الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"رابعة" و"الكوميونة" والمكايدة سياسية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتب عنها ماركس فى كتابه «الحرب الأهلية فى فرنسا»: «وكان سرها الحقيقى هو أنها كانت من حيث الجوهر، حكومة الطبقة العاملة، كانت نتاج كفاح طبقة المنتجين ضد طبقة الملاك. كانت الشكل السياسى الذى اكتشف أخيرا والذى كان يمكن أن يتم فى ظله التحرير الاقتصادى للعمل». أما بؤرة رابعة فقد تكونت من عصابة إجرامية استهدفت سحق إرادة الشعب المصرى الذى رفضها وهى التى سعت للسلطة حتى لو كانت على أجساد المصريين، ومنذ يومها الأول لم تضع برنامجا ينحاز إلا لجماعتها الإرهابية وبمراجعة لما كانت تطلقه عقيرة قيادات الاعتصام، وهم قيادات الجماعة وحلفائها لن يخرج عن التهديد والوعيد للشعب بالحرق والتفجير وسب الجيش والشرطة ووصفهم بأنهم جند «الطاغوت»، هذا الوصف الهزلى الذى يستخدمه تيارهم.
بينما كانت النساء فى كوميونة باريس يخاطبن الجنود الذين أرسلتهم الحكومة لضرب المعتصمين: «أتطلقون النار علينا؟ على إخوتكم وأزواجنا وأطفالنا؟ أنتم لن تطلقوا النار على الشعب». هل سمع أحد ممن عقد المقارنة مثل هذه اللغة الراقية الناضجة من نساء اعتصام رابعة اللواتى لم يشغلهن طوال العام الأسود الذى حكموا فيه مصر قضية أكبر من زواج القاصرات. ونتذكر المقاومة الشرسة لعزة الجرف القيادية الإخوانية ضد وضع أى مادة فى الدستور تمنع زواج القاصرات. ومن أقوالها المأثورة: «إن زواج القاصرات لا يستحق النقاش فى اللجنة التأسيسية للدستور التى لا يمكنها أن تحرم ما أحله الله»، وقالت إخوانية أخرى هى صباح السقارى «إن الفتاة فى سن ١٢ عاما يمكنها الزواج فلماذا نمنعها باسم مناهج باطلة مثل الليبرالية والعلمانية». 
ونتذكر من معارك الذين كانوا وكن فى بؤرة رابعة تلك الحرب الشرسة التى خاضوها فى عام حكمهم الأسود ضد وضع مادة فى الدستور تؤكد المساواة بين الرجل والمرأة. إن مثل هؤلاء لا يمكن أن يصنعوا حدثا عظيما مازالت البشرية تتعلم منه مثل كوميونة باريس، ولا أن يقودوا ثورة تهدف للعدل والمساواة والحرية والكرامة الإنسانية. فهؤلاء الذين لم يكن لهم من حلم لهذا البلد إلا حكمه وتحويله لخرابة ومسخ شعبه وصناعة أفغانستان وصومال جديدة اسمها مصر.
ليس من بين هؤلاء امرأة ولا رجل يدرك معنى الشعار الذى رفعته نساء ورجال الكوميونة: «نحن من حقنا الخبز والزهور أيضا».
هؤلاء الذين قطنوا رابعة كان من بينهم تلك الصارخة بغل يوشك أن يحرقها «هنولع فيكم» ومن نماذج نسائها «سامية شنن» التى سقت ضابط كرداسة «مية نار» عندما طلب أن يبل ريقه الجاف. هؤلاء ليس من بينهم نساء يدركن معنى الحرية ولا رجال يثورون من أجل نور العقل، فهم جميعا عبيد طاعة مرشدهم. ليس من بين هؤلاء امرأة يمكن أن تقف أمام المحكمة وتدرك معنى ما قالته «لويز ميشيل» -من قيادات الكوميونة: «لقد أرادت الكوميونة، قبل كل شىء، الثورة الاجتماعية والثورة الاجتماعية هى أعز ما أتمنى بل أكثر من ذلك. إننى لفخورة أننى واحدة من دعاة الكوميونة... وبما أنه لا حق لكل قلب يدق لأجل الحرية سوى رصاصة فإننى أطالب بنصيبى».
هذه كلمات امرأة اسمها لويز ميشيل وهى تواجه المحاكمة، فهل بين التيار الذى كان فى بؤرة رابعة من يفهم حتى معنى ما قالته أو يشعر به؟ لذا لا مجال للمقارنة وبكل تأكيد يعرف من قارن أن المقارنة مستحيلة ولكنه الغرض والمكايدة السياسية.