الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مسئول كردي في حواره لـ"البوابة": تركيا تتاجر في "بترول داعش"

الملا رؤوف ياسين قال إن أنقرة تدعم الإرهاب

الملا رؤوف ياسين
الملا رؤوف ياسين رئيس قنصلية إقليم كردستان العراق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صفقة «أمريكية- تركية» للقضاء على الأكراد.. و«أردوغان» مراوغ
الجيش التركي لم يضرب أي أهداف لـ«تنظيم البغدادي»
قال الملا رؤوف ياسين، رئيس قنصلية إقليم كردستان العراق فى مصر عضو حزب الاتحاد الوطنى الكردستانى: «إن عقلية الرئيس التركى رجب طيب أردوغان «الإخوانية» دفعته إلى التمسك بالسلطة وعدم التنازل عنها، حتى إنه أراد أن يحول تركيا النظام رئاسى من أجل أن يحتفظ بسلطته غير عابئ بكل التغيرات التى تحدث فى المنطقة».
■ هل توجد صفقة بين الولايات المتحدة وتركيا فيما يخص المناطق الكردية؟
- نعم توجد صفقة أمريكية تركية تقضى بأن تفتح تركيا قواعدها وتشارك فى عمليات التحالف الدولى ضد تنظيم داعش، مقابل أن تتغاضى أمريكا عن ضرب تركيا للأكراد فى سوريا وجنوب تركيا، ونحن لا نلوم أمريكا، بل نلوم جارتنا تركيا التى استخدمت تلك الصفقة أبشع استغلال، إذ قامت بضرب المناطق الكردية فى سوريا «الجزيرة – عفريت – كوبانى» وقتلت مئات الأكراد.
■ ما السياسة التى ينتهجها أردوغان فى ظل هذه الأوضاع؟
- أردوغان مراوغ، فهو لا يريد القضاء على داعش، لأنه مؤمن بجماعات الإسلام السياسي، وحتى اللحظة يساعد ويأوى قيادات جماعة الإخوان المناهضة للحكم فى مصر، ويمد جماعات العنف فى ليبيا بالمال والسلاح، وحتى هذه اللحظة يساعد «داعش» ويوفر له بيئة حاضنة، فالجيش التركى لم يضرب أى هدف من أهداف داعش، وهناك تعاون لوجستي وعسكري، سواء من خلال تولى تركيا بيع البترول المستخرج من الأراضى التى يسيطر عليها «داعش»، أو من خلال السماح للتنظيم بالحصول على السلاح من خلال تركيا.
■ هل سينجح أردوغان فى التخلص من الأكراد؟
- القضية الكردية صامدة منذ مئات السنين فى وجه السياسة العثمانية «أجداد أردوغان»، ولم تمت القضية، بالعكس نحن نكسب أرضًا جديدة، ونرسخ لقواعد وقيم لم نحصل عليها من قبل، كل ما فى استطاعة أردوغان هو تدمير القرى أو قتل بعض العناصر الكردية.
■ ماذا عن سياسة «تجنيد التركمان» فى المناطق الكردية؟
- سياسة أردوغان تقضى بتفريغ المناطق الكردية من سكانها، من خلال تجنيد العرق التركمانى فى المناطق الكردية «تحت ذريعة محاربة داعش»، وذلك من أجل إحداث أزمة وحروب بين التركمان والأكراد، والأكراد يوافقون على إنشاء جيش تركمانى، ولكن فى مناطقهم العربية فى سوريا، وليس على حساب الأكراد سواء فى سوريا أو تركيا، ونحن لن نقبل أن يكون الجيش التركمانى «قوة مأجورة» تعمل لصالح تركيا.
■ هل أردوغان يريد إشعال «حرب أهلية» بينكم وبين التركمان؟
- للأسف، أردوغان فى السنوات الأخيرة «قامر وغامر» مغامرات كثيرة، خسرها جمعيا، فقد استعدى نظام بشار الأسد ولم يفلح، وغامر بمساعدة داعش فـ«قبح» وجه تركيا على المستويين الدولى والعربي، وانقلب عليه فى نهاية الأمر، ثم غامر بمساعدة جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وفشل.
مشكلة أردوغان الحقيقية أنه يعتبر نفسه مثل السلطان «سليمان القانونى» الذى تولى الحكم فى أوائل القرن السابع عشر، يأمر والكل يطيع، ولكن هذه السياسة لن تنجح.
■ هل تعتقد أن سياسة أردوغان ستسقطه فى النهاية؟
- الانتخابات البرلمانية الأخيرة فى تركيا أظهرت عجزا فى صفوف حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، فالحزب لم يستطع أن يربح المعركة، بل خسر مقاعد لصالح أحزاب أخرى مناوئة، كما أن هذه السياسة جعلت حلم الأتراك فى الانضمام للاتحاد الأوروبى تتحول إلى «أضغاث أحلام»، ليس هذا فقط، ولكن هذه السياسة جعلتهم يخسرون المنطقة العربية أيضا.
■ بعض المحللين يرون أن أردوغان يريد دفع الكرد لحمل السلاح للقضاء على حزب الشعوب الديمقراطية.. ما صحة هذه التحليلات؟
- أردوغان لن يستطيع القضاء على صلاح الدين ديمرطاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، فالرجل يحمل «حصانة برلمانية»، ورئيس كتلة لها ٨٠ مقعدا فى البرلمان التركى. والآن يسعى حالياً لسحب الحصانة البرلمانية من ديمرطاش من خلال القضاء التركى «المسيس» لصالح أردوغان، لتنفيذ سيناريو الجيش مع أربكان فى تسعينيات القرن المنصرم.
■ اتجاه الأكراد لحمل السلاح ينافى المصالحة التى حدثت بين عبد الله أوجلان وأردوغان؟
- المصالحة التى حدثت بين الزعيم الكردى عبد الله أوجلان وأردوغان، وقعتها المخابرات التركية مع قوات حزب العمال الكردستانى، وهذه مصالحة سرية، وتختلف عن قضية القضاء على صلاح الدين ديمرطاش.
■ أليست قضية الأكراد واحدة فى نهاية الأمر؟
- أتفهم وجهة نظرك، لكن أردوغان يريد وصم حزب الشعوب الديمقراطية بـ«الإرهاب» من أجل التخلص منهم، ولكننا نأمل أن لا تسير الأمور على هذه الشاكلة.
■ مع الدعوة لانتخابات جديدة فى تركيا هل يحصل الأكراد على نفس النسب الماضية؟
- أعتقد أن النسبة ستكون أكبر من مجموع الـ٨٠ مقعدا الذى حصل عليها حزب الشعوب الديمقراطية فى الانتخابات الماضية.
■ ما الذى يجعلك متأكدا؟
- بحسب معلوماتى وتحليلى للوضع، فإن تعامل رئيس حزب الشعوب الديمقراطية صلاح الدين ديمرطاش كان أكثر نضجًا ووعيا من أردوغان، فالرجل لم يفرق بين قتلى الجيش التركى وقتلى جيش حزب العمال الكردستانى، فهو بالنهار يزور ضحايا جيش حزب العمال الكردستانى، وبالليل يزور ضحايا الجيش التركى، لأنه يتصرف كمواطن تركى، بعكس أردوغان «الديماجوجى المزاجى» الذى تعامل مع الوضع بسياسة «خايبة».
■ هل يستطيع أردوغان الوصول بتركيا لنظام رئاسى؟
- لا أعتقد أنه يستطيع، النظم الرئاسية فى منطقة الشرق الأوسط «سيئة السمعة»، ناهيك عن أن نظام الشخص الواحد ليس مقبولا بين المواطنين، إن المسألة تتخلص فى أن أردوغان لا يريد ترك السلطة بسبب «عقليته الإخوانية»، ويأمل فى إعادة الانتخابات للسيطرة على مقاعد تسمح له بتشكيل الحكومة وتغيير الدستور لكنه لن يستطيع.