كان يعيش على أمل تحقيق حلم حياته برسم قصص "ألف ليلة وليلة" بريشته، وبدأها بالفعل، هو صاحب شخصية " كيمو" الشهيرة فى الثمانينات، الفنان التشكيلي هاني المصري، حصل على العديد من جوائز الإبداع الفنى لأكثر من 25 عاما فى مجال رسوم الأطفال، والتصميم الجرافيكى والترويجى لمنظومة كبيرة من المنتجات العالمية، ولد الفنان التشكيلي هاني المصري عام 1951، ودرس فن الديكور في كلية الفنون الجميلة التي تخرج فيها عام 1974، وسرعان ما احتضنته كواليس المسرح المصري مصممًا للديكور وللإعلانات الترويجية لعدد من الأعمال المسرحية، من أبرزها " إيزيس"، و"العيال كبرت"، و" إنها حقًا عائلة محترمة"، و" شاهد ماشفش حاجة"، كما إنه ابتكر شخصية " كيمو" بطلًا لأحد منتجات " الآيس كريم"، حتى ارتبطت تلك الشخصية بجيل يذكره حتى الآن، كما إنه في الثمانينيات سافر لتحقيق حلمه في أن ينتج الكثير من الشخصيات " الكرتونية" التي كثيرا ما ارتبط بها الكبار قبل الأطفال، وبالفعل عام ثمانيةٍ وتسعين عمل فيلم "أمير مصر"، وهو أحد أهم أفلام الرسوم المتحركة في هوليوود من إخراج ستيفن سبيلبيرج.
وكان أول فنان مصرى يعمل مع مؤسسة "والت ديزنى".
كان الفنان التشكيلي الراحل هاني المصري، يشعر باقتراب الفراق، حيث كان يصارع المرض في بلد غريب، لكنه كان يعيش بروحه في مصر، وطنه، لذلك كتب الفنان الراحل الكبير هاني المصري، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الإجتماعي " فيس بوك"، لأصدقائه:ــ
"أصدقائي جميعا، انتم ما اتعودتوش تسمعوا مني كذب، ولا حتى تجميل للحقيقة، ولذلك حاقول لكم بالظبط اللي بيحصل معايا، أولا انا خرجت من اللوكيميا، وانتصرت عليها، لكن للاسف الثمن كان فادحًا، وفي محاولة مستميتة لإنقاذ الكلوتين "اللي هم أصلا ضعاف جدا"، حصل مشكلة في الرئة، وبقي عليها مية كتير، لدرجة اني ما اقدرش أتنفس الا بقناع اكسيجين، كذلك حصل لي ضمور في عضلاتي، وطبعا أى علاج طبيعي لازم يبقي وانا باتنفس كويس، وده غير متوفر، ممكن يكون شكلها بسيط، إنما الموضوع ده معقد كل الدكاترة، لأن ما عنديش مكروب في الرئة، إنما التهاب جامد، ومية، وهم قرروا يعالجوني بال steroids إنما لسه ما جابش نتيجة، ممكن يجيب نتيجة، بس الوقت مش في صالحي قوى، انا كمان مضيت على إقرار "بالاتفاق مع ابني وچولي" انهم ما يطولوش عمري باي وسائل صناعية أو غير طبيعية، فَلَو اتكتب لي عمر حاشوفكم في مصر لما اخف، وطبعا حا تعرفوا قبل كده، اما لو ما كانش في العمر بقية، أرجوكم ما تحزنوش، وافتكروا فيا مع الضحكات، والمناقشات، والأفكار اللي حاتخدموا بيها حبيبتنا كلنا، مصر الوطن!، حا حاول أفضل اتكلم معاكم قد ما اقدر يا حبايبي، بس ما تتوقعوش نفس طويل !!!".
رحل الفنان التشكيلي الكبير هاني المصري، اليوم، بعد صراع مع المرض، تاركا الكثير من الأعمال التي ستظل جزءا من ثقافتنا.
