الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عم أحمد "الدليفري" يتحدى السرطان: "هشتغل لحد ما أموت"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ابتسامة هادئة.. وجه أسمر.. نظارة طبية تخفى عينين أنهكهما المرض.. إلا أنهما احتفظتا بالقوة وتحلتا بالصبر.. هاتفه المحمول لا يكف عن الاتصال.. يتلقى الطلبات وينفذها كأنها أوامر لا رجعة فيها.. لا يعرف زبائنه إصابته بالسرطان، بعدما طرد من عمله، وينتظر الآن أن يرن هاتفه المحمول ليعرف كم جنيهاً سيحصل عليه فى نهاية اليوم.
كان محاسبا حتى هاجمه من لا يبقى ولا يذر، أصيب بالسرطان فطرد من عمله بحجة «المعاش المبكر»، لم تشفع له سنوات العمل الطويلة التى تجاوزت ٢٥ عاما، كما لم يشفع له عمره الذى تجاوز الواحد والخمسين، فقرر «عم أحمد» أن يتعامل مع الوضع الجديد، لن يرضى أن يتحول إلى متسول، وإنما يرى نفسه رجل أعمال يدير شركته الخاصة.
يشرح «عم أحمد» كيف بدأ مشروعه الصغير: «جبت ٣ أرقام علشان أسهل على الناس تتصل بيا، وواحد صاحبى عملى صفحة على الفيس بوك، وحط عليها الأرقام، وكتبنا عليها عم أحمد لتوصيل طلبات، يسعدنى خدمتكم، مكنتش عارف أن الموضوع هينجح ولا لأ، يعنى مين اللى هيدفع فلوس علشان أنزل أشترى له حاجة، وأجيب له طلبات للبيت، لكن تفاجأت إن الناس ما صدقت، وبقت عايزة أى حد يخلصلها المشاوير، طبعا لإن النزول بقى صعب والجو حر».
«أنا عارف إنى أكتر واحد المفروض أقعد فى البيت وأخاف من الحر»، قالها بعد أن تغيرت ملامح وجهه وظهرت عليه علامات المرض التى يحاول إخفاءها، يقول: «ما عنديش رفاهية إنى أقعد فى البيت، وأستنى حد يخدمنى زى ما بخدم الناس، خلاص اترفدت من شغلى، وقالوا لى هنطلعك معاش مبكر، علشان تستريح مكنوش يعرفوا إنهم بيتعبونى أكتر، فى أيام مبقدرش أنزل فيها ولا حتى أرد على التليفون لكن بفكر نفسى، إن ولادى لازم يكملوا تعليمهم مهما كان اللى هقابله، وحتى لو زاد المرض عليا».
ويكشف «عم أحمد» سبب نجاحه: «معظم الناس دلوقتى بتكسل تنزل من البيت وبترضى إنها تشترى حاجات من على النت رغم إن جودتها قليلة وسعرها غالى، وأنا بضمنلهم حاجات كويسة يعنى بشترى خضار، فاكهة، ولحوم، وبوصلها لحد صاحبها مقابل ١٥ جنيها، لو كنت هركب مترو، أنا معنديش عربية ولا أى مواصلة خاصة، أنا بستخدم المواصلات العامة، وعلى حسب المنطقة بيكون الحساب، وبيوصل لحد ٤٠ جنيها لو كان المشوار بعيد».
« ١٠٠ جنيه أو ١٢٠ جنيها» هذا هو أجر عم أحمد عن الخدمة فى يوم واحد، ويوضح: «لو الزبون عايزنى اليوم كله، يعنى يبعتنى مصلحة حكومية مثلاً أخلص ورق، وأجيب طلبات، وأفضل معاه اليوم كله هيدفع ١٠٠ جنيه أو ١٢٠ حسب نوع الطلبات اللى طلبها منى، والمبلغ ممكن ميكونش كبير عند ناس لكنه مهم عندى، وبيكفى جزء من مصاريفى».
«الطلبات الوهمية».. مشكلة واجهت «عم أحمد» أثناء عمله، فيتصل به بعض الأشخاص ويطلبون بعض الأشياء على عنوان وهمي، فيذهب تعبه هدرا: «فيه ناس مش عارف إيه هدفهم إنهم يأذونى، بيتصلوا ويطلبوا حاجات وبروح ملاقيش العنوان، ويقفلوا رقمهم، ويبقوا ضيعوا عليا وقت وجهد وفلوس، إنما أنا مش هيأس، ولا يجيلى إحباط بسبب الناس دى، وعارف إن ربنا مش هيضيع تعبى على الفاضى».