الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"ساتر ومستور" في فضائية أيمن نور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا جديد عندى يمكن إضافته فى قصة شراء أيمن نور قناة الشرق الإخوانية ليواصل عمله باجتهاد فى الخارج واللعب على كل الحبال، فالموضوع عند نور لا علاقة له بالوطن ومصالح الناس ولا تخرج القصة عن كونها عملية استرزاق مالى من بوابة السياسة.
أيمن نور يعرف جيدًا أن حياته السياسية قد انتهت تمامًا، وأن مولد الوصيف الرئاسى الذى عاشه فى زمن مبارك انتهى للأبد، يعرف ذلك ولكنه كتاجر شاطر لا يرمى كناسة دكانه فى سلة المهملات ويرتاح، فهو دائم النبش فيها ليعثر فيها كل مرة على ما هو صالح للبيع والتواصل والبقاء فى فاترينة العرض، فى تلك الكناسة يعثر على رقم تليفون قديم لسين أو صاد فى الشرق أو الغرب فيتواصل معه لربما يصل إلى ضالته ويحافظ على ثروته واستقراره فى عواصم الدول المعادية لمصر، أو يجد ضمن تلك الكناسة ما هو صالح لإعادة التدوير فيعمل عليه ليأكل عيشه.
وفى موضوع قناة الشرق تذكر نور أنه كان صحفيًا وعثر بالفعل فى كناسة دكانه على بعض من أرشيفه، فنفض التراب عنه بعد أن عاش زمنًا طويلًا يحكى عن نفسه كمحامٍ حاصل على دكتوراه مجهولة ليركن المحاماة جانبًا ويتقدم كإعلامى تاجر ليشترى قناة الشرق التى حاربت مصر طويلًا وارتد كيدها إلى نحرها، ليدخل الأخ نور فى امتحان جديد ستظهر نتائجه بعد بلورة خريطة برامج القناة، وتحديد توجهاتها السياسية، هل ستواصل تلك المحطة بث سمومها ونشر الأكاذيب عن مصر كما تفعل قناة الجزيرة القطرية؟ أم سينتصر نور للموضوعية ويعرف أن الكذب «مالوش رجلين».
العقلاء سيقولون لى إننى أنفخ فى قربة مقطوعة، وإن المسلسل ضرب إعلاميًا سيتواصل بجدية من عواصم الخصوم بأيادٍ وعقول مصرية، وفى حالة قناة الشرق والأخ نور هذا وارد جدا لسبب بسيط وهو أن الأموال المدفوعة لشراء تلك القناة هى أموال مشبوهة لها أصحاب ارتضى نور أن يكون واجهتهم العلنية، ولو أنكر نور استخدامه كساتر لذلك التمويل، يصبح من حقنا أن نسأله عن تلك الأموال إذا كانت لك فمن أين لك هذا؟
وقصة نور والتمويلات والفهلوة السياسية والإعلام والكلمات المفخخة عن التغيير والديمقراطية وحقوق الإنسان، هى قصة متكررة فى مصر واستطاعت تلك التجارة أن تفتح عشرات البيوت والشاليهات وتضع ملعقة من ذهب فى فم العاملين بها بعد أن كانوا على باب الله يعيشون اليوم بيومه ويبحثون عن الستر، وكان من الممكن لهم أن يجدوه بقليل من العرق والجهد، ولكنهم ربما أخطأوا الهدف بعد البحث عن الستر، اختاروا أن يكونوا ستارة، وصارت تقاريرهم المتلونة سبوبة قادرة على جلب ملايين الدولارات، وصارت البوصلة الحقيقية لتلك المجموعات هى أرصدتهم فى بنوكهم وليست أرصدتهم فى تاريخ الوطن الذى يخوض الآن غمار الحرب على مختلف الجبهات.
تلك الحرب التى يحاول البعض إنكارها نجحت فى فرز الصف، كما نجحت فى كشف المستور والساتر، والمؤكد هو أن الانتصار الحاسم قادم لا محالة ضد الإرهاب وضد هيمنة الاستعمار العالمى الجديد، وضد الفقر وضد الفساد، وما أقوله ليس حماسة كاتب ولكننى أصدق مقولة «مصر مقبرة الغزاة».
لا أدعو الشاردين عن المعركة لمراجعة مواقفهم ولا أدعو المتحالفين مع الخصوم لفض تحالفهم، ولكننى أدعوهم جميعًا أن يتذكروا صناعة أياديهم ويتذكروا أيضًا أن لهذا الشعب ذاكرة من خلالها يلقى من وقف ضده إلى سلة المهملات ويحتضن شهداءه وأبطاله الذين صمدوا فى الدفاع عنه وعن البلاد عندما وقفت فى مفترق الطرق.