الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالفيديو.. "الصالح طلائع" أول مسجد معلق يسبح في المياه الجوفية المختلطة بالقمامة.. والمسئولون "نايمين في العسل".. الأهالي: "لو كل أسبوع نظرة للقاهرة الفاطمية هنرتقي بآثارنا"

أول مسجد معلق يسبح
أول مسجد معلق يسبح في المياه الجوفية المختلطة بالقمامة.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ظاهرة لم تكن جديدة من نوعها في القرن الحادي والعشرين، تعاني آثار مصر الإسلامية من ظاهرة الإهمال الشديد، واستكمالًا للحملات الصحفية التي شنتها "البوابة نيوز"، تواصل اليوم الخميس، رصدها للآثار المتهالكة في شارع الدرب الأحمر.
الصالح طلائع، جامع تبلغ مساحته 1522 مترًا مربعًا، ويقع بميدان بوابة المتولي في باب زويلة بالدرب الأحمر، ويعتبر ثالث أكبر مساجد مصر بعد مسجدي أحمد بن طولون وعمرو بن العاص، إضافة إلى أنه أول مسجد معلق بني في مصر والثالث على مستوى العالم الإسلامي، ذلك لارتفاعه عن مستوى الشارع، كما أنه آخر مسجد بني في العصر الفاطمي، وقد تم الانتهاء من تشييده سنة 555 هــ 1160 م، والصالح طلائع بن رزيك هو من أمر بإنشاء الجامع في عهد الخليفة الفاطمي الفائز ثم الخليفة العاضد من بعده، إلا إنه أصبح مسجدًا جامعًا بعد إقامة أول صلاة جمعة فيه، والتي كانت بعد نحو مائة عام من بنائه في عهد السلطان المملوكي (عز الدين أيبك).

وفي عصرنا الحالي يعاني المسجد من مشاكل عديدة، أبرزها تدفق المياه الجوفية أسفل البنيان وبين جنباته وانتشار القمامة بمحيطه، ويشير المواطنون إلى أن المسجد تم ترميمه في عام 2007.
التقت "البوابة نيوز" مع بعض سكان المنطقة المحيطة بساحة المسجد، وقال عم فرغلي عبدالمجيد، العامل في المنطقة منذ 2001، إن السكان يلقون المخلفات يوميًا بمحيط الجامع، في غياب الوعي الأثري لديهم بأهمية تلك الأماكن التاريخية، موضحًا أن السبب في انتشار تلك القمامة هو عدم تسليم المحال المتواجدة اسفل الجامع لاصحابها بقرار من وزارة الأوقاف، معتقدًا أنه في حالة تسليم المحال لاصحابها ستختفي تلك القمامة بمحيط الجامع، مؤكدًا أن أعمال ترميم الجامع انتهت عام 2007، ولكن الآن لم نر أي ترميم للجامع خاريجيًا، على الرغم على أن المظهر الخارجي هام للمكان الاثري والتاريخي بالقاهرة الفاطمية.
وتابع عبدالمجيد، أن الأهالي دائما تقدم الشكاوى للحي للاستغاثة من انتشار القمامة والباعة الجائلين حول الجامع، ولكن لا حياة لمن تنادي، معلقًا أن سبب كثافة المياه الجوفية يمحيط الجامع هو أن الارض منخفضة، ولما لجأت لرئيس حي سابق وقت توليه الرئاسة لحل مشكلة انتشار القمامة بالدرب الأحمر، كان رد فعله عليّ "شوفلي مكان أنقل فيه الزبالة" على حد قوله.

وأضاف كحلاوي عبدالحفيظ، أحد السكان وصاحب محل "أسماك" أمام المسجد، والمقيم فيها منذ 35 عامًا، أن السبب في وصول المكان إلى هذه الحالة التي يرثى لها هو الإهمال وأن هناك شركة أمريكية وأخرى هندية جاءتا لمعاينة المكان لأجل ترميمه وإزالة المخلفات المسيطرة على المكان، وتم بالفعل صرف 5 ملايين و300 ألف جنيه على ترميم المكان، على حد قوله.
وأعرب عن حزنه الشديد لما وصل به حال الأثر مطالبًا بضرورة وجود شخص مسئول عن الجامع ومتابعته، مؤكدًا أنه تمت سرقة قطع أثرية ذات قيمة تاريخية بعد ثورة 25 يناير، داخل المسجد تساوي كل قطعة قرابة 50 ألف جنيه، على حد قوله، مقدمًا الشكر لرئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، لما قدمه إلى الوطن من خدمات وطنية، وفي نهاية حديثه عبر قائلًا: "نتمنى لو صيانة في الشهر مرة واحدة لجميع المناطق الأثرية.. ولو كل أسبوع نظرة واحدة للقاهرة الفاطمية، هنرتقي بآثارنا التاريخية".