الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إيران تتحدي مشاعر المسلمين بعرض "محمد رسول الله".. اليوم في "مونتريال"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعود اعتراضات المؤسسات الإسلامية على الفيلم الإيراني "محمد رسول الله"، والذي يبدأ عرضه اليوم في قاعات السينما الإيرانية، وافتتاح مهرجان مونتريال السينمائي بكندا، إلى الوقت الذي برزت فيه الفكرة عام 2012، حيث علّقت وزارة الخارجية السعودية بالقول "الإيرانيين يمزجون كثيرًا بين الديانة الإسلامية وتقاليد الفرس التي لا علاقة لها بالدين"، كذلك رفض شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي أكد فيه معارضته لأي عمل سينمائي يظهر صورة الرسول، قائلًا بأن ذلك يؤدي إلى "إنقاص من قيمته الروحية والدينية".
كانت فكرة مجيدي الذي عُرف في إيران بأنه مخرج هادئ، تتميز أعماله بقلة التكلفة رغم أنها تخرج بجودة تكفي للحصول على جوائز عالمية هي تعريف العالم بحقيقة الإسلام عن طريق نبي الإسلام، فهو يرى أن الصورة الخاطئة في الغرب تتعاظم يومًا بعد الآخر؛ وفي الوقت ذاته أراد أن يُحاكي الأفلام التي تناولت الأنبياء في تجسيد شخصية رسول الله.
ولم يجد في المذهب الشيعي الذي يتعامل بمرونة أكبر مع تصوير الأنبياء والرسل أي لمحة من الاعتراض، فتجسيد الرسول "ص" بوجهه وجسده موجود في الثقافة الفارسية؛ فمنذ عدة قرون ظهرت لوحات مخطوطة فارسية تصور ميلاد النبي كحدث نوراني ملائكي، كما تُظْهِر لوحة المعراج السماوي الموجودة في مخطوط من القرن الخامس عشر ملامحَ وجه النبي بوضوح كما يتخليونه، وظهرت ولكن مطموسة ملامح الوجه على مبنى من 5 طوابق وسط العاصمة طهران، بل إن صورة مُتخيَلة للنبي محمد وهو شابًا كانت متداولة بكثرة في إيران، وكانت تُطبع على الملصقات والكروت الدعائية والأعمال الفنية؛ وفي عام 2008 بدأ اتجاه رسمي إيراني لطمس معالم وجه الرسول، في أعقاب غضب السنة من الرسوم المسيئة للرسول.
وجدت فكرة مجيدي عن دعم إنتاج سلسلة سينمائية ضخمة عن سيرة النبي صدى لدى "بنيان المستضعفين"، وهى مؤسسة شبه حكومية إيرانية تمول أغلب المشاريع الثقافية الكبرى، ويتضمن المشروع ثلاثة أجزاء؛ يتناول الجزء الأول فيها أحداث عام الفيل، وطفولة النبي "ص" حتى بلوغه سن الثانية عشرة؛ وكان مجيدي بالفعل مُناسبًا لإخراج الجزء الأول؛ ليبدأ تصوير الفيلم الذي يتعرض للمحطات الرئيسية في مجتمع شبه الجزيرة العربية قبل ولادة النبي وأثناء وطفولته؛ وعرض عادات المجتمع الجاهلي مثل وأد الإناث، والصراعات القبلية، وهو ما وصفه مجيدي بالقول أنه بجانب إظهار النشأة والطفولة لإنسان عظيم، فإنه وضع هدف الفيلم محاولة الإجابة عن السؤال "لماذا كان من المهم أن يظهر الإسلام؟".
كان المحتوى التاريخي للفيلم يجب أن يكون دقيقًا للغاية، فقرر مجيدي كتابة سيناريو الفيلم بالتعاون مع كامبوزيا برتوي وحميد أمجد، واستعانوا بفريق كبير من الباحثين عمل على مدى ثلاث سنوات على دراسة المصادر الشيعية والسنية لحياة الرسول، وأشار مجيدي عندما تحدث لوسائل الإعلام عن كتابة السيناريو أن فترة طفولة النبي هي أكثر ما تتفق عليه الروايات السنية والشيعية، وأنه حاول تجنب أي شيء يمكن أن يثير الخلاف بين الفريقين؛ بعدها استعان بمدير التصوير الإيطالي فيتوريو أسطوارو، الحاصل على جائزة الأوسكار ثلاث مرات، وكانت إحدى مهامه الأساسية استخدام الضوء والظلال بشكل احترافي بحيث لا تظهر ملامح وجه من يقوم بتجسيد شخصية النبي في الفيلم، حيث أن هذا الموضوع شديد الحساسية لدى المسلمين السُنّة.
وكان الإيطالي الذي عمل قبلًا عام 2010 مع المخرج الجزائري رشيد بن هادي، قرأ كتاب عن الدين وتعرف على الإسلام قليلًا، الذي قال: "ما إن انتهيت من الكتاب حتى جاءتني رسالة تسألني وكأنني في حلم أو سحر، هل تريد العمل على تصوير الجزء الأول من ثلاثية عن النبي محمد؟"؛ وتم تصوير الفيلم في مدينة "نور" السينمائية في جنوب العاصمة طهران، وتم بناء نماذج لمكة القديمة، وسافر الفريق لتصوير مشاهد عام الفيل في جنوب أفريقيا، بعد أن رفضت الهند والمغرب إعطاء تصاريح لتصوير هذا المشهد.