الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ماري شيلي.. المرأة المجاهدة صانعة فرانكنشتاين

ماري شيلي
ماري شيلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ماري شيلي، التي عاشت حياة غير مستقرة، إثر وفاة أمها عقب ولادتها، واضطر أبوها للزواج من أخرى تكرهها، وعانت الأسرة من ظروف مادية صعبة، ورغم سعة اطلاعها على الفلسفة والآداب، إلا أنها لم تتلقَّ تعليما نظاميًا، واكتفى والدها بتعليمها الكثير من المواد الدراسية بنفسه، فكان يأخذها في نزهات تعليمية، وأتاح لها فرصة الاطلاع على مكتبته، ومقابلة الكثير من أصدقائه المفكرين.
ولدت الروائية الإنجليزية ماري شيلي في مثل هذا اليوم 30 أغسطس من العام 1797، وتوفيت في فبراير 1851، وهي زوجة الشاعر بيرسي بيش شيلي، وكان والدها الكاتب والمفكر ويليم جودوين، ووالدتها الكاتبة ماري وولستنكرافت، إحدى المدافعات عن حقوق المرأة.
وكان زواجها صعبا كذلك، إذ التقت ماري بالشاعر والفيلسوف المتطرف بيرسي شيلي في ظروف غير ملائمة؛ فقد كان متزوجًا، وكانت أسرته الأرستقراطية غاضبة عليه بسبب آرائه الاقتصادية المتطرفة، وبعد لقائهما انفصل شيلي عن زوجته، ليهرب مع الفتاة الجامحة التي تربّت في بيت يؤمن بحرية المرأة، والتي لم يكن المجتمع الأوروبي يعترف بها في ذلك الوقت، وسافرا بطول أوروبا، حتى استقرا في إيطاليا، وتحت وطأة الضغوط انتحرت زوجة شيلي، فتزوج الحبيبان أخيرًا، لكن أسرته لم تعترف بذلك الزواج.
كان الشاعر الثائر يشجع زوجته ماري على الكتابة، فبدأت ماري كتابة أولى رواياتها عام 1818، وهي "فرانكنشتاين أو بروميثيوس الحديث"، والتي تنتمي إلى نوع الرواية القوطية المغلفة بأجواء الرعب والغموض، وتدور حول قصة العالم السويسري فرانكنشتاين الذي يصنع شخصًا من أشلاء متفرقة، ويكون الناتج في منتهى البشاعة، إلا أنه يتمتع بصفات الإنسان كلها، بل ويتجاوزها إلى حد الكراهية لصانعه، ما يقودهما إلى الهلاك في النهاية.
ومع أن شهرة ماري تقوم على هذه الرواية، إلا أنها كتبت روايات أخرى لا تقل عنها من حيث القيمة الأدبية، منها الرواية التاريخية "فالبِرغا، أو حياة ومغامرات كاستروشو أمير لوكّا"، و"الرجل الأخير"، كما كتبت أيضًا في أدب الرحلات "تاريخ جولة من ستة أسابيع" بالتعاون مع زوجها، تروي فيها قصة هروبهما معًا والتجوال في قارة أوربا قبل الاستقرار في إيطاليا، و"التسكع في ألمانيا وإيطاليا".
وبعد وفاة زوجها عادت ماري إلى المعاناة من عدم اعتراف المجتمع بها، ولم يساندها إلا أبوها رغم حالته المادية المتعثرة، وحاولت جمع قصائد زوجها وكتابة سيرته، لكن أسرته منعتها وهددت بوقف الإعانة الضئيلة التي كانت تحصل عليها لرعاية ابنها من شيلي، فكانت تساعد أصدقاءه سرًّا.
حاولت ماري أن تساعد نفسها بقلمها، فكتبت رواية حظوظ بيركن وربيك، ولدور، وفولكنر، وشاركت في خمسة مجلدات عن حياة كتاب إيطاليين وإسبان وبرتغاليين لموسوعة مجلس الوزراء، كما كتبت القصص القصيرة لمجلات نسائية.
وتبقى حياة ماري شيلي لغزًا في ذلك العصر، فلم تكن المناداة بحقوق المرأة أمرًا معتادًا في أوروبا، وقد أهداها والدها كتابه في الدفاع عن حقوق المرأة، والذي روى فيه سيرتها مؤكدًا فخره بابنته، ما لقي استهجانًا في إنجلترا حينها، إذ كانت النساء مجبرات على الكتابة تحت أسماء مستعارة، ولكنها تحدت كل ذلك، وحاولت جاهدة أن تعيش حياتها كما تريد، حتى ولو لاقت في سبيل ذلك رفض المجتمع.