم


الحديث عن الشأن اليمنى بكل تفاصيله ومآلاته يشغل بال جميع السياسيين المصريين بل والمواطنين، وخير من يتحدث فى هذا الشأن السياسى الوزير اليمنى رياض ياسين، وهو واحد من أبرز اللاعبين السياسيين على الساحة اليمنية مؤخرًا، فقد عين وزيرًا للخارجية فى الحكومة المؤقتة بقرار من الرئيس هادى بعد انقلاب الحوثيين، وكان قبلها وزيرًا للصحة فى حكومة خالد بحاح منذ 7 نوفمبر 2014، التى قدمت استقالتها فى 22 يناير 2015، واستأنف ياسين عمله من الرياض مقر الحكومة المصغرة، وشارك فى مؤتمر جنيف بشأن اليمن الذى عقد فى يونيو 2015 .

وجود ياسين فى «البوابة»، ومشاركته فى ندوة خاصة امتدت قرابة الساعتين ونصف الساعة يتحدث فيها عن الوضع اليمنى الراهن، ويكشف فيها كواليس الأحداث التى جرت لم يكن أمرًا سهلًا، لهذا فالحدث يختلف كثيرا عن مجرد مقابلة مع أحد أهم وزراء الخارجية العرب فى الوقت الراهن والذى يعد محور الاهتمام الإعلامى بفعل الوضع الذى تعيشه بلاده.

وزير الخارجية اليمنى تحدث عن مجمل الوضع اليمنى الراهن، وأكد أن الانتصار على الحوثيين صار قريبًا، وأن العاصمة ستتزين قريبًا بعد تخلصها من الميليشيات، كما تحدث عن الدور الأممى والأزمة التى تسبب فيها مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر فى الأزمة فى اليمن، معتبرًا أنه بمثابة الوسيط غير النزيه، بل اتهمه بالتواطؤ مع الحوثيين، وبأنه أحد أسباب مآلات اليمن الحالية.

استهل الوزير زيارته لـ«البوابة» بجولة تفقد فيها مقر الجريدة و«البوابة» الإلكترونية، وتعرف على آلية العمل الإعلامى مشيدا بها وداعيا للاستعانة بأرشيف «البوابة» فى توثيق الوضع اليمنى الراهن، كما طلب توقيع بروتوكول تعاون بين الخارجية والمؤسسة، من أجل تدريب كوادر يمنية شابة فى المؤسسة لتأهيلهم لمحاكاة الحالة الإعلامية التى أشاد بها.

افتتح الدكتور «محمد الباز» رئيس التحرير التنفيذى لـ«البوابة» اللقاء بالترحيب بالدكتور «رياض ياسين»، وزير الخارجية اليمنى فى بلده الثانى مصر، مثمنًا المواقف التى قام بها خلال الفترة الأخيرة، حيث برز كمقاتل صلب أخذ على عاتقه إظهار حقيقة ما يحدث فى اليمن باستمرار للإعلام العربى والدولى

وأدار الندوة الكاتب الصحفى «عبدالمنعم حلاوة» من«بى بى سى»، مجددًا التأكيد على الدور الذى قام به الوزير خلال الأزمة اليمنية، ومنذ سيطرة الانقلابيين الحوثيين على اليمن.


نكتة أدخلته السجن وعمره 17 عاما

الجانب الإنسانى فى حياة الوزير عامر بالتفاصيل المهمة والأحداث المثيرة، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أنه تعرض للاعتقال وهو ابن ١٧ سنة وهى واقعة تستحق أن تروى يقول فيها: دخلت مجال السياسة ودهاليزها منذ أن كان عمرى ١٣ سنة، وكان ذلك فى أعقاب استقلال دولة الجنوب اليمنى مباشرة، وقتها كان لدينا ما يسمى ميليشيا الحرس الشعبى فى عدن، وهذه العقلية الميليشياوية كانت دائما ما تصادر أى شيء مكتوب، وكان لدى وقتها موهبة فى كتابة الإنشاء والتعبير، فكتبت وقتها ما يجول بخاطرى وكنت حقيقة طفلًا، إلا أن الظروف المحيطة بي شكلت وعى هذا الطفل مبكرا، وأذكر تماما عندما جرت حرب يونيو ١٩٦٧، كتبت قصيدة، وجاءت ميليشيات تبحث عندنا عن أحد الأقارب فوجدوا دفترى الشخصي، وكنت قد كتبت فيه أننا بعد الاستقلال لم نوفق بقيادة حقيقية سليمة، وبدلا من أن العالم يعانى من قحط واحد فنحن نعانى من (قحطان) فى إشارة إلى قحطان الشعبى أول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبى الشعبى بعد الاستقلال- كنكتة، وهو الأمر الذى لم تستسغه الميليشيات، لتكون بدايتى مع السجن، الذى أودعونى فيه بسبب نكتة سياسية، وعمرى لم يتجاوز الـ١٧ عاما، حيث اعتبروها إهانة بالرغم من أنها لم تخرج عن كونها دعابة، ونكتة هزأت فيها من واقع لمسته بنفسى من بداياتى الأولى».

ويكمل الوزير: مع وصولى للمرحلة الجامعية اخترت دراسة الطب، ودرسته فى بودابست بالمجر، وهناك نشطت سياسيا مع اتحاد الطلبة واستمر الأمر، إلى أن عدت إلى اليمن لأكمل آخر سنة دراسية لى هناك، ثم منها إلى الكويت وعملت بجامعة الكويت معيدا وفى المستشفى الجامعى طبيبا، ثم انتقلت للمستشفى العسكرى بالكويت، إلى أن جاء الغزو العراقى وكأن القدر يريد أن أعايش حكاياتنا العربية وألمسها بنفسي، فعشت أحداث الغزو لمدة شهر وخمسة أيام قبل عودتى إلى صنعاء.

حوصرنا فى الكويت من قبل القوات العراقية فى المستشفى العسكرى الكويتى قبل أن نصل إلى صنعاء لنبدأ تأسيس «اللجنة الشعبية لمناصرة شعب الكويت»، رغم أن كثيرا من اليمنيين للأسف كانوا يعتقدون أن صدام حسين بطل وله حق فى غزو الكويت، وأنه سيحرر القدس، وقد عانينا عند تأسيس اللجنة بسبب كل هذه الظروف، غير أن قناعاتى هى التى كانت تحركنى بالمقام الأول.

وحول قناعاته تلك يقول: «أرى أن أى شيء يبدأ فى النهاية عندما يلجأ للقوة والعنف، حتى وإن كان يملك حقيقة، فإن هذه الحقيقة تنتهى عند استخدام العنف، ولذلك وقفت ثمانية أشهر وأنا أقيم عددا من اللقاءات والمحاورات والفعاليات الكبيرة باسم اللجنة الشعبية، واستمر الأمر حتى أنى تلقيت الكثير من التهديدات».


حلم بناء منظومة الصحة باليمن

المحطة الأهم فى حياة ياسين كانت عند سفره لاستكمال دراسته، وأخذ أولاده الثلاثة، وهناك استمر فى الدراسة، وبدأ يتابع الوضع فى المنطقة من زاوية أوسع، ولم يبتعد عن السياسة، ولكنها وكما يقول كانت سياسة بناءة، هادئة، وكان مهمًا له فى تلك الفترة أن يحاول مساعدة اليمن فى عملية إعادة بناء المنظومة الصحية فى اليمن، وهو حلمه الأساسى الذى كان يطمح إليه ويعتبره أيضا مشروع حياته.

عمل ياسين فى النظام الصحى البريطاني، ثم عمل كمسئول عن التدريب لكوادر القوات المسلحة الإماراتية داخل بريطانيا، سواء كانت طبية بالأساس أو فى مختلف التخصصات، حتى أنه عندما ذهب إلى الإمارات وجد أن نصف الأطباء الذين تدربوا فى بريطانيا من تلاميذه.


حلم بناء منظومة الصحة باليمن

المحطة الأهم فى حياة ياسين كانت عند سفره لاستكمال دراسته، وأخذ أولاده الثلاثة، وهناك استمر فى الدراسة، وبدأ يتابع الوضع فى المنطقة من زاوية أوسع، ولم يبتعد عن السياسة، ولكنها وكما يقول كانت سياسة بناءة، هادئة، وكان مهمًا له فى تلك الفترة أن يحاول مساعدة اليمن فى عملية إعادة بناء المنظومة الصحية فى اليمن، وهو حلمه الأساسى الذى كان يطمح إليه ويعتبره أيضا مشروع حياته.

عمل ياسين فى النظام الصحى البريطاني، ثم عمل كمسئول عن التدريب لكوادر القوات المسلحة الإماراتية داخل بريطانيا، سواء كانت طبية بالأساس أو فى مختلف التخصصات، حتى أنه عندما ذهب إلى الإمارات وجد أن نصف الأطباء الذين تدربوا فى بريطانيا من تلاميذه.


شرارة ثورة 2011 تنطلق من القاهرة

فى ٢٠١١ خرج الشعب اليمنى لأول مرة ضد المخلوع على عبدالله صالح، وهى الثورة التى جاءت فى أعقاب ثورة ٢٥ يناير فى مصر وكان التفاؤل هو الصورة الأساسية التى تتصدر المشهد، حيث تابع اليمنيون كما تابع ياسين الوضع فى مصر، وكانت البرامج التليفزيونية المصرية لا تنقطع عندهم كوسيلة أساسية لقراءة ومتابعة المشهد، حتى بدأ الحراك اليمنى.

نجاح ثورة يناير فى مصر كان السبب فى الانفجار فى اليمن وغيرها من الدول العربية، فمصر بالنسبة للوزير ولغيره من العرب هى المدرسة، التى ينهل منها باستمرار، وكان يسعى لزيارتها بصورة سنوية، بل كان يزورها كل أربعة شهور وخلال سفرياته التى كانت تتضمن محور «صنعاء - القاهرة - لندن»، بل وعوّد أبناءه الثلاثة على حب مصر أيضا فأصبحت زيارة مصر سنويا طقسًا لا يمكن أن يغيب.

يعود الوزير بحديثه إلى اليمن وثورة ٢٠١١ فيقول إنها كانت ضرورية للوقوف ضد ما قام به المخلوع على عبدالله صالح من تجريف وتغييب لليمن واليمنيين، لافتا إلى المبادرة الخليجية التى أعقبتها، ومعها بدأ الوزير الذى شارك فى ميدان الثورة فى الظهور الإعلامى وكانت البداية من «B B C» من ميدان الشباب، ويقول ياسين: كان موقفى واضحا من البداية فكنت لا أطيق على عبدالله صالح، ولم أقبل بأن أكون موجودا فى المشهد الذى كان يهيمن عليه بصورة كاملة، بل ولم أتعامل معه أبدا، وكنت أقول بأن هذا الرجل ونظامه لعنة على اليمن، وهذا كان رأيى ولا يزال، ويكفى أن ليس لدىّ أى رصيد سوابق تعامل معه أو مع نظامه.

مع بداية ثورة الشباب اليمنى كان ثمة ميلاد سياسى جديد لرياض ياسين، ومع مؤتمر الحوار الوطنى الشامل فى أعقاب الثورة برزت مشاركته كممثل ورئيس لمجموعة تكتل المستقلين الجنوبيين، وبدأ الحوار الوطنى وكان يعتبر أن ما يجرى فى اليمن سيكون بمثابة نموذج كما هو حاصل فى تونس نوعًا ما، ومصر.


ما بين الثورة المصرية واليمنية

كانت لدى ياسين ثقة قوية بأن ما سيحصل فى مصر، سيؤثر على المنطقة بأسرها، وهذا الأمر لم يكن جديدا بل سبقته شواهد على مدار التاريخ، لافتا إلى أن مصر بلد المؤسسات، وبها مؤسسة أساسية قوية، وأعتقد أن لكل المصريين أن يحافظوا عليها وهى مؤسسة الجيش، كونها مؤسسة رئيسية نفتقدها نحن فى اليمن، فالجيش اليمنى ليس وطنيًا إنما مخترق، بل هو باختصار شديد جيش «على عبدالله صالح» وهذا الفارق الكبير بينه وبين الجيش المصرى.

ويعود للحوار الوطنى، ويشير إلى أن ما حصل أنه كان ضمن منظومة الصحة فى الحوار الوطني، وتحدث عن مخارج لتطوير النظام الصحى فى اليمن، ثم اكتشفوا أنه يبدع سياسيا أكثر فأحالوه إلى فريق القضية الجنوبية، ثم أصبح أحد المحاورين الأساسيين فى الفريق إلى أن تم التوقيع على ورقة الضمانات الأساسية فى حل موضوع القضية الجنوبية والحوار الوطنى الشامل، وكانت تحت إشراف المبعوث الأممى جمال بنعمر ووقعت فى الواحدة ليلًا بمكتب الرئيس عبدربه منصور هادي، وكانت تتضمن لحظات تاريخية فى ظل نقاش قوى ومصيرى


تشكيل الحكومة وأول منصب وزاري

ويشير ياسين إلى أنه يعتبر مرحلة الحوار الوطنى نقطة أساسية ومرحلة مهمة جعلته أكثر حضورا وظهورا، لتأتي فيما بعد مرحلة تشكيل الحكومة، وتعيينه وزيرا للصحة، وبدأ من أول يوم فى محاولة تغيير منظومة الصحة، فى ظل حالة تؤكد أن لا شيء صحيح فى اليمن، فالصحة غير صحيحة وكذا كل صور ومناحى الحياة.

ويؤكد أن ما يعيشه اليمن فعلًا يتحمل وزره الرئيس السابق على عبدالله صالح حوّل اليمن عبر ٣٠ عاما إلى بلد سيئ، فهو وكما يقول الرئيس هادى فى لقاءاته مع الوزراء دائما فى خمسين عاما واليمن تدور حول الكهرباء، التعليم، الصحة، المياه، وما زلنا ندور حول هذه المشاكل الأساسية.

"القات والسلاح" أهم أزمات اليمن

بدأ ياسين سعيه لتحقيق حلمه القديم بالنهوض بالمنظومة الصحية المتدنية فى اليمن رغم الظروف الصعبة، وكان يتحرك فى قلب الأحداث، ففى حادث كلية الشرطة الذى راح ضحيته عدد من الطلبة دخل إلى قلب الأحداث بصورة انتقدها المحيطون به، معتبرين أنه بذلك يعرض نفسه للخطر، لافتا إلى أنه لم يكن يقبل بأن يتحرك بحراسات كثيرة، ولم يكن لديه هذا الهوس، ولم يكن لديه إلا حارسان كانا يتضايقان من الوزير لأنه يمنعهما من تعاطى القات.

سألنا الوزير عن القات وإذا ما كان لا يخزنه بالرغم من كونه طقس اليمن الأهم الذى تتشارك فيه كل أفراد الأسرة اليمنية، يقول: «أنا ضد القات ولا أشجع تخزينه، بل أعتبره واحدا من مصائب اليمن، إضافة إلى انتشار السلاح، فاليمن لا يختلف عن أى دولة من دول العالم بأن له مشاكل عديدة من بينها الفقر، الجهل، تدنى مستويات المعيشة، التعليم، وغيرها لكن إضافة إلى كل هذا وأصعبها «القات والسلاح».

ويكمل الوزير: «النظام السابق عزز ذلك، بل إن النظام كان يساهم فى تعزيز تجارة السلاح أيضا، وكنت قبل ثلاثة أيام فى المكسيك للمشاركة فى المؤتمر الدولى الأول حول انتشار السلاح وتجارته، وأعتبر أن واحدة من مهام الحكومة اليمنية القادمة هو نزع السلاح ليأمن اليمن ويعيش حالة جديدة».


 الانقلاب الحوثي

ويقول الوزير: حاولت خلال عملى بوزارة الصحة إجراء تعديلات قدر المستطاع، ونزلت إلى أبين، لأكون أول وزير يزورها بعد اندحار القاعدة منها، وكانت تسيطر على المدينة، وقبلها إلى عدن، وكنت أول وزير من الحكومة يزور عدن ومنها إلى أبين المدمرة بعد أسبوع من خروج القاعدة، وبالرغم من خطورة الوضع، إلا أننى أردت أن أتابع وضع المستشفيات والوضع الصحى عن قرب، وبعد عودتى، الرئيس منصور هادى بنفسه قال لى «والله شجاع، لم يتجرأ أحد لفعل هذا»، ليبدأ الحوثيون فى تحركهم الذى آل فى النهاية للاتفاق الذى يسميه الوزير «اتفاق الشرك واللا سلامة» (السلم والشراكة والوطنية)، معتبرا أنه اتفاق غير جدى، وأنه يؤدى إلى كارثة، وتابع: أعلنت ذلك فى مجلس الوزراء وبشكل مباشر الأمر الذى أدى بأحد الوزراء ليسألنى (ألا تخاف على عمرك؟!).

ويكمل ياسين: هذا اتفاق غير واقعى وغير حقيقى ويعنى أن أى طرف يستطيع أن يفرض رأيه بقوة السلاح، وهو ما حدث حيث جاء الحوثيون وبدأوا فى محاصرة الرئيس ورئيس الوزراء ثم وزراء الحكومة بمن فيهم أنا.

الهروب من الحصار الحوثي

ويشير الوزير اليمنى إلى أن الحوثيين كان لديهم هاجس وهوس بأن الرئيس ورئيس الوزراء، وكلاهما من أصل جنوبى سيذهبان إلى عدن ويعلنان الانفصال، وهذا أمر لم يكونوا ليقوما به أبدا، موضحا: «لم يكن أبدا هذا الأمر فى خاطرنا فنحن لم نعلن الانفصال ونحن أقوياء، فكيف لنا أن نعلنه ونحن فى هذه الحالة، بل إنى أؤكد أننا لسنا انفصاليين ولا دعاة انفصال، لكنهم أحاطوا بنا خوفا من ذلك».

ورغم حصار الوزير ومنزله من قبل الحوثيين إلا أنه كان يتحدث لوسائل الإعلام المختلفة، والتى كان من أبرزها القنوات المصرية فى حين كان محاصروه يغطون فى تعاطى القات وتخزينه، ويضيف: «كنت أتحدث وانتقدهم وأدين مواقفهم بالرغم من أنهم يقفون تحت منزلى يحاصرونه، لكن وبالرغم من الحصار لكنى استطعت الخروج وكنت أذهب إلى عملى فى السادسة صباحا وقبل ذلك، حتى أنه كان أمرا يقلق حراستى جدا، وبالفعل زرت الرئيس خلال حصاره»، ويشير الوزير إلى أن قادة الحوثيين كانوا يطلبون أن يدعوهم على جلسة قات، وجلسة سمر، إلا أنه رفض.

ويذهب الوزير إلى أنه من المصادفة وحسن الحظ أنه قبل احتلال الحوثيين لصنعاء بيوم كانت زوجته قد سافرت إلى أولاده فى لندن حيث يعيشون هناك، فكان يجلس بمفرده فى شقته التى توجد فى بيت العائلة ويسكنها أخوه الذى بعد الأحداث ترك عمله وأصبح مرافقا دائما له.

ويحكى عن إخوته: تجمعوا ليقنعونى بأن ينقلونى إلى مكان آمن خوفا علىّ من الحوثيين، إلا أنى رفضت بصورة قاطعة، الأمر الذى أدى بأختى إلى البكاء والتوسل إليّ، ثم بعدها سيطر الحرس الحوثيون على بناية بالشارع بالقرب منى، وهو ما أعطانى الفرصة للخروج والتحرك بالسيارة دون أن يروني، وبالفعل زرت الرئيس فى بيته خلال محاصرته.

وحول كيفية دخوله لمقر إقامة الرئيس يقول: «الحوثيون كانوا يسيطرون على المداخل ويسمحون لبعض المسئولين بالدخول، والموجودون كانوا يسمحون بالدخول حتى بدون معرفة من يدخل، لكن الأهم ألا يخرج الرئيس، ودخلت له بالفعل مع الأخ ياسين مكاوى، ودخلنا وجلسنا مع الرئيس وكانت معنوياته عالية، فهو رجل عسكرى محنك، وكان سبب زيارتنا ما يثار عن حالته الصحية، وهو ما اكتشفنا عدم صحته وأنه مجرد شائعات يروج لها الحوثيون».

حقيقة المبعوث الأممي جمال بنعمر

ويكمل رياض ياسين : «كلفنا الرئيس أنا والأخ ياسين مكاوى بالذهاب إلى جمال بنعمر المبعوث الأممى فى موفنبيك، ونوصل له رسالة شفهية من الرئيس.. وفى نفس اليوم ذهبنا إلى بنعمر وقابلته وأبلغته الرسالة وتناقشنا وحدثت مشادة كلامية بيننا لأول مرة، وهذه أمور أحكيها هنا للمرة الأولى لتنفردوا بهذه القصة».

ويضيف: «المشادة وصلت به ليقول لى أنا سأنهى الاجتماع الآن إذا ظللت مستمرا فى طرحك هذا، وكان طرحى سهلا وبسيطا.. قلت له: يفترض على الأمم المتحدة فى هذا الوقت أن تحدد موقفا من ميليشيات الحوثى لأنها استخدمت القوة والسلاح لفرض أمر واقع، وهذا كان حديثى بناء على توجيه من الرئيس هادي، وأن عليه الآن ومن أجل تحديد هذا الموقف أن ينقل الحوار الآن من موفنبيك إلى منطقة أخرى لا يسيطر عليها الحوثيون، وكان الاقتراح أن يتم نقله إلى تعز، ولم يكونوا قد سيطروا عليها بعد، وكانت تلك رسالة الرئيس، وهناك كل القوى السياسية الأخرى ستكون مستعدة للدخول فى الحوار لكن ليس تحت تهديد السلاح».

ويؤكد الوزير أن بنعمر رفض بشدة هذا الطرح، ما أدى به لأن يقول له: «أنت تشرعن الانقلاب بهذا الشكل، وتجعل الأمم المتحدة تشرعن الانقلاب بهذه الطريقة».

وفيما إذا كانوا بالفعل يرون أن بنعمر تراخى فى حل الأزمة يجيب الوزير: «نعم لكن لم يكن لنا أن نقول له هذا الكلام مباشرة، لذلك طلبنا منه أن يصدر بيانا ويدين ما يحدث، فرد بأن الأمم المتحدة تتعامل مع الجميع من مسافة واحدة، فقلت له يا أخ جمال هذه المسافة تنتهى عندما يستخدم طرف السلاح، ويهدد الآخرين».

الوزير يرى أن جمال بنعمر يتحمل مسئولية ما آلت إليه أحوال اليمن فالدور الذى لعبه لم يكن صحيحا، وفى ذلك يقول: لدينا فى اليمن نظام التحكيم والمحكم هو المرجع لحل الأزمات، فإذا لم يكن المرجع نزيها فى التعامل مع القضية، لم يصل لحل سليم، فإذا كان بينى وبين السفير ـ السفير محمد الهيصمى سفير اليمن وكان يجلس إلى جواره فى الندوة ـ أزمة على عشرة كيلوات فيأتى الوسيط ليقول ثلاثة لك ومثلها للطرف الآخر، ويتبقى أربعة كيلوات للوسيط».

ويمضى الوزير فى شرح طبيعة دور بنعمر بطريقه بسيطة فيقول: «هكذا يصير الوسيط غنيا، وجمال بنعمر حدث معه مثل ذلك جميع القوى السياسية تلجأ إليه فى التحكيم حتى أصبح يشعر بأنه الآن المحكم بين الجميع بل ويأخذ دورا رئاسيا، وهذه الحكاية دخلت فى رأسه واستمرت حتى أصبح متجاوزا الدور المنوط به وكأنه صار مندوبا ساميا فى اليمن، فذهب للحوثيين وكان أحد من صاغوا اتفاق السلم والشراكة، وأتذكر أنى قلت له: لو وقعت هذه الاتفاقية تحت كل هذا الضغط لن تمشى على الأرض فى اليوم الثانى فقال: لا يهمنى ذلك ما يهمنى أننا سنوقع الاتفاقية أما غير ذلك فهو شأنكم أيها اليمنيون تطبقونها أو لا تطبقونها، وكأنه يريد فقط أن يقال بأنه جمع الفرقاء فى اليمن، وإنه وقع الاتفاق ويعتبره نصرا، ثم بعد ذلك لا يهمه أن يطبق الاتفاق أو لا».


ما قبل الخروج إلى عدن

ويضيف: «بعدها زرت الأخ خالد بحاح بنفس الطريقة قبل أن أنفذ توجيهات الرئيس، حيث قال لى «اتجه إلى عدن»، وكان هو الآخر يرتب بطريقة ما للذهاب إلى عدن فى وقت كانت تخرج فيه الإدانات كاملة كانت من كل الدول العربية لحصار الرئيس بصورة لم تحدث أبدا فى التاريخ لأى دولة، بينما بدأ الحوثيون فى التمدد والسيطرة على مؤسسات الدولة فى انقلاب فريد تم على الطريقة الهوليوودية السينمائية».

حالة الحوثيين وسيطرتهم على الوضع اليمنى كانت حتى أكبر من تصورهم، فهم أيضا فوجئوا باستقالة الرئيس والحكومة، وكانوا يسعون مع بنعمر لتعيين نائب للرئيس، ثم فى خطوة ثانية ينقضون عبر النائب إلى الحكم بعد التخلص من الرئيس.. هذا السيناريو الذى يتصور وزير الخارجية بأن الحوثيين كانوا يسعون إليه حتى بالتواصل مع جمال بنعمر.

رحلة الخروج إلى عدن

رحلة الوزير فى الخروج إلى عدن، وكان حتى لحظتها وزيرا للصحة كانت فى المقام الأول بتوجيه من الرئيس هادى تمهيدا لهروبه هو الآخر وإعلانه فيما بعد عدن عاصمة اليمن المؤقتة بعد سيطرة الحوثيين الكاملة على العاصمة.

تفاصيل هذه الرحلة سردها الوزير تفصيلا، وقال إن القات أسهم فى هروبه، إضافة إلى بعض الرتوش التى لم تجعل الحوثيين يتعرفون عليه طول الطريق، لنبدأ القصة على لسانه:

«صليت الفجر ثم خرجنا فى السيارة، أختى تجلس إلى جواري، وأولاد أخى الصغار معنا وأخى يتولى قيادة السيارة، بينما ارتديت كوفية زنجبارى ـ عماني ـ وارتديت نظارتي، وكنت قد تركت لحيتى بضعة أيام، وحاولت أن أبدو نائما أو مرهقا، وكلما يوقفوننا حتى يقولوا لهم «الشيبة مريض»، أما فى الغالب أنهم لم يكونوا يستيقظون الفجر، وتوجهنا نحو الحديدة، ومنها إلى عدن».

الحالة في عدن

الموقف فى عدن والتى لم يكن الحوثيون قد وصلوا إليها آنذاك كان مختلفا، حيث بدأ من اليوم الثانى للوصول فى الإعلان عن موقفه، ذهب لمحافظ عدن وخرج فى وسائل الإعلام يتكلم عن الحالة اليمنية.. فكان الوحيد الذى يتحدث بلسان اليمن بينما البقية ما بين محاصر أو خائف من إعلان موقف.

يؤكد الوزير أنه لم يكن لديه ولا ذرة خوف أو تردد وكان على يقين بضرورة التعبير عن موقفه، الذى دفع ثمنه أيضا من بيته الذى دمره الحوثيون وسرقوه بالكامل وكذلك سياراته، لكن بالرغم من ذلك لم يفكر للحظة فى التراجع حتى الآن حيث جاءه أحد الوزراء المسئولين ودعاه للمشاركة إلا أنه رفض لأن لديه بيوتا بها أهله يخاف عليها، حتى أنه رد عليه: وهل أنا لدى قرود أو بيتى جبلاية قرود..!! وأما أنا فكان رأيى ما الذى يساويه بيت أو سيارة أو أى شيء مقابل بلد دمر بالكامل وضاع، فاليمن كله ضاع.

بدأ ياسين تحركه فى عدن انتظارا للرئيس الذى هرب إلى العاصمة الجديدة، لكنه لم يتحدث عن طريقة هروبه التى مازالت مجهولة والتى على ما يبدو لا تختلف كثيرا على طريقة هروب الوزير.

فتح وزارة الصحة فى عدن كأول وزارة تفتتح فى عدن، وكان يستقبل الوفود العربية فى مقدمتها وفد البرلمان العربى الذى كان أول الوفود.

ذهب الوزير للرياض للمشاركة فى اللجنة التحضيرية لمؤتمر الرياض الذى لم يكتمل عمله لحل الأزمة اليمنية، ومن هناك، وخلال نفس الوقت وصل وفد مصرى إلى عدن، وكان دوره تأكيد دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للرئيس هادى لحضور القمة العربية فى دورتها السادسة والعشرين والتى عقدت بشرم الشيخ.

فى هذا التوقيت تم تكليفه بوزارة الخارجية، حيث اتصل الرئيس بوزير الخارجية عبدالله الصايدى والذى غادر اليمن إلى الولايات المتحدة لكنه أبلغهم بأن صلته بالحكومة انتهت، ورد الرئيس بأنه سيمهله يومين فقد يغير رأيه، لكن لو لم يحدث ذلك، فإنه سيكلف ياسين بوزارة الخارجية وسيرسله لشرم الشيخ للتحضير لمشاركته، وبالفعل وبينما شرم الشيخ تشهد الاجتماعات التحضيرية الأولى للقمة وسط علامات استفهام كبيرة عن طبيعة المشاركة اليمنية صدر القرار الجمهورى بتكليفه وزارة الخارجية وكان وقتها فى الرياض.


الطريق إلى شرم الشيخ

من شرم الشيخ كانت تحركات ياسين وكلماته النارية محط اهتمام الجميع، وكان الوزير الأهم الذى يأمل الجميع التواصل معه، ومن المفارقات التى يحكيها ياسين قبيل الذهاب إلى شرم الشيخ، والتى أتى إليها قادمًا من الرياض فى زيارة كان المفترض أنها سريعة لم تكن لديه سوى بدلته التى يرتديها، فخلال الترانزيت فى مطار القاهرة وقبل التوجه لشرم الشيخ اشترى بعض البدل (ثلاث بدل) التى سيرتديها فيما بعد خلال أيام القمة ويظهر بها، وذلك لأن ملابسه كاملة موجودة وحتى الآن فى غرفته بأحد فنادق عدن.

فى شرم الشيخ طالب وزير الخارجية المكلف بتدخل عربى، ولكنه لم يتخيل بأن الرد سيكون سريعا بهذا الشكل، وأن التحالف العربى سيوجه ضرباته لليمن فجر اجتماع وزراء الخارجية العرب، والذى عقد الخميس ٢٧ مارس قبل يومين من لقاء القادة العرب فى قمة شرم الشيخ.

أصابع إيران واضحة فى اليمن

وفيما يتعلق بالدور الإيرانى وقصة المقاتلين من جنسيات عربية وإيرانية فى صفوف الحوثيين، والذين تم القبض عليهم أجاب : «إيران هى ضمن مثلث أركانه طموح الحوثى ورغبتهم فى السيطرة على اليمن، والضلع الأساسى فيه رغبة على عبدالله صالح فى الانتقام، والعودة مرة أخرى للسلطة، فهذا مثلث الشر فى اليمن، إضافة لإيران التى تسعى منذ فترة طويلة لأن تخلق فى داخل اليمن نموذجا لحزب الله فى لبنان وتريد أن تخلق فى صعدة بؤرة توتر مستمرة، تؤذى فيها السعودية بالأساس».

ويضيف: «عندما جرى التحالف بين صالح والحوثيين كانت هذه المسألة بمثابة فرصة ذهبية بالنسبة لها، فلماذا لا تسيطر على اليمن كلها، وهذا بالنسبة لها كان أكبر مكسب بأقل ثمن، فأن تحصل على بلد فيه ٢٦ مليون نسمة ولا تدفع إلا بضعة ملايين من الدولارات للحوثيين، فهذا مكسب كبير فاليمن دولة تاريخية، وهى مثلث الحضارات مع مصر والعراق، وستسيطر على مضيق باب المندب لتخلق واقعًا عربيًا جديدًا بأقل تكلفة».

ويؤكد الوزير اليمنى أن إيران خاصة بعد توقيع الاتفاق النووى ستغير موقفها فى اليمن وفى غيرها، رغم أنها ستستمر فى المحاولة للولوج وإيجاد أية ثغرات فى الشأن اليمني، لافتا إلى أنها تعتبر بأنها خسرت كثيرا فى هذه الفترة، بل إنها تخسر كثيرا معنويا وماديا فى العراق وسوريا، وحتى فى لبنان الآن مع بدء الانتفاضة هناك.

ويشير الوزير إلى أن ميزانية حزب الله التى تدفعها له إيران هى أكبر من ميزانية اليمن بمليار دولار، حيث تبلغ ميزانية حزب الله خمسة مليارات دولار، لافتا إلى أن إيران مطالبة بعد توقيع الاتفاق النووى بإظهار حسن النوايا وأن أهم الجوانب التى ستعمل فيها ستكون اليمن التى لم تخسر فيها كثيرا.

ويضيف: «إذا استطاعت إيران أن تتعامل بعقلانية مستقبلا، فستتعامل معنا من منطلق المصالح المتبادلة، واليمن الجديدة منفتحة على الجميع شريطة ألا يكون هناك تدخل فى شأنها الداخلي، ومن ميزات ما يحصل فى اليمن أن لدينا إجماعا غير عادى حول اليمن، حتى روسيا تحفظت على القرار ٢٢١٦ وكان يمكن أن تعمل الفيتو ضدها، فكل دول العالم لا تعلن موقف ضد اليمن فيما عدا إيران».

سر تقدم الحوثيين سريعا

ويشير إلى أن سرعة تقدم الحوثيين لم يكن الأساس فيها قوتهم كميليشيا، فهم أضعف حتى من القاعدة، ولا يساوون شيئا، بل لم يكن من الممكن أن يسيطرون على اليمن لولا ارتباطهم بصالح، وبالتالى فإن عاصفة الحزم استطاعت خلال أربعة أشهر أن تضرب كل مخزون سلاح المعسكرات التى كانت تحت سيطرة على عبدالله صالح.

ويشدد الوزير على أن الحوثيين ليسوا إلا مكونا صغيرا جدًا لا يشكل سوى ٢٪ من اليمن، وأن اليمن فى المستقبل لن يقبل بأن يشغلوا حيزا أكبر من وضعهم الحقيقى بأى حال من الأحوال، مؤكدا أن اليمن سيعود موحدًا تحت علم واحد، وأنهم سيسعون إلى تنفيذ النظام الفيدرالى والدولة الاتحادية بعد عودة اليمن والقضاء على الانتشار الحوثي، لتعود اليمن إلى نظام مختلف تنتهى فيه المركزية.

جيش وطني قوي

أعلن الوزير عن اتفاق مصرى يمنى بأن يكون للجيش المصرى الدور الأهم والمركزى فى إعادة بناء جيش يمنى وطنى ينتمى للشعب، على أن يكون بنفس الرؤية والعقيدة للجيش المصري، لافتا إلى أنه تم الاتفاق مع الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال لقاء جمعه مع الرئيس عبدربه منصور هادي، فى القاهرة قبيل احتفالات قناة السويس الجديدة على أن تسهم مصر فى بناء الجيش اليمنى الجديد، وأن هناك تصورا ومشروعا واضحا بطبيعة هذه المساهمة المصرية فى بناء الجيش اليمنى.

وأضاف ياسين: «تكلمنا فى لقائنا مع الرئيس السيسى على موضوع تأسيس جيش وطنى حقيقى، وقلنا إننا نريد نفس صياغة الجيش المصرى الوطني، والذى ينفرد بأنه فى خدمة مصر، ولا يخدم فردا أو جماعة، وهذا ما نريده حقيقة فى اليمن.. «جيش وطنى» وهذا الأساس الذى يجب أن يكون، عقيدته مكرسة لخدمة الوطن».

وأشار إلى أن الرئيس السيسى أوضح لهم خلال اللقاء أن كل من يدخل الجيش ويلتحق به يخلع عباءته الدينية والسياسية خارجا، فليس هناك داخل الجيش من يقول هذا مسيحى وهذا مسلم، أو هذا يتبع حزبا أو تيارا، وهو نفس السبب الذى يعانى الآن من أجله اليمنيون على حد قوله.

وأكد الوزير اليمنى أن «الجيش اليمنى كان السبب فى كل الأزمات التى تجرى فى اليمن الآن، حتى أنه وخلال جلسات الحوار الوطنى قال إنه لو ملك الأمور لألغى الجيش اليمنى نهائيا وسأنهى شيئا اسمه الجيش فى اليمن، فالخطر فى اليمن كان يأتى من جيش على عبدالله صالح، وبالتالى فإنه إما أن يكون لنا جيش وطنى يشترك فى البناء والإعمار، كما هو حاصل فى مصر، أو أنه يكفينا فقط حرس حدود، لكن لا نريد جيشا به انقلابات وولاءات لغير الوطن».

أشاد ياسين بالدور المصرى فى اليمن، مؤكدا أن للجيش المصرى دورا كبيرا فى العمليات التى تجرى على الأرض، حيث تشارك قوات البحرية المصرية فى الحصار البحري، كما كانت هناك دعوات من الرئيس هادى للجيش المصرى بزيارة الموانئ اليمنية، مؤكدا أن القوات المصرية موجودة الآن فى باب المندب وتحكم سيطرتها. وأعلن الوزير عن أول طائرة إغاثية مصرية عسكرية وصلت إلى عدن أمس، فيها كمية كبيرة من الأغذية والأدوية، وكذلك مستشفى ميدانى لعلاج اليمنيين


أهمية القوات العربية المشتركة

وأكد أهمية القوة العربية المشتركة التى دعا إليها الرئيس عبدالفتاح السيسى وأقرتها قمة شرم الشيخ، مشيرا إلى أنه وصل القاهرة بالأساس بتفويض من الرئيس هادى من أجل التوقيع على بروتوكول القوة المشتركة، وأنه لم يعرف بالتأجيل، إلا بعد وصوله فعلا إلى القاهرة، لافتا إلى أن التأجيل فى مسألة إقرار هذه القوة يعنى بادرة طيبة، ويشكل بحث مزيد من الاتفاق بين الدول.

وأضاف: «القوة العربية المشتركة قرار مهم جدا، وتبلور وأصبحت له أهمية أكبر خاصة مع ما جرى فى اليمن، والأهم فى المسألة أن البروتوكول قابل للإضافة، وبعض التأخير الذى يحدث دليل على أهميته، ولكن ليس دليلا على اختلاف، فنحن بحاجة لعمل قرار يشارك فيه أكبر عدد، ويكون سهل التنفيذ على أرض الواقع، وليس مجرد قرار جديد يضاف لآلاف القرارات العربية المكدسة بلا أى تنفيذ على أرض الواقع».

وشدد على أن «الدول العربية كلها معنية بهذه القوة، خاصة مع انتشار الأزمات فى الكثير من الدول العربية وانتشار المجانين الذين يضعون العالم العربى فى مأزق خطير».