رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سيد قطب.. من تلميذ "العقاد" إلى دليل "داعش"

سيد قطب
سيد قطب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في صباح 29 أغسطس، قبل 49 عاما، نُفذ حكم الإعدام في سيد قطب، أشهر أعلام جماعة الإخوان الإرهابية، كان ذلك عام 1966.
المدة التي تقترب من نصف القرن، المارة على تنفيذ قرار الإعدام، لم تكن عاملًا محفزًا على نسيان القيادي الإخواني، فطول هذه الأعوام ساهم في بناء الأساطير من حوله مكونًا منه القديس والزعيم وصاحب الأتباع "القطبيين".
يعرف عن "قطب" تنظيره للفكر المتشدد، حتى بات كل من يتبع أفكاره يسمى، اليوم، بتيار "الصقور"، ويحمله البعض مسئولية سقوط جماعة الإخوان، معتبرين أن أفكاره التي تركها لاتباعه في الكتب هي السبب في دفع الجماعة الإخوانية بعيدًا عن السلمية. وراح الكثيرون لأبعد من ذلك واصفينه بالمنظر لتنظيم "داعش" الإرهابي، صاحب التفكير والجرائم الأعنف.
عمل "قطب"، أحد الشخصيات الأبرز في تاريخ الإسلام السياسي في مصر والدول العربية، في البداية كأديب، ثم مر بتحولات فكرية انتهت به إلى التطرف والإعدام، وشغل مناصب قيادية بجماعة الإخوان منها عضو مكتب إرشاد الجماعة، ورئيس لقسم نشر الدعوة ورئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمين.
حياته
ولد سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي في قرية موشا بأسيوط عام 1906، وانتقل إلى القاهرة في 1920، تلقى التعليم الابتدائي ثم الثانوي، بعدها انتقل إلى كلية دار العلوم، وتخرج فيها عام 1933.
عمل قطب بوزارة المعارف، ثم بعث إلى أمريكا لعامين، ونقل عنه القريبين منه أنه خلال العامين كان متجنبا الاحتكاك بأحد، وعندما عاد إلى مصر انضم لحزب الوفد صاحب التوجه الليبرالي، ثم تركه لينضم لجماعة الإخوان في 1950.
مع اندلاع ثورة يوليو، كتب سيد قطب مقالات تمتدح الحركة الجديدة، معتبرها الخلاص والحل لظروف البلاد، ومع توتر العلاقات بين الجماعة والثورة تراجع عن موقفه، وجاءت أزمة الإخوان مع النظام في 1954 مع محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والتي أعقبها إدخال الإخوان وأبناء تيار الإسلام السياسي السجون.
تحولاته الفكرية
بدأ "قطب" كأغلب شباب عصره، مهتما بالأدب مترددًا على صالون محمود عباس العقاد، ثم اتجه إلى الفكر الإسلامي، مع تطور الأوضاع السياسية وتأثر مصر بالحرب العالمية الثانية. وبدأت علاقته بجماعة الإخوان في 1946، وتوطدت بعد حرب فلسطين في 1948، واتجه بعدها إلى الكتابة في الأدب والتاريخ الإسلامي، مثل كتاب "العدالة الاجتماعية في الإسلام"، الذي أهداه لجماعة الإخوان التي صار من أهم أعضائها. تبعت هذه المؤلفات لـ"قطب" بكتابات أخرى شائكة تبحث في مفهوم الدولة الإسلامية، وتطبيق الشريعة، واعتبر بذلك "قطب" رائدا للفكر الحركي الإسلامي.
سجنه
بعد حادث المنشية طالته موجة الإطاحة بالإسلاميين وتحديدًا الإخوان المتهم الأول في الواقعة، حيث عرض على التحقيقات مع باقي قيادات الجماعة. وحكم عليه في هذه القضية بالسجن 15 عاما وتدخل الرئيس العراقي الأسبق عبدالسلام عارف لدى الرئيس عبد الناصر للإفراج عنه في مايو 1964.
وفي الجولة الثانية من صراع عبد الناصر مع الجماعة الإرهابية، عاد قطب إلى السجن في يوليو 1964، على خلفية اعتراضه على حبس شقيقه محمد قطب، وحُكم عليه بالإعدام مع سبعة آخرين من قيادات الجماعة، ونفذ فيه الحكم في 29 أغسطس 1966.