الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

نيتشه.. القسيس الصغير

 نيتشه
نيتشه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عُرف نيتشه بأنه فيلسوف القوة وإرادة الحياة، ومع ذلك فقد كانت صحته معتلة ونظره ضعيفًا، وخرج بكتابه الأشهر "هكذا تحدث زرادشت" من فترة نقاهة طويلة في جبال الألب، بعد نجاته من مرض كاد يودي بحياته.
وانحدر "نيتشه" من أسرة متدينة، فكان والده قسيسا، وأجداده - من جهتي أبيه وأمه - رجال دين، وكان في طفولته هادئ الطباع متدينا كوالدته، حتى سُمى في مدرسته "القسيس الصغير"، وقال عنه زملاؤه: إنه كان مثل المسيح في المعبد!
ولم يبدأ نيتشه الانقلاب على القيم والأخلاق السائدة والالتزام الديني إلا بعد دخوله الجامعة، ثم تعرفه على الموسيقار الألماني فاجنر، وانقلابه عليه.. كانت تلك نقطة فاصلة في حياته، بدأ بعدها يهاجم التديُّن وإن لم ينادِ بمعاداة المتدينين، فقد اعتبر أن الأديان - والمسيحية بشكل خاص - نادت بالخنوع والضعف، ومهّدت لعبودية البشر بدلا من أن تنادي بحريتهم، بينما كان يؤمن هو بالإنسان السوبر، المتحرر من كل القيود.
كما هاجم الفيلسوف الألماني فكرة الأخلاق والضمير، واتهمه البعض بأنه السبب في اشتعال الحرب العالمية، كما تلقى اتهامات متناقضة طوال حياته وبعد موته أيضا، وربما يرجع ذلك إلى تناقضه هو نفسه، فقد استخلص أصحاب الاتجاهات المتناقضة من كتاباته ما يعزز مبادئهم جميعا، فتجد الفاشيين والنازيين والمؤمنين والملحدين وغيرها من الاتجاهات، وكلهم يستشهد ببعض من أقواله.
ومن مظاهر تناقض نيتشه أيضًا، أن أباه توفي وهو في سن الخامسة، وتربى بين أمه وأخته، وكان يحترمهما بشدة، وكان يحب أخته حبا شديدا، كما أنه وقع في الحب حتى قبل الأرض تحت قدمي محبوبته، وفي المقابل نجد آراءه في المرأة سيئة للغاية، حتى تم تصنيفه بأنه عدو المرأة الأول!، رحل نيتشه عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1900

.