الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مستشار هيئة المحطات النووية في حواره لـ"البوابة": أمريكا وإسرائيل تقفان ضد "مشروع الضبعة"

إبراهيم العسيري أشاد بالدور الروسي الداعم لمصر

د. إبراهيم العسيرى
د. إبراهيم العسيرى مستشار وزير الكهرباء وهيئة المحطات النووي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
محطات جديدة على ساحل البحرين المتوسط والأحمر بتعاون مع كوريا الجنوبية وفرنسا
قادرون على تأمين مصادر اليورانيوم اللازم للمفاعل

أكد د. إبراهيم العسيرى مستشار وزير الكهرباء وهيئة المحطات النووية وكبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق، أهمية مشروع محطة الضبعة النووية لتأمين وتنويع مصادر الطاقة لمصر، مشيرا إلى أن الاتفاق مع الجانب الروسى على إقامة محطة نووية بالضبعة لا يغلق الباب أمام الدول التى لديها استعداد ورغبة فى التعاون مع مصر فى مجال الطاقة النووية، وفرق العسيرى بين العرضين الأمريكى والروسى لتنفيذ المشروع النووى مشيرا إلى أن العرض الأمريكى كان يشترط أن تخضع المحطة النووية وجميع المنشآت المصاحبة للتفتيش من قبل الدولة المنشئة، فى حين لا يشترط العرض الروسى إخضاع المحطة لرقابة أى جهة سوى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
■ ماذا عن تأمين مصادر الوقود النووى اللازم لتشغيل المحطات النووية؟
- مصر تمتلك العديد من مناجم اليورانيوم الذى يستخدم كوقود للمحطات النووية، ونستطيع أن نستخلص اليورانيوم من الفوسفات، وأيضًا يوجد اليورانيوم فى الرمال السوداء التى يتم بيعها بالشيكارة، هذا بخلاف إمكانية استيراده من الدول الإفريقية التى تربطنا بها صلة قوية جدًا، المراد من هذا أن مصدر الوقود النووى فى مصر متاح وعلى المشاع.
■ هل هناك أية عوائق فى تصنيع الوقود النووى فى مصر؟
- لا توجد عوائق وجميع دول العالم بينها منافسة فى تصنيع الوقود النووى، ومذكرة التفاهم التى وقعت بين الجانبين المصرى والروسى تضمنت الاتفاق على التدريب ونقل التكنولوجيا، والتى بها يستطيع الجانب المصرى إدخال الصناعة المحلية بنسبة متفق عليها فى المكونات الأساسية للمحطة النووية فى الضبعة، ومن المرجح أن تنشئ مصر مصنعًا لتصنيع الوقود عند إنشاء المحطة النووية الرابعة.
■ ما أهمية الشرط المصرى بإدخال الصناعة المحلية فى المكون الأساسى للمحطة النووية؟
- بالطبع هناك فرق بين الصناعة المحلية المستخدمة فى أى مجال، وبين الصناعة المحلية المستخدمة فى إنشاء محطة نووية، فالأخير يؤثر بالإيجاب على رفع جودة الصناعة فى مصر، بالإضافة إلى إدخال صناعات فى مجالات جديدة، وما يترتب عليه من خلق فرص عمل وبالطبع الحد من ارتفاع نسبة البطالة.
■ وما الصناعات التى لديها جاهزية المشاركة فى تصنيع نسبة المكون المحلى لمحطة الضبعة؟
- بالفعل قمنا بعمل مسح شامل على جميع المؤسسات الصناعية فى مصر، وجاءت النتيجة أن هناك العديد من المؤسسات الصناعية بالقطاعين العام والخاص منها ما يمتاز بجودة عالية، تمكنه من المشاركة مباشرة، ومنها ما يحتاج إلى برامج رفع كفاءة، وهناك ما تستعد الدولة لإنشاء خطوط إنتاج جديدة مخصصة لتغذية المحطات النووية، ومن أهم هذه الصناعات: الكابلات، والمواسير، وأجهزة التحكم الكهربى للمحطات النووية.
■ هل أغلقت مذكرة التفاهم التى وقعها الجانب المصرى مع نظيره الروسى الباب أمام الدول التى كانت تتنافس على تنفيذ المشروع؟
- الاتفاق مع الجانب الروسى على إقامة محطة نووية بالضبعة لا يغلق الباب أمام الدول التى لديها استعداد ورغبة فى التعاون مع مصر فى مجال الطاقة النووية، وهناك مواقع أخرى إضافية بخلاف الضبعة يجرى الآن عمل دراسات عليها بهدف إقامة محطات نووية بها.
■ هل تذكر لنا بعضًا من هذه المواقع؟
- هناك مواقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وأخرى على ساحل البحر الأحمر، ولكن الإعلان عن أسماء هذه المواقع سوف يتم فى حينه، تجنبًا لتعرض هذه المشروعات لمعوقات.
■ ما الدول التى لديها الرغبة والاستعداد للتعاون فى مجال الطاقة النووية مع مصر؟
- العديد من الدول التى لديها تجارب رائدة فى مجال الطاقة النووية أبدت رغبتها، وأعلنت عن نيتها واستعدادها للتعاون مع مصر، وعلى سبيل المثال لا الحصر، كوريا الجنوبية وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والصين.
■ هل ترى أن قرار إسناد تنفيذ المشروع إلى روسيا أضفى مزيدا من التوتر على العلاقات المصرية الأمريكية؟
- الميزة فى القرار هى خلق توازن جديد فى العلاقات الدولية المصرية مع جميع الدول، فيما كان الرئيس الراحل أنور السادات يقول إن ٩٩٪ من أوراق اللعبة مع أمريكا، وجاء «مبارك» على نفس النهج، ثم «محمد مرسى» نفس السياسة، ولكن «السيسى» أعلن أنه ليست هناك دولة بعد الآن تستطيع أن تستأثر مصر لحسابها.
■ وكيف تقرأ إعلان «السيسى» إشارة بدء المشروع فى حضور الرئيس الروسى «بوتين»؟
- أرى أنها خطوة جريئة جدًا.. ألغت السنوات العجاف منذ عام ١٩٦٤، فقد كان أحد أهداف حرب ١٩٦٧ تعطيل المشروع النووى المصرى، وعندما زار «نيلسون» مصر عام ١٩٧٤ اتفق على إنشاء محطتين نوويتين، وقبل توقيع العقد تم وضع شروط سياسية يعلمون مسبقًا أن «السادات» لن يقبل بها وتم إيقاف المشروع، وفى فترة الثمانينيات تم العمل مع الفرنسيين وجاءت حادثة «تشيرنوبل» شماعة لـ«مبارك» لإلغاء المشروع حرصًا على الشعب، أما الرئيس السيسي فهو قلبه على مصلحة بلده وعنده نظرة مستقبلية ربنا يوفقه.
■ كيف سينعكس التعاون بين الجانب المصرى ونظيره الروسى على الجانب المصري؟
- سوف يتم استخدام المحطات النووية التى سوف يقوم الجانب الروسى بإنشائها، وهم لديهم تجارب رائدة فى هذا المجال، وكانوا قد تقدموا بعروض لدول الخليج العربى لإقامة مثل هذه المشروعات، نظرا لما توفره من تكلفة عن المحطات التى تعمل بالغاز أو الفحم، ومن ضمن أهداف إنشاء المحطات النووية، التصدى لأزمة الفقر المائى التى تهدد دول المصب فى حوض النيل.
■ من يقف ضد امتلاك مصر لتكنولوجيا الطاقة النووية؟
- هناك أعداء لمصر من مصلحتهم ألا تمتلك تكنولوجيا الطاقة النووية، خشية أن يتم توظيفها عسكريًا، ولديهم أبواق فى الداخل تظهر نواياهم فى بعض المقالات فى الصحف الخاصة، على الرغم من أن مصر أول دولة فى الشرق الأوسط تنادى بخلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وهناك عراقيل كثيرة ضد أن يتم تنفيذ المشروع النووى المصرى، ومعروف من أين تأتى العراقيل.
■ هل تقصد إسرائيل وأمريكا؟
- بالطبع.. إسرائيل لديها ٢٠٠ رأس نووى، ولديها الصواريخ التى تحمل هذه الرؤوس والغواصات والطائرات التى تحمل هذه الرؤوس النووية، ومع ذلك لم تتعرض لأى ملاحظات من الغرب.
■ هل هناك مقارنة بين العرض الأمريكى والعرض الروسى لإقامة المشروع؟
- لا توجد مقارنة، فيما قبل كان العرض الأمريكى يشترط أن تخضع المحطة النووية للتفتيش من قبل الدولة المنشئة، وليس ذلك فقط بل تخضع جميع المنشآت المصاحبة للمحطة للتفتيش، وذلك بعيدًا عن تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة التى سوف تخضع لتفتيشها المحطة النووية المصرية فى الضبعة مع الشريك الروسى، ومن جانب آخر يتمتع الروس بمزيد من المرونة فى التمويل اللازم لإنشاء المحطة النووية، حتى أنهم تقدموا بعرض إنشاء المحطة وبيع الكهرباء المنتجة منها ثم بعد ذلك يبدأ الجانب المصرى فى سداد قيمة التكلفة.
■ لماذا وقع الاختيار على الجانب الروسى لتنفيذ المشروع دون غيره؟
- على الجانب العملى والعلمى الروس لا يبخلون فى نقل التكنولوجيا، أما الآخرون ينقلون المعلومات بمقابل، وعلى الجانب السياسى الروس ليس لديهم ميول استعمارية أو هيمنة، على العكس مع الدول الأخرى التى إن لم تستعمر بقوة السلاح تستعمر بالقوة الاقتصادية أو بعمل الفُرقة الداخلية بين المواطنين، وأكبر دليل ما آل إليه الشرق الأوسط الآن، ويكفى مصير العراق وسوريا وليبيا.