الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

أمريكا.. أمريكا 1 – 2

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


800x600


كنا سابقًا عندما نعجز عن تحديد الفاعل المتسبب لأي أزمة أو حدث متكرر أو جريمة، كنا ننسب هذا الى من نسميه (اللهو الخفي)، والآن لدينا لهو ولكنه ليس خفيًا.. لدينا لهو معروف وواضح ومثابر وقوي في إصراره على تنفيذ هدف ومخطط، وكأنه مكتوب على مصر أن تظل أسيرة وفريسة لهذا الهدف وهذا المخطط!
والهدف والمخطط هو ألا تخطو مصر خطوة واحدة الى الأمام على أي طريق تقدم.
واللهو الذي هو ليس خفيًا أياديه طويلة وممتدة الى كل اتجاه، أياديه متمكنة ومتحكمة في أغلب شئون مصر وأهمها وأخطرها.
واللهو الذي لم تعد تسميته (اللهو الخفي) ضرورية الآن إلا إذا كان على سبيل المزاح، ولم يعد خفيًا بل مكشوف ومعروف بتسميته الحقيقية (اللوبي الأمريكي).
هذا اللوبي المعروفة الآن شخوصه بأسمائهم وصورهم وأصواتهم، والذي – ولا أعرف كيف – أصبحت له سلطة مؤثرة وتدخل قوي في كل شأن مهم وخطير في مصر.. وهذه كارثة وكارثة كبيرة!
هذا اللوبي الذي تشكلت بمقتضى تدخلاته وأوامره التي لا ترد الحكومة الانتقالية الجديدة، وتم اختيار أسماء بعينها حددها هذا اللوبي بقيادة البرادعي وبمؤازرة أزلامه، أسماء حينما تتوقف أمامها وأمام تاريخ كل اسم منها، تجد نفسك مدفوعًا لطرح سؤال استنكاري يقول: ما علاقة هؤلاء بحكومة أتت بعد ثورة؟! وبعد تفويض شعبي عارم لتخليص مصر من نظام أتت به أمريكا لتخريب مصر وتمزيقها وإضعافها حتى الرمق الأخير؟!
وبالطبع كان الهدف من هذا التفويض الشعبي وبعد الخلاص هو الإتيان بنظام بديل بعيدًا كل البعد عن حالة الأسر والتبعية الأمريكية التي كان غارقًا فيها نظام مرسي وجماعته!
تسأل نفسك: ما علاقة هؤلاء بحكومة هي حكومة حرب بالمعنى الجوهري والشكلي لحكومة الحرب؟.. فمصر الآن تعيش الحرب في أقصى صورها، ومفتوح عليها كل الجبهات من الداخل ومن الخارج بشكل غير مسبوق لإجهاض ثورتيها والرجوع بها الى الخلف خطوات كثيرة وكبيرة، وصولاً الى الاستسلام ورفع الراية، وعودة الجماعة الإرهابية للسيطرة عليها من جديد، ومواصلة بيعها من جديد، وتركيعها من جديد.. فهل هذه الأسماء التي تحتل معظم المواقع الحكومة الانتقالية سواء أكانوا وزراء أو مستشارين أو مساعدين، هي أسماء تصلح لحكومة حرب؟ وحرب ضد من؟ حرب ضد أمريكا.. وكيف وهم المنتمون لأمريكا انتماء الفكر وانتماء العقل و(منقوعين) في نظرياتها ورؤاها العنصرية غير الإنسانية - حتى وإن ادعت العكس - كيف يكونون هم أدواتنا في مواجهة الحرب التي تشنها أمريكا على مصر وهم تم اختيارهم بناء على مدى انتمائهم وولائهم لأمريكا وفكر أمريكا ورؤى أمريكا أولاً وقبل كل شيء؟!
وأكرر: إن الحكومة التي تدير شئون البلاد الآن ثلاثة أرباعها - على الأقل - أسماء لشخصيات أصحاب عقول أقل ما يقال عنها إنها عقول صناعة أمريكية!.. أسماء لا علاقة لهم بهموم هذا الشعب ولم يشعروا يومًا بمعاناته وشقائه اليومي لكي يضمن الحياة البسيطة جدًا!.. إنها حكومة لشخصيات عقولها تؤمن بنظرية الاقتصاد الحر (المتوحشة) في مجتمع أغلبه يعيش عند مستوى خط الفقر، ونسبة كبيرة منه تحت مستوى خط الفقر وفي مستوى يقل عن حد الكفاف بكثير.. فأين هذه الحكومة التي اختار (اللوبي الأمريكي) معظم وزرائها ومستشاريها من هؤلاء الفقراء البائسين؟!
واذا تركنا الحكومة التي شكلها (اللوبي الأمريكي) المتحكم في مصائر مصر - ورغم أنف الثورات – وقلنا إنها انتقالية ولفترة وسوف تذهب دون ندم عليها.. وذهبنا الى منطقة أخرى تمثل منطقة خطورة لأهميتها وقوة تأثيرها في الناس.. وهي الإعلام.
سوف تجد هذا (اللوبي الأمريكي) منتشرًا ومتغلغلاً في جميع القنوات المصرية سواء قنوات الدولة أو القنوات الخاصة، وهذا اللوبي يتكون من أصحاب القنوات أنفسهم ومعهم المذيعون والمعدون الذين قد لغوا ضمائرهم ووطنيتهم تمامًا أمام إغراء الملايين من الجنيهات التي نقلتهم في فترة زمنية وجيزة من منطقة المعدومين الى منطقة (المالت مليونيرات)! تنضم إليهم أسماء محددة من الضيوف الذين هم أعضاء (اللوبي الأمريكي) والذين يتلقون ما يجب عليهم قوله عبر الهاتف من البرادعي حيث إقامته.
مجموعة من أسماء محددة يخرجون علينا ليلاً ونهارًا يبثون سمومهم داخل عقول الناس بتكثيف شديد ومثابرة أشد، والناس تسمع وتتبلبل عقولهم بين ما شاهدوه بأعينهم على مدار الفترة القريبة الماضية وحتى الآن، من قتل وعنف وتخريب وسحل وتمثيل بجثث وتفجيرات وضحايا أبرياء وترويع للمواطنين في أماكن إقامتهم ولا ينقصهم إلا الصعود الى الناس داخل مساكنهم للمزيد من الترويع، الى آخره من الجرائم التي قامت بها هذه الجماعة الإرهابية، وبين ما يردده هؤلاء من أعضاء (اللوبي الأمريكي) من أحاديث ونقاشات وشروحات مستميتة، حول ضرورة المصالحة وعدم الإقصاء، والرأي والرأي الآخر، وضرورة الاستماع لهم!
كل هذا يحدث والناس ونتيجة لما شاهدوه بأنفسهم وليس فقط على شاشات التليفزيون، بل على أرض الواقع وفي الشوارع وأمام مساكنهم من ممارسات الإخوان الإرهابية، أصبحوا يكرهون الإخوان وكل ما يمت بصلة للإخوان من قريب أو بعيد، وأصبحوا يرفضون وجودهم ووجود جماعتهم ويطالبون بحلها وعدم السماح لكل من ينتمي لها بممارسة أي نشاط سياسي من جديد.
الناس ونتيجة لكل ماعاشته كشفت حقيقة هذه الجماعة بالفعل، ولم تعد تحتاج لما كنا نكتبه لهم في محاولة لكشف حقيقة هذه الجماعة وارتباطها الوثيق بالتنظيم الدولي الإرهابي، ودورها الذي صنعته من أجلها المخابرات البريطانية ثم تلقفتها المخابرات الأمريكية لتنفيذ مخطط تخريب مصر وتمزيقها، الى آخر ما كنا نكتبه على مدى سنوات طويلة، والناس تكاد لا تصدق من منطلق أنها لا تستطيع أن تصور أن هناك من يرفع شعار الدين وفي نفس الوقت يكون عميلاً لمخابرات خارجية وخائنًا لوطنه.
الناس الآن والفضل كل الفضل للإخوان أنفسهم صدقت ما كنا نكتبه بل وأكثر بكثير، بعد أن شاهدت بأنفسها حقيقة دور الجماعة الإرهابي التخريبي عمليًا، ومنهم من عانوا منهم مباشرة بقتل ابن أو ابنة أو أب أو أخ لهم.. الناس بالفعل أصبحوا يرفضونهم ويكرهونهم ونبذوهم لكل الأهوال التي عاشوها ومازالوا يعيشونها بسببهم.
ثم يأتي أعضاء (اللوبي الأمريكي) وأمام الكاميرات يحاولون بكل دأب إزالة هذا الرفض وهذا الكره - الذي له مبرراته القوية – ويتحدثون عن الشعب الواحد وعن المواطنة وعن المصالحة وعن مد اليد من جديد وعن التسامح والغفران، ناسين الدم الذي سال والأيتام والأرامل والأمهات الثكلى والآباء المكسورين!
** وهكذا هم أعضاء (اللوبي الأمريكي) منتشرون مقتحمون المنازل والعقول من خلال شاشات القنوات وأصحاب القنوات ومذيعي برامج القنوات ومعدي برامج القنوات.. والناس حائرة منزعجة تسأل نفسها: من تصدق؟ هل تصدق ما عاشوه معايشة الوقائع من فظائع وأهوال.. أم تصدق هذا الكلام المنمق الجميل الذي يسمعونه ليلاً ونهارًا معادًا ومتكررًا من أصحاب (اللوبي الأمريكي)؟!
** ثم نأتي الى السؤال: هل اقتصر نفوذ (اللوبي الأمريكي) على تشكيل الحكومة واختيار المستشارين على شاكلة أحمد المسلماني ودوره المضحك، وغيره من مستشارين لا نعرف ماذا يفعلون بالضبط ومنهم مستشارة المرأة التي كانت سيادتها أيضًا مستشارة لمرسي؟!
وهل اقتصر نفوذ (اللوبي الأمريكي) على محاولة التأثير المخرب لعقول الناس من خلال سيطرتهم على الإعلام؟
** لا يا سادة لم يقتصر، بل امتد الى المستقبل.. وهنا الأخطر.. وللحديث بقية.



Normal
0




false
false
false

EN-US
ZH-CN
X-NONE











MicrosoftInternetExplorer4