الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ومثل زوجك يباع بلا ثمن فمن يشتري؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
القارئة: ن. ن - القاهرة 

أنا امرأة متزوجة أبلغ من العمر 43 عاما٬ لدى ولد وبنت صغار٬ أعمل في شركة مرموقة٬ بدأت مشكلتي منذ ارتبطت بزميلي في العمل رغم ظروفه المادية المتعثرة وظروف عائلته الريفية الفقيرة وعدم التكافؤ بين الأسرتين في المستوى التعليمي والاجتماعي، إلا أنني أصررت على الزواج به وسط معارضة ورفض أهلي التام له بعد أن وصفوه بالبخل الشديد وتسلط أمه عليه٬ متهمين إياه بأنه سيتزوجني لاستغلالي وتحسين حالته المادية، ولكني لم ألتفت لعيوبه، وأعماني حبي له، وتكفلت بمعظم مصاريف الزواج.. وبعد زواجي منه ظهر لي الوجه الآخر الذي حذرني منه الآخرون فضربني في شهر العسل وتوالت المشاكل نظرًا لاختلافنا في كل تفاصيل الحياة، وكذلك سيطرة والدته الواضحة عليه.. وتفاقمت المشكلات عندما قررنا التقدم لإحدى الهيئات للحصول على شقة تمليك، فقرر أن تكون الشقة باسمه وليست مناصفة، وحاول إرغامي ليأخذ من مالي الشخصي، ويكمل المبلغ المطلوب، وعندما رفضت ضربني وأهانني٬ وأخذ كل المستندات التي تخصني، حتى وثيقة الزواج؛ ليمنعني من التصرف في شيء.. انفصلنا لفترة ثم تم الطلاق بعد ذلك لمدة ثلاث سنوات بعد زواج تسبب في تدهور صحة ابنتي النفسية؛ نظرًا لكثرة الخلافات، وجعلني أفتقد كل مشاعر الحب والرومانسية، وبعد وفاة والدي عدت لزوجي الذي كان يلح علي في العودة إليه، رغم معارضة أمي الشديدة، لكني أصررت على الرجوع هربًا من أن أعيش وحيدة بلا رجل، وبمجرد عودتي بدأت المشاكل من جديد٬ خاصة وأنه يعلم أنه لا ملجأ لي، وبدأ يضرب ابنتنا ضربًا شديدًا، ومع هذه الحياة الصعبة قررت أن أنجب طفلًا آخر وأنا في سن الـ 41؛ أملًا في أن يتغير الحال، ولكي أشغل ابنتي بأخ أو أخت يخرجها من حالة الاكتئاب التي تعيشها.. واكتشفت في هذه الأثناء أن الشقة التمليك التي حصل عليها من البنك كتبها باسم والدته ليمنعني من حقوقي أنا وأولادي.. وانتهى بي الحال الآن أن أعيش مع رجل لا أعلم عنه أي شيء سوى أنه يكرهني، وينتقد كل ما أقوم به، ودائما يقول لي "ياخدك ويريحنا منك".. فأصبحت إنسانة انطوائية ميتة بلا روح أتعجب ممن لا زالت لديهم القدرة على الضحك.. أنا في حيرة من أمري! هل سيكون الأفضل لأولادي أن يعيشوا بلا أب؟ هل سأصمد بمفردي وأتحمل أعباء الحياة ماذا أفعل؟


ريح قلبك – هدى زكي

يقول أنيس منصور عن الزواج: "سل مرة واحدة قبل ذهابك للحرب٬ ومرتين قبل سفرك بالبحر٬ وثلاثة قبل الزواج". عزيزتي صاحبة الرسالة لو أني مكانك لعلقت على ظهر رجل مثل زوجك لافتة مكتوب عليها "أبيعُه بلا ثَمن فمَن يشتري؟؟". رفقًا بنفسك يا سيدتي وبأطفالك، فليس هذا هو الزوج الذي تستقيم معه الحياة٬ عن أي وحدة تتحدثين وأنتي في كنف هذا الرجل تتجرعين يوميًّا كأس الندم والذل والخذلان٬ أية حياة تلك التي تنتظرينها لأطفالك في ظل والد لا يتكفل برعاية صغيريه لا ماديًّا ولا نفسيًّا لتجدي نفسك تقومي بدور الأب والأم في آن واحد٬ صفي لي تلك السعادة التي تبحثين عنها مع زوج يضرب ابنته ويهينها لدرجة أن تكرهه وتصاب بالاكتئاب، والله وحده أعلم بما سيسببه ذلك لها من عقد نفسية في المستقبل. أعلم أن قرار الانفصال ثانية صعب ومرير، ولكن يجب أن تنفصلي عن زوجك الآن الآن، وكفاك ما كان منه بالأمس، فأنت معه أو بدونه وحيدة بالفعل.. ولتعلمي أنك تتحملين أيضًا وزر ما آلت إليه الأمور بينكما؛ لأنك لم تستمعي لنصائح الأهل والأقرباء وتزوجتي هذا الرجل٬ وعندما وجدتي منه طبعًا سيئًا لم تتخذي موقفًا صائبًا لتصحيح مسار حياتك، ولكنك كمن "زاد الطين بله" قررت العودة إليه وإنجاب طفلك الثاني، وكأنك لم تكتفي بتعذيب طفل واحد لتأتي بآخر يشاركه نصيبه من الخذلان.. الكل يخطئ يا سيدتي ولكن علينا أن نتعلم من أخطائنا فلا نكررها وأنتِ أعطيتي زوجك العديد من الفرص، ولكنها جميعها باءت بالفشل٬ والزوجة التي تسمح لزوجها بضربها بهذه الوحشية وإهانتها واستغلالها بالاستيلاء على أموالها دون أن تعيد النظر في حياتها معه هي بذلك تعطيه صكًّا ذهبيًّا لتدمير حياتها وإلى الأبد.. لا تحزني ولا تبتئسي، فالوقت ما زال أمامك للعيش بهدوء وسلام وتصحيح مسار الماضي٬ اختاري قرار الانفصال وأنت واثقة أنك على صواب، ولا تعودي إليه مرة أخرى، فهذه الزيجة لم تُبْنَ على أساس سليم من البداية، واسلكي طريق النجاة بنفسك وبأطفالك، وبرغم طباع زوجك السيئة لا تتحدثي عنه إلا بكل خير أمام الصغار فصورته في اذهانهما مشوهة بما يكفي٬ ولكن احمدي الله أن وظيفتك المرموقة ومستوى عائلتك المادي المرتفع سيوفر لكِ عبء الحاجة المادية؛ لذلك قومي بتربية أطفالك بعيدًا عن هذا الجو المشحون بالغل والحقد والكراهية، وازرعي في نفوسهما حب الخير والمبادئ والأخلاق التي نشأتي عليها، ولا تسمحي لكائن ما كان بتسميم أفكارهما تجاهك، وعودي للحياة في كنف أهلك بالقرب من والدتك، دعيها تسعد بحفيديها ويسعدان بها.

اهتمي يا عزيزتي بعملك جيدا ولا تعتبريه مصدرا للرزق فقط ولكن لتحقيق الذات وإثبات انك مازلت قوية قادرة على النجاح فقوتك تنبع من داخلك وليس من المحيطين فلن تكفيكي قوة العالم أجمع وبداخلك كيان مهزوم مظلم ولكن النور ينبع من إيمانك بالله وثقتك بنفسك.
حددي اهدافك وانظري للمستقبل بقلب هادئ مستكين واجعلى تربية أطفالك هدف حياتك الأسمي وثقي دائما أنه رغم ذاك السواد الحالك سيبدل الله احوالك إلى الأفضل وما يدريك فقد يعوضك الله بالأفضل والأصلح لك لذلك لا تيأسي واحترمي كينونتك كإنسانة لها حقوق لا ينبغي أن تهان أو تصبح ذليلة تمسكي بحقك انت واولادك في حياة كريمة بعيدا عن زوجك المريض بالضعف وعقدة النقص الحرمان لا تهزمي نفسك واوقفي الآن مسلسل التنازلات الذي لم تجني منه سوى الابتزاز والمهانة وأخيرا أسال الله أن يسدد خطواتك ويمنحك القوة والسعادة.
للراغبين في مراسلة "ريح قلبك" يمكنكم عرض مشكلاتكم وتلقي الردود عليها من قبل المختصين عن طريق التواصل على البريد الإلكتروني التالي: raya7.albaak@gmail.com