السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تفاصيل لقاء السيسي ونظيره السنغافوري.. الرئيس يشيد بمواقف سنغافورة الداعمة لإرادة الشعب المصري ويدعو لزيادة استثماراتها بمصر.. و"تان" يشيد بإنجاز قناة السويس الجديدة ودور الأزهر في محاربة التطرف

السيسي ونظيره السنغافوري
السيسي ونظيره السنغافوري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم الاثنين بنظيره السنغافوري "توني تان" وذلك بمقر القصر الجمهوري، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي للرئيس السيسي وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلام الوطني للبلدين.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السنغافوري رحب بنظيره المصري، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تعد الأولى لرئيس مصري إلى بلاده، معتبرًا إياها بمثابة انطلاقة كبيرة للعلاقات بين البلدين.
وأشار الرئيس السنغافوري إلى أن الزيارة تتزامن مع احتفالات سنغافورة باليوبيل الذهبي لإقامتها، منوها إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي اعترفت بسنغافورة وساعدتها على الانضمام لحركة عدم الانحياز، كما أن السفارة السنغافورية بالقاهرة تعد أقدم بعثة دبلوماسية لسنغافورة على مستوى العالم، وهو الأمر الذي يعكس عمق علاقات التعاون بين البلدين والشعبين الصديقين.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أعرب عن شكره وتقديره للرئيس السنغافوري على حفاوة الاستقبال والأجواء الإيجابية التي تسود الزيارة، مشيرًا إلى حكمة القرار المصري بالمبادرة إلى الاعتراف بسنغافورة في ستينيات القرن الماضي، مشيدًا بالتطور والتقدم الذي تحرزه البلاد، ومتمنيًا للشعب السنغافوري مزيدًا من الرخاء. 
كما أشاد الرئيس بالمواقف السنغافورية الداعمة لإرادة الشعب المصري وخياراته الحرة، وكذا بالمشاركة الفاعلة لسنغافورة في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ وافتتاح قناة السويس الجديدة.
ومن جانبه، أشاد الرئيس السنغافوري بمشروع قناة السويس الجديدة وإنجازه في زمن قياسي خلال عام واحد فقط، وهو الأمر الذي اعتبره الرئيس السنغافوري دليلًا على قدرة الشعب المصري على العمل والإنجاز وكذا ثقته في حكمة القيادة السياسية المصرية. وأشار "تان" إلى أن قناة السويس الجديدة تُعد بحق هدية مصر إلى العالم نظرًا لدروها المحوري في تيسير حركة الملاحة الدولية.
وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس أشار إلى تطلع مصر للاستفادة من الخبرة السنغافورية في عدد من المجالات، ومن بينها تحلية ومعالجة المياه وتطوير الموانئ، منوهًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد العديد من المشروعات التنموية التي ستنفذها مصر، ومن بينها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، التي تضم ستة موانئ، إضافة إلى تقديم الخدمات اللوجستية، وإنشاء عدد من المناطق الصناعية في البحر الأحمر ومنطقتيّ العين السخنة وشرق بورسعيد. 
ورحب الرئيس بالاستثمارات السنغافورية في مختلف المشروعات المطروحة، حيث استعرض الإجراءات والتشريعات التي اتخذتها وأصدرتها مصر مؤخرًا من أجل جذب الاستثمارات وتهيئة المناخ المناسب لذلك.
وأعرب الرئيس السنغافوري عن تطلع بلاده للعمل والاستثمار في مصر، منوها إلى أن لقاء الرئيس المقرر عقده اليوم مع رجال الأعمال السنغافوريين يُعد فرصة مناسبة للتعريف بالإجراءات التي اتخذتها مصر لجذب المزيد من الاستثمارات، ومشيرا إلى خبرة بلاده في مجال إنشاء وإدارة الموانئ، وكذا في مجال تحلية ومعالجة المياه التي كانت تعتمد سنغافورة على دول الجوار لتوفيرها وأضحت الآن تحقق اكتفاءً ذاتيًا عبر التكنولوجيا الفائقة لتحلية ومعالجة المياه.
وعلى صعيد التعاون في مجال التعليم، أشاد الرئيس السنغافوري بالدور المحوري الذي يقوم به الأزهر الشريف في تعليم الطلبة السنغافوريين، حيث يدرس به حاليًا نحو ثلاثمائة طالب سنغافوري، مثنيًا على دور خريجي الأزهر السنغافوريين، وفي مقدمتهم مفتي سنغافورة، في التعريف بصحيح الدين الإسلامي ونشر قيم الاعتدال والوسطية والتسامح في المجتمع، وهو الأمر الذي يساهم بفاعلية في مكافحة الفكر المتطرف ويحصن الشباب ضد خطر الانضمام للجماعات الإرهابية والمتطرفة. وفي سياق متصل، أشاد الرئيس السنغافوري بدعوة الرئيس إلى تصويب الخطاب الديني، مثنيًا على موقف مصر القوى في مكافحة الإرهاب وجهودها المبذولة من أجل دحره والقضاء عليه.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد أهمية قيمة التعايش السلمي وضرورة التصدي بقوة وفاعلية للإرهاب، أخذًا في الاعتبار آثاره المدمرة فكريًا واقتصاديًا، مؤكدًا أن أعمال العنف والقتل والتخريب هي أبعد ما تكون عن قيم الإسلام السمحة النبيلة التي تحض على الرحمة والتسامح وقبول الآخر. وأعرب السيد الرئيس عن استعداد مصر للتعاون مع سنغافورة في مجال تدريب وتأهيل الأئمة وعلماء الدين من خلال الأزهر الشريف ليتمكنوا من توجيه الشباب نحو الاتجاه السليم والاستفادة من طاقاتهم في مختلف المجالات المفيدة للمجتمع.
من جانبه، أعرب الرئيس السنغافوري عن توافقه مع رؤية الرئيس بشأن مكافحة الإرهاب وأهمية التعايش السلمي منوهًا إلى أن بلاده تستوعب العديد من الديانات والثقافات وتحرص على التعاون وتحقيق التوافق المجتمعي، مشيرًا في هذا الشأن إلى أهمية الدور الذي يقوم به مركز الوئام الديني الذي زاره أمس الرئيس.
وأضاف أن مكافحة الإرهاب يتعين أن تتم من خلال استراتيجية شاملة لا تقتصر على الجوانب الأمنية فقط بل تمتد لتشمل أيضًا الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وإعادة تأهيل المجتمع ليغدو أكثر تسامحًا. وأكد "تان" أهمية تعزيز التعاون والتواصل بين المؤسسات السنغافورية ونظيراتها المصرية في مختلف المجالات.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس وجّه الدعوة إلى الرئيس السنغافوري لزيارة مصر، وهو الأمر الذي رحب به الرئيس السنغافوري، معربًا عن تطلعه لإتمام الزيارة للتعرف عن قرب على التجربة المصرية والإطلاع على التقدم الذي حققته مصر خلال العام الأخير، ولاسيما على الصعيد الاقتصادي.