الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

زمن هبة قطب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليست المسافة بعيدة، وإنما نحن الذين نريدها بعيدة. 
لا عقود بين الحضارة والتخلف، لا آلاف الأميال تفصل بين التقدم والتأخر، وإنما هى الإرادة وحدها، والخضوع تحت راية العِلم. 
لا أجد وصلا بين كتب الفقه وعلم الجنس، ولا أتصور أن إنسانا يؤمن بالعِلم يمكن أن يسقط فى أفخاخ الكتب الصفراء ومقولات مالك والشافعى وجلال السيوطى مع كامل محبتنا واحترامنا لما قدموه. 
مِن هنا لا أجد حرجا أن أطلب من السيدة الأعلى مشاهدة فى بلادنا العزيزة أن تصمت ولا تدس أنفها ولسانها وشفتيها فيما لا علم لها به. شذرات ما تقوله الدكتورة هبة قطب الطبيبة الشرعية عن العلاقات الجنسية جريمة احتيال كاملة الأركان، لأنها لا تعلم سوى ما تحاول تسويقه تحت لافتات أقوال الفقهاء وعلماء الدين. 
الحكاية يا سادة أن السيدة المتربعة على شاشات منازلنا كمفتية للعلاقات الزوجية تدعى أن الخِتان لا يؤثر سلبا على الشعور بالنشوة لدى المرأة خلال العلاقات الجنسية، لكنها تنصح الناس بألا يختنوا بناتهم.
ونحن لا نعلم كيف لا تنصح بها ما دامت لا تأثير لها على العلاقة الجنسية للمرأة، وكيف تردد كلاما سكبوه جهلاء فى كتب الفقه منذ مئات السنين، مقدمة نفسها كعالمة جنس متخصصة. 
المفارقة فى الواقعة أن الطبيبة التى احترفت تجارة الإفتاء فى العلاقات الزوجية دون سند شرعى تنكر معلوما بالضرورة فى العلوم الجنسية، وتقول كثيرا إن الفقهاء يرون ويقولون رغم أن ذلك لا علاقة له بالفقه من قريب أو بعيد. 
والمؤسف أن السيدة التى تتكسب من الإفتاء ليل نهار فى الجنس وتحصل على أجور خيالية نظير ذلك مجرد قارئة لا علاقة لها بذلك التخصص النادر فى عالمنا العربى، وكما كشف لنا الكاتب المخضرم الدكتور خالد منتصر فإنها خريجة طب قسم تشريح، وأن الشهادة التى تدعى الحصول عليها فى علوم الجنس يمكن لأى شخص لا علاقة له بالطب أن يحصل عليها، لكنها لا تمنحها الحق فى فتح عيادة واستقبال الزبائن. 
إن دلالة الواقعة هى أن عقول الناس فى هذا الوطن مستباحة، وأن أدمغتنا مهيأة دائما لبث أى شىء وكل شىء من خلال شاشات التلفزة، لأنه لا رقيب ولا مراجع ولا مفتش خلف هؤلاء. 
لقد خدعنا سنوات طويلة برجل رقيق هادئ يقدم علاجا لكافة الأمراض بالأعشاب حتى اكتشفنا فجأة أن الرجل نصاب محترف، وأنه ليس لديه شهادة عليا. وقبله وبعده عرفنا معالجين بالقرآن وكاشفين للسحر ومفسرين أحلام كانوا يطلون علينا فى ثياب الواعظين وعلى خلفية آيات القرآن لننبهر وننجذب ونصدق، بينما كانت وجوههم موجهة وجهة أخرى هى وجهة الفلوس ونسب المشاهدة ونسب الإعلانات. 
مساكين نحن، نحلم بالتقدم والمدنية، ونسير كالقطيع خلف مَن يظهر التدين أو يسرقنا بعد أن يقول لنا: « قال الله، وقال رسوله عليه الصلاة والسلام». هذا تمامكم، أقصد تمامنا. والله أعلم. 

تأتى أهمية التحرك المصرى صوب روسيا لإقامة علاقات قوية معها باعتبارها أحد أقطاب العالم
على سبيل المكايدة قرر البعض أن يفتعل مقارنة بين بؤرة رابعة الإجرامية الإخوانية وكوميونة باريس (1871). رغم إدراكه وإدراكنا أن المسألة ليست أكثر من مكايدة سياسية.
كوميونة باريس جاءت عقب ثورة الشعب الفرنسى ضد اليمين والرجعية الحاكمة التى كانت تحكم فرنسا آنذاك، وفيها تم انتخاب حكومة ثورية لمواجهة الانهيار الاقتصادى والفقر والجوع والبطالة والاستغلال والاستبداد.