قال مراقبون سياسيون، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه منصبه في مايو الماضي يعمل جاهدا لتنويع العلاقات الإستراتيجية في البلاد مع القوى الخارجية والتخلي عن الولايات المتحدة.
وأبرزت صحيفة تركيش ويكلي التركية أن الولايات المتحدة تخلت عن مصر بعد الثورة ضد محمد مرسي في عام 2013، وتلك كانت فرصة جيدة للسيسي للبحث عن حلفاء أقوياء وشركاء جدد من شأنهم أن يساعدوه على استعادة الاتزان السياسي مع مصر.
وأضافت الصحيفة، وطبقا لمحلل وكالة أنباء شنخوا الصينية في القاهرة، صادق الصديق أن العلاقات المصرية الأمريكية قد ساءت أكثر عندما علقت واشنطن المساعدات الاقتصادية والعسكرية لمصر في عام 2013، وهذا خلق حالة من عدم الثقة بين البلدين، مضيفا أن روسيا والصين أصبحوا البدائل للولايات المتحدة".
وفي نفس السياق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع السيسي أن بلاده عازمة على إنشاء منطقة صناعية في مصر، وتقديم الخبرة الروسية في مجال بناء محطات الطاقة النووية لهذا البلد الشمال إفريقي.
وشددت الصحيفة إن زيارات السيسي المتكررة إلى روسيا هي مؤشرات إلى استعداد مصر لتوطيد علاقاتها وخلق مزيد من التعاون مع روسيا في إطار السياسة الخارجية لمصر، على أمل تحقيق التوازن بين علاقاتها مع القوى العالمية.
كانت مصر واحدة من أقرب حلفاء روسيا لعقدين من الزمن بدءا من 1950s، تحت قيادة الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر.
ومع ذلك، جمدت العلاقات بين البلدين في 1970 عندما تحول الرئيس السابق أنور السادات سياسة مصر الخارجية والمواءمة العسكرية تجاه واشنطن بعد وقت قصير من الحرب المصرية 1973 مع إسرائيل.
وقال الصديق إن التعاون بين مصر وهذه الدول ينمو بشكل مطرد وسريع، وهذا ليس جيدا بالتأكيد لواشنطن التي تحاول أيضا إصلاح العلاقات مع القاهرة.
وقال الخبير أن واشنطن، على يقين أنه يجب عليها إصلاح ما تضرر وتغلق الأبواب أمام تكوين أي علاقات لدول أخرى أقوى من علاقتها مع الدولة المصرية.
وأضاف أن أمريكا لا يمكن أن توقف عجلة العلاقات الثنائية بين مصر وتلك الدول الكبرى لأنها وصلت بالفعل إلى مستويات كبيرة.
وأنهي الصادق حديثه قائلا: "لقد تغيرت سياسة مصر على يد السيسي، وهو ليس لديه أي مشكلة في التعاون مع واشنطن، ولكن في الوقت نفسه لن يعطي الولايات المتحدة فرصة للسيطرة على القرارات السياسية المصرية والاستراتيجيات.
