الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد بيان الجامعة العربية.. هل ستنجح مقاطعة إسرائيل اقتصاديًا؟.. حسن: وسيلة ضغط فعالة والعقاب الأوروبي كان شديدًا.. بيومي: تأثيرها لا يُذكر والصوت العربي "مبحوح".. وعبد المتعال: تثير الرثاء قبل الضحك

بعد بيان الجامعة
بعد بيان الجامعة العربية.. هل ستنجح مقاطعة إسرائيل اقتصاديا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدرت الجامعة العربية تقريرًا أعده قطاع فلسطين حول حملة مقاطعة إسرائيل اقتصاديًا وعربيًا ودوليًا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أكدت فيه أن المقاطعة قد نجحت في بعض الدول الأوروبية والعربية وتسببت في إرباك الحكومة الإسرائيلية والتي سعت إلى إصدار قانون يمنحها مكانة اقتصادية خاصة تحميها من العقوبات، ولكن هل من الممكن أن تنجح هذه الحملة التى بدأتها منظمات المجتمع المدنى الأوروبي؟.. "البوابة نيوز" تقابلت مع خبراء الشأن الخارجى والدبلوماسيين والذين رأى بعضهم أن الحملة بالفعل حققت نجاحًا كبيرًا على الصعيد العالمى كما وصلت لبعض الجامعات الأوروبية بمقاطعة جامعات إسرائيل والمقاطعة الاقتصادية وهي لا تعنى مقاطعة إسرائيل نفسها ولكن منتجاتها التي تنتج من الأراضي المحتلة فقط وتنسبها لها، فيما رأى آخر أن المقاطعة لن تنجح لأن أمريكا تقف وراء إسرائيل وتدعمها اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا وفى مجلس الأمن أيضًا، مؤكدًا أن الحملة تثير الرثاء قبل أن تثير الضحك، فيما رأى فريق آخر أنه من الصعب أن تحدث مقاطعة جادة لإسرائيل اقتصاديًا وما حدث حتى الآن هو مقاطعة من جانب بعض الجامعات الأوروبية.. ونترككم مع آرائهم:


في البداية قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن هذه الحملة بدأتها منظمات المجتمع المدنى في الدول الأوروبية وخاصة في بريطانيا بناء على اقتناعهم أن المستوطنات الإسرائيلية قائمة على أراضٍ فلسطينية وبالتالى فإن إنتاجها لا بد أن يقال عنه أنه إنتاج فلسطينى وليس إسرائيليًا، وبالطبع فإن المستوطنات تصدره على أنه منتجات إسرائيلية، فقد نجحت المنظمات في صدور قرار من وزارة الزراعة البريطانية بأنه لا بد وأن يكتب على المنتجات القادمة من الأراضي الفلسطينية المحتلة "إنتاج فلسطينى" وبدأت هذه الحملة تنتشر في الدول الأوروبية وخاصة أن المستوطنات تنتج الكثير.
وأضاف حسن، أن الجامعات الإسرائيلية التي تكون عنصرية أو تقلل من شأن الفلسطينيين أو رفض حقوقهم فإن الجامعات الأوروبية بدأت في مقاطعتها ومنعت تبادل الأبحاث العلمية معها والمنح الدراسية، حتى في دول الاتحاد الأوروبي وهذا يعتبر نجاحًا، مضيفًا أن المقاطعة ليست لإسرائيل ولكن للشركات التي تعمل في المستوطنات، مؤكدًا أن أي خطوة تشعر إسرائيل بالعقاب هو شيء جيد، لأن إسرائيل لن ترتدع إلا بالعقاب، موضحًا أن أمريكا لن تضغط على الدول الأوروبية لمنع هذه المقاطعة، فالحملة وسيلة من وسائل الضغط إلى جانب الناحية المعنوية والسياسية التي تبين أن إسرائيل دولة ليست أمينة في عرضها للمنتجات التي ليست من إنتاج أراضيها.



ورغم نجاح حملة المقاطعة حسب بيان الجامعة العربية فإن هناك من يرى أنها لن تنجح، فقد رأى السفير كمال عبد المتعال، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هذه المقاطعة لن تأتى بأى نتائج ملموسة، كما أن مقاطعة أوروبا للمنتجات القادمة من الأراضي المحتلة ليس إجراء جادًا ولا تأثير له، واصفًا إياه بأنه هو ذر الرماد في العيون لخداع العرب والفلسطينيين وإظهار موقف أوروبا بأنهم محايدون لأنهم هم مَن زرعوا إسرائيل في المنطقة وهم من ساعدوها عسكريًا وإعلاميًا وسياسيًا ونوويًا في كل المناسبات، مؤكدًا أن المشروع الإسرائيلى هو مشروع غربى أمريكي في المنطقة يتولاه ويرعاه أوروبا وأمريكا كما أن مؤامرات الغرب وأمريكا كلها لصالح إسرائيل واضحة للعيان وغرضها كلها هو تفتيت الدول العربية، فالعراق دفع ثمن أنه يومًا ما هدد إسرائيل، وسوريا أيضًا حاليًا باعتبار أنها مركز المعارضة الجادة القانونية الرسمية لإسرائيل، رغم أن الواقع قد يكون شيئًا آخر، لكن على الأقل الناحية الرسمية قد تمثل المقاومة لإسرائيل وترى ماذا يحدث فيها حاليًا.
وأضاف عبدالمتعال، أن المقاطعة تثير الرثاء قبل أن تثير الضحك، فإسرائيل دائمًا ذكية في استغلال أي ظرف للحصول على مكاسب، مضيفًا أننا كعالم عربى ضعفاء ولسنا جادين ويوجد من بيننا من يسيء لنا ويتعاون مع أجهزة المخابرات الأجنبية، مستنكرًا وجود خلافات في الدول العربية، مضيفًا أنه علينا أن نجتهد ونعتمد على أنفسنا ونعالج مشاكلنا، مرجعًا هذا كله بسبب الجهل وعدم العلم وعدم الإسهام في الأبحاث العلمية مثل بقية دول العالم، فنحن وصلنا لمرحلة أننا لا نعرف أن نستعمل الموبايل الذي اشتريناه منهم، مؤكدًا أن المساعد الأول لإسرائيل اقتصاديًا وسياسيًا هي أمريكا.


وعلى صعيد آخر قال السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه من المستحيل أن تصدر الجامعة العربية بيانًا مثل هذا لأن مصر والأردن بينهما وبين إسرائيل معاهدات تمنع المقاطعة مع إسرائيل، مؤكدًا أن هذا قد يكون مؤتمرًا بالجامعة ليس له صفة رسمية، مضيفًا أننا نعلم أن هناك مقاطعة علمية من قبل الجامعات في أوروبا لإسرائيل وهناك مقاطعة أيضًا سياسية.
وأكد بيومى، أنه من الصعب أن يحدث مقاطعة اقتصادية لإسرائيل حتى أن المبادرة السعودية في عام 2002 جاء فيها أن يتم التعامل مع إسرائيل الأرض مقابل السلام، مضيفًا أن سوريا فقط هي التي تقاطع ولكن أين سوريا الآن.