السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الشيماء إسماعيل: أنقذ نفسك أولًا قبل أن تكون "سوبرمان"

الدكتورة النفسية
الدكتورة النفسية الشيماء إسماعيل رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تدخل الآخرين في حياتنا بصورة مبالغ فيها سواء بالفضول او الشفقة لا يزيد المشكلات إلا سوءا وخاصة في ظل من ألبسوا أنفسهم دور "المنقذ" السوبر مان فهل ننساق وراء أوهام هؤلاء الأشخاص؟
تقول الدكتورة الشيماء إسماعيل رمضان بمستشفى دميرة للصحة النفسية وما الدنيا إلا مسرح كبير "هكذا قالها القدير يوسف بك وهبي فكلنا خلقنا لنؤدى أدوارنا المقدرة لنا حتى وإن اخترناها ، لكن بعضنا ﻻ يتحمل القيام بدوره الحقيقي الذى قدر له فلماذا؟ ربما لأن هؤﻻء البشر يجيدون الهروب وتزيينه بمسميات عديدة وربما لأن البيئة فرضت عليهم أدوارا لم يطلبوه.
لنجد نفسنا أمام نوعية من البشر تلبسوا دور المنقذ وهما نوعان "نوع حقيقي وأخر زائف والنوع الثاني هو من يلعب هذا الدور هروبا من دوره الذي خلق له فيتمتع بحضور طاغ ويجيد لغة النصائح والكلمات الموجهة وغالباً يكون حسن السمعة طيب المعشر لأنه متلون ويرضى الجميع ويرضى بالجميع! هو يرى نصفك فقط يرى منك الجزء الذي يخدم دوره و يغذيه فينقسم تابعيه لضحايا او جناة، بارع في لعب دور الأم السلبية التى تحمى دون أن تحمل ابنها المسئولية يتحدث كثيراً مع الضحية عن العالم المثالى الغير موجود ويعطي للضحية دور البطولة لأنها تحملت وضحت باعتبارها الكائن الذي وهب الحياة للآخرين على حساب حياته بل ويمجد أيضا في الوضع الكائن كنوع من المسكن متناسيا ان وجود الألم شرطا اساسيا وحتميا في التجربة الإنسانية لحدوث التغيير؟ فيقنع الضحية بثقة زائفة ويثنى على بطولة لم تنجيها ويحفز رضاها بالمعاناة كاختيار دائم لما بقى لها في حياتها .
المنقذ الزائف يلعب دور "السوبر مان" الإنسان الذي ﻻ يغضب لنفسه ابدا ولكن يجيد الغضب لغيره .
لذلك وجب أن نقول أن المنقذ الزائف هو في الأصل ضحيه لذلك عليه إنقاذ نفسه أولا فلغة النصائح بين الناس اصبحت تزيفنا و تخرج منا ما ليس مناسب للموقف لذلك المنقذ الحقيقي هو الذي خلقه الله لإستقامة الحياة كدور الرسل والوعاظ والأطباء فكان عليهم أن يؤلموا الناس ويحملوهم مسئولياتهم الحقيقية فالمنقذ الحقيقي ينقذ نفسه قبل انقاذ الأخرين فلا يجعل من النصائح تجارة و سلعة للعالم المثالى بل يغير الناس بالمعايشة والتجربة بين الخطأ والصواب بأسلوب مرن ليس بجامد.
ومن هنا نقول لكل من يعيش دور المنقذ مجبرا أو باختياره أحيى نفسك بصدق وشرف وانقذ نفسك أولا وثانيا وأخيرا.