الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

رئيس الحزب الوطني التركي المعارض: أمريكا والدول الغربية تستغل حركات الإسلام السياسي لإعاقة الحكومات الوطنية.. مصر حليف طبيعي لتركيا ونأمل تكثيف التعاون الثنائي بين الجانبين

رئيس الحزب الوطني
رئيس الحزب الوطني التركي المعارض سونر بولات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

 *عارضنا بشدة الإخوان وأفكارهم ومعتقداتهم وأساليبهم السياسية

* عبرنا عن دعمنا للرئيس السيسي ولسنا في حاجة لمجاملة النظام الديمقراطي القائم في مصر

 *يجب على جميع الدول الإسلامية أن تلفظ جماعات الإسلام السياسي كما فعلت مصر

* عبد الناصر كان قائدا ثوريا عظيما ولا يزال يعيش في قلب الشعب التركي

* الروابط بين الشعبين المصري والتركي تاريخية وأبدية ولا يمكن فك أواصرها

 

 

أكد رئيس الحزب الوطني التركي المعارض سونر بولات أن الشعبين المصري والتركي تربطهما علاقات قوية من المستحيل فك أواصرها، رغم التوتر في الموقف الرسمي بين حكومتي البلديين.

وعبر سونر بولات في حواره لـ"البوابة نيوز" عن دعم حزبه لثورة 30 يونيو ومعارضته لحكم الإخوان، داعيا كل الدول الإسلامية إلى لفظ جماعات الإسلام السياسي مثلما فعلت مصر وتونس، لافتا إلى أن أمريكا والدول الغربية تستغل حركات الإسلام السياسي لتعيق الحكومات الوطنية، وإلى نص الحوار:

 

 - ما تقييمك للعلاقات "المصرية- التركية"؟

أولا أريد التعبير عن تقديري لمصر باعتبارها مهد الحضارات في العالم، وأنا أشعر بفخر شديد منذ وطأت قدمي أرض هذا البلد الذي أسهم بشدة في إثراء التراث الثقافي للبشرية بأكملها.

وأنا على دراية كاملة بالحقيقة التي أقرها كارول ماركس بأن جمهورية بلوتو والفلاسفة الإغريق لم يكونوا سوى نتاج الحضارة المصرية، ولست في حاجة لأن أقول أن الأوربيين أو الغرب قد لفقوا تاريخا مزورا للهيمنة على العالم متجاهلين الحضارة المصرية العظيمة التي تعتبر محور ومهد الحضارة الهيلينية.

والشعب التركي يشعر بسعادة بالغة لمشاركة الشعب المصري نفس الثقافة ونفس التقاليد ونفس الدين، والشعبان طالما جمعتهما صداقة متينة على مر السنين.

 - ألا تعتقد أن هذه العلاقات قد تأثرت بفعل الأزمات الأخيرة بين حكومتي البلدين؟

رغم موجات الصعود والهبوط التي شهدتها علاقاتنا السياسية الثنائية مع مصر والتي اعتمدت على مواقف حكومتي البلدين أستطيع أن أدعي ببساطة أن الشعبين المصري والتركي تربطهما دائما علاقات الصداقة والتعاون المثمر وهناك روح من التضامن الحقيقي.

ودون شك فإن زياراتي المتكررة للقاهرة تعد انعكاسا لهذه الروابط شديدة الودية، وأريد أن أعبر للشعب المصري عن الأمنيات الطيبة والمشاعر الصادقة للشعب التركي تجاه بلدكم العظيم.

فنحن نعلم أن مصر بمؤسساتها المتماسكة القوية والمحترمة هي قلب العالم العربي ومصر تعد كذلك واحدة من أهم الدول في الشرق الأوسط وقارة إفريقيا وأنه بدون الدور القوى الذي تلعبه مصر فلن يكون بالإمكان حل المشكلات التي تعاني منها المنطقة.

ونحن، في الحزب الوطني التركي، نولي اهتماما كبيرا لعلاقاتنا مع مصر ومع الشعب المصري، وكما تعلمين فنحن حزب معارض لا يزال يعمل خارج نطاق البرلمان التركي في الوقت الحاضر.

ولهذا السبب، لابد أن نتجاوز فكرة العلاقات الرسمية بين الحكومات، فنحن نريد أن نشارككم أفكار ومشاعر الشعب التركي.

 

هل قمتم بزيارات إلى مصر أثناء حكم الرئيس السابق محمد مرسي؟

كلا، لم نقم بتنظيم زيارات لوفود عن الحزب إلى القاهرة إلا بعد سقوط الرئيس السابق محمد مرسي في يونيو 2013، حيث قام قسم العلاقات الخارجية بحزبنا بقيادة السيد سونر بعدد من الزيارات إلى بلدكم لرفع مستوي العلاقات بينا.

وكأشارة واضحة على ولائنا للعلاقات الثنائية مع الشعب المصري قمنا في الحزب الوطني بتأسيس مكتب دائم لنا في القاهرة لإعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح بل وتوسيع إطار العلاقات الودية الموجودة بالفعل.

- ما موقف الحزب من جماعة الإخوان؟

نحن في الحزب الوطني عارضنا بشدة الإخوان المسلمين وأفكارهم ومعتقداتهم وأساليبهم السياسية وعبرنا عن دعمنا للرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية الحالية التي تتبع سياسات وطنية ومستقلة ولسنا في حاجة لمجاملة النظام الديمقراطي القائم في مصر.

ويمكنني استعارة عبارة الخبير الاقتصادي المصري سمير أمين "أن الإسلام السياسي يعمل في خدمة الإمبريالية"، ونحن نعتقد أنه يجب على جميع الدول الإسلامية أن تلفظهم كما فعلت بلادكم لأنهم عناصر لعدم الاستقرار تسبب الضرر للشعوب لصالح القوى الغربية.

فالولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية تستغل حركات الإسلام السياسي لتعوق الحكومات الوطنية عن اتباع سياسات مستقلة، ونشكر الله على أن حكومتي مصر وتونس قد أنقذتا شعوبهما وكانت مثالا يحتذي به للدول الأخري.

 

- كيف تري مصر الآن بعد أن تخلصت من حكم الإخوان؟

مصر الجديدة أصبحت تستحضر إلى الأذهان البطل العالمي الوطني الشهير جمال عبد الناصر الذي كان أعظم من الحياة ذاتها فقد كان قائدا ثوريا عظيما ولا يزال يعيش في قلب الشعب التركي مثل قائد الحركة الوطنية التركية مصطفى كمال أتاتورك.

وكما نحاول بكل ما نملك من قوة تأسيس حكومة وطنية في تركيا مستقلة بصورة كاملة عن مراكز القوى الغربية، فنحن نعتبر مصر حليف طبيعي لتركيا، فنحن نعمل بكثافة من أجل التوصل إلى أوجه الاهتمامات المشتركة من أجل زيادة التعاون وتقوية العلاقات بين الجانبين، ونفترض أننا نعمل سويا في اتجاه مزيد من التعاون والتنسيق.

 

- هل تعتقد أن مواقف الحكومة التركية الحالية من ثورة 30 يونيو قد أثرت على الرأي العام والشارع التركي؟

لا أعتقد ذلك نظرا لأن الخلفية الثقافية بين الجانبين واعدة، فالروابط بين الشعبين المصري والتركي تاريخية وأبدية ولا يمكن فك أواصرها، فليس هناك حكومة على الجانبين قادرة على تدمير العلاقات الودية بين شعبينا، وفي الوقت الحالي كلا الشعبين يكافح من نفس المخاطر ونفس المجازفات ونفس التهديدات.