الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بين حبي لها وكرامتي.. أموت عشقا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
القارئ : م .أ . س - القاهرة
أنا شاب في أوائل الثلاثنيات، رزقني الله بوظيفة مرموقة وأحببت زميلتي في العمل وحاولت التقرب منها بشتى الطرق لأحظى باهتمامها وحبها، وبالفعل بعد مرور فترة على تعارفنا اعترفت بحبها لي؛ لكن مشكلتي تتلخص في أنها بدأت تفتعل المشكلات معي بدون سبب واضح ،كما لاحظت تغيرها المفاجئ في طريقة الكلام والتعامل، بالإضافة إلى أن أكثر ما يزعجني منها حديثها الدائم عن المعجبين بها ومن يطلبون ودها وهو ما جعلنى أسرع لخطبتها نظرًا لغيرتي الشديدة عليها.
وتقدمت لأخيها بالفعل ووعدني بإتمام الخطبة خلال شهرين، وفي هذه الأثناء سافرت حبيبتي إلى المصيف مع أسرتها وأخبرتني أنها قابلت أحد المتقدمين لخطبتها للتعرف عليه وقامت بسرد التفاصيل كاملة لي، فأحسست أنها بمثابة إهانة لي لكونها تجلس وتتعرف على رجل غيري لتختار بيني وبينه وترى أن ذلك ليس بالعيب، وتستمر في إخباري بقصص المعجبين بها نظرًا لجمالها الشديد، فماذا عساي أفعل، وهى لا تشعر بغيرتي عليها كرجل شرقي يحبها، وفي انتظار الارتباط بها رسميًّا؟

ريح قلبك – هدى زكي:

ذكرتني رسالتك بتلك الكلمات لمحمود عباس العقاد "إنّ حبا يا قلبُ ليس بمنسيك جمال الحبيب: حبٌ ضعيف ".
عزيزي صاحب الرسالة مشاعرك الجميلة بحاجة لطرف آخر يقدرها ويشاركك إياها ولا يقلل منك أو يضعك في كفة الميزان إن رجحت كفتك ظفر بك وإن رجحت كفة غيرك باعك في أول الطريق واستبدلك بأخر.
وللتعليق على رسالتك تقول الدكتورة النفسية الشيماء إسماعيل رمضان، بمستشفى دميرة للصحة النفسية: أتفهم غيرتك كرجل شرقي ولكن أنت بحاجة لإعادة النظر في علاقتك بهذه الفتاة منذ البداية، فالحب الحقيقي المبنى على الاختيار الحر الواعى ﻻ يبنى بمحاولة لفت انتباه الطرف اﻵخر ومحاولة إرضائه، إن الحب يا صديقي هبة الله في القلوب، نعم أن اﻻهتمام من لغة الحب ولكن الحب سيمفونية يقودها مايسترو له عصاتان وليست عصا واحدة، وفي حالتك فإن العصا الأخرى تعزف على لحن آخر، لذلك فأنا أشكك فى أن هذا الانجذاب متبادل، فإن من تراك وتحبك يا صديقي ليست في حاجه ﻻفتعال أزمات معك فما بالك وهى تقابل آخرين سواك بل وتعلمك بذلك!
من الواضح أن تعلقك بهذه الفتاة مبني على الانبهار بشكلها، وعندما تعرفت إليها عن قرب لم تجد فيها ونس روحك وﻻ ألفة لقلبك، لقد تسرعت جدا في تقييم مشاعرك تجاهها، وكما تعلم فـ"ليس كل ما يلمع ذهبا"، أما عنها فهى أحبت حبك لها المترجم في لهفتك عليها وسرعة استجابتك لطلباتها، أحبت تدليلك لجمالها، أرضاها عذابك وتوحدك في إشباع رغباتها، وعندما تقدمت لخطبتها كما أرادت لم يرضها ذلك؛ ﻻنها ﻻ ترى منك إﻻ ما تقدمه، ولو أنها رأتك بقلبها وعقلها ما استطاعت أن ترى غيرك.
أتفهم مشاعرك بالإهانة؛ ولكن ليس معناها أن تتسرع في تصرفك، بل أفضل أن تصارحها بما جال في قلبك دون خوف أن تخسرها، أخبرها بأنك تريدها ولكنك لن تقبل بان تكون " استبن" إن رأت من هو مناسب أكثر منك استغنت عنك وإن لم تجد رضيت بك وﻻ تحاول أن تستجديها، بل كن معها حقيقي المشاعر والواقع، فلا تزين نفسك بما ليس فيك لترضيها وﻻ تعدها بما ليس لديك، فقط كن انت واطلب منها أن تظهر حقيقة مشاعرها دون تلون أمامك وعدها أن تقبلها كما هى، فمن مصلحتك ان تكون صريحة معك، فان كانت احبتك وتريد أن تعطى فرصة لقلبها أن يراك كما أنت وحدك و يتفاعل معك أنت ﻻ مع اهتمامك بها أو غيرتك عليها ومشاعرك المتأججة تجاهها، وهنا أنا أقصد انت بكل ما فيك من عيوب قبل الميزات من ضعفك قبل قوتك من فشلك وخوفك قبل نجاحك وجموحك بدون كل ما تقدمه لترضي أنوثتها، فلتعط لك هذه الفرصة وإن رفضت ذلك أو صارحتك بأن ما أبهرها وجذبها إليك هو تعلقك أنت بها وأن عشقها لك كان عشقا لذاتها؛ لأنك تروى ذاتها، فسيغنيك الله عنها.
وتمنياتى لك بالبصيرة والأناةً .
للراغبين في مراسلة "ريح قلبك" يمكنكم عرض مشكلاتكم وتلقي الردود عليها من قبل المختصين عن طريق التواصل على البريد الإلكتروني التالي: raya7.albaak@gmail.com