السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في ذكرى وفاة نجيب محفوظ.. أين أعمال أديب نوبل في المناهج الدراسية ؟.. الجيار: يجب الاهتمام بإبداع الباحث عن العدل.. شهريار: كان مشروعًا ضخمًا يجب الاستفادة منه حتى نهاية العالم

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يأتي الاحتفال بالذكرى الثامنة لرحيل أديب نويل "نجيب محفوظ"، سببًا ومناسبة كي نتساءل حول مدى وجود الأعمال الروائية لـ"نجيب محفوظ" في مناهجنا التعليمية، ولماذا نصر على التوقف عند مرحلة معينة في تاريخنا الأدبي فنقصرها على الشعر الجاهلى، والشعر في الأندلس، وتقف بنا الحال عند شعر شوقى وإيليا أبو ماضي.. رغم أن نجيب محفوظ، أبدع في وصف المجتمع المصري والحارة المصرية، ورواياته إضافة أدبية ولغوية إلى مناهج الدراسة. 
بدايةً يصف الدكتور شريف الجيار الناقد الأدبي، نجيب محفوظ قائلًا: إن نجيب محفوظ هو "العدل والخير والجمال"، حيث أوضح أن نجيب محفوظ الكاتب الذي استطاع أن يؤكد على لغة الكاتب الحقيقي في تاريخ الأمة، وهو صاحب الإبداع الروائي المتميز الذي استوعب مستويات مختلفة من الثقافة والفكر، حيث استوعب التاريخ الفرعوني، وبادر في معظم ما كتب من الروايات والمجموعات القصصية، فضلا عن تفاعله مع التراث مثل "ألف ليلة وليلة"، حيث استوعب الإطار الشهرزادي للتعبير عن الإطار المعيشي.
وبالرغم من حفاظ نجيب محفوظ على أسلوب الكاتب الحقيقي، إلا إنه اهتم بتوضيح للواقعية في رواياته، وأحذ يستوعب أساليب السرد والحديث خصوصا في"اللص والكلاب"، تلك الرواية التي تجسد الصراع بين الاشتراكية بعد الثورة والرأسمالية الجديدة.
فنجيب محفوظ هو صاحب القلم الروائي الذي استوعب التراث الجاهلي والإسلامي والأموي والعباسي والمسيحي، بل استوعب أيضا جزءا كبيرا من التراث العالمي، فهو الباحث عن العدل والحقيقة داخل عالمه الروائي والسردي.
وأضاف دكتور شريف، أنه لابد من الاهتمام بإبداع هذا الرجل، لأن كل ما كتبه وتخيله يجب أن يدرس للجميع وليس لمرحلة عمرية معينه، ويجب أن تصبح أعماله متاحة في وزارة التربية والتعليم للمراحل المختلفة، لأنه صاحب ثلاثية العدل والخير والجمال، فهو أعطى للرواية العربية لون خاص وتواجد عالمي بارز خاصة وقت حصولة على جائزة نوبل عام 1988، واطمع أن يوجد مؤتمر سنوي عن إبداعات لدوره في الحفاظ على الهوية الإبداعية.
كما أوضحت الدكتورة فاتن حسين، أن نجيب محفوظ يجب أن يكون أساس المنهاج لما له من إبداعات وقصص قصيرة لن تعوض، مضيفةً: "لو روايات نجيب محفوظ مدرستش هيهتموا بإيه تاني في المناهج التعليمية اللي تفيد الطلاب في جميع مراحلهم".
لو سردنا لكم كم الأعمال التي تفيد الطلاب لا نحصيها، نجيب محفوظ بدأ حياته بالقصص القصيرة والتي جميعها تدرس لما تحتوي على مبادئ متعددة تفيد الطلاب في المراحل المختلفة، وقد كانت بداية حياته في قصص التاريخ، هذة المرحلة التي سميت المرحلة التاريخية الرومانسية، وبدأ أيضا بالروايات عن مصر القديمة مثل "عبث الأقدار وكفاح طيبة ورادوبيس".
وعلى الرغم من حبه للتاريخ المصري والاهتمام به إلا إنه لم يتوقف عنده، حيث بدأ في المرحلة الثانية وهي مرحلة الواقعية التي تضم أهم 5 روايات وهي "القاهرة الجديدة وبداية ونهاية وزقاق المدق وخان الخليلي والسراب" حيث تضمن فيها حالة مصر أيام الحرب العالمية الثانية وما بعدها وحقبة الاشتراكية التي أحبطت المصريين وقتها، فهناك الكثير والكثير يجب أن يخلد ويدرس لأبناء هذا لجيل.
وعلى سيبل الذكر أيضا الثلاثية الرائعة التي تضم الأجيال الثلاثة، وما يختلف فيها من عادات وتقاليد وأخلاق تتغير من جيل لأخر، وهذا ما يحتاجه أبناء هذا الجيل من مناهج، أما عن أولاد حارتنا كان فيها واقعية لن تعوض والتي بسببها اتعرض لمحاولة اغتيال عنما اتهموا بأنه يسخر من الدين، نجيب محفوظ هو من صنع القصص القصيرة والرواية الواقعية ويجب أن يكون سبب من أسباب تغير عقول هذا الجيل إلى الأفضل وتفتح عقولهم.
وأما عن رأي الدكتور عمر شهريار الناقد الأدبي، أن نجيب محفوظ قيمة لا تعوض ومشروع ضخم يجب الاستفادة منه حتى نهاية العالم، لم يكن هناك نموذج مثلة وبغض النظر عن جائزة نوبل حتى لو لم يحصل عليها فهذا لم ينتقص منه شيئا، ولو كان نجيب محفوظ في دولة أخرى لأصبحت أعمالة الأدبية جزء أساسي من العملية التعليمية، لكن من الأسف أننا لم نحتفٍ بالرموز الثقافية، كما ينبغي.
فقد اختارت وزارة التربية والتعليم من وقت طويل رواية كفاح طيبة وقررتها على مرحلة معينة من الطلاب وهذه الرواية واحدة من بدايات نجيب محفوظ، ولا تمثل مشروعه الضخم بشكل حقيقي، حيث لم يتم الاختيار على الأسس التي تفيد الطلاب حيث كان من الأولى أن يتم اختيار رويات تدرس للطلاب للاستفاده منها مثل" ليالي ألف ليلة وليله والحرافيش"، وأن يتم تدرسها بشكل جيد بعيدا عن أسلوب التعليم العقيم، حتى الجامعات لا يوجد فيها اهتمام لتنمية عقول الشباب الذين هم بنية المستقبل، اتمنى أن تنظر وزارة التربية والتعليم إلى ما لدينا من كم هائل وعظيم من الرويات التي لن تكرر، والأخذ بيها بعين الاعتبار كجزء أساسي من العملية التعليمية.
أما عن رأي متطورين المناهج التعليمية فيتمنوا أن يكون أدب العالمي نجيب محفوظ جزء أساسي من العملية التعليمة، حيث أوضح الدكتور صلاح عرفة مساعد وزير التربية والتعليم لتطوير المناهج في الوزارة، أنه لابد من توظيف أدب نجيب محفوظ بصورة أكبر في العملية التعليمية، حيث يساعد على تفتيح العقول وتنميتها خاصة في العرض التاريخي، حيث قدم نجيب محفوظ بعض الحكم والأحداث التي توصف مصر أيام الحرب والاحتلال فلابد من تقديمها للطلاب.
وأشار الدكتور صلاح أن هناك في المدارس ما يسمى بالتربية المسرحية ممكن يستفيد من مسرحيات وقصص نجيب محفوظ وتقديمها بشكل مسرحي يستفيد منه الأطفال من خلال ما يقدمه من قيم، ولابد من توزيع الأدب، ولكن بطريقة سليمة من خلال إعادة النص والصياغة حتى تلائم كل الأعمال والمراحل التعليمية، فهناك استفادة كبيرة جدا من خلال الأدب في مناهج اللغة العربية والدراسات الاجتماعية، حتى المكتبات يجب أن يتم تزويدها بالقصص والكتب التي يحتاجها الطلاب في المراحل المختلفة، فأدب نجيب محفوظ متنوع ويمكن الاستفادة منه بشكل كبير جدا، فهناك ما يسمى بحركة تنشيط الأدب العالمي للطفل الذي يتم من خلاله استخدام الروايات والقصص وتبسيطها بشكل يناسب الأطفال، وهذا ما يمكن أن نفعله مع صغارنا أيضا في المدارس.