الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

نكشف مؤامرة إخلاء سيناء من قوات حفظ السلام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"أوباما" يدرس سحب القوات الدولية من مصر.. والحملة بدأت باستخدام وسائل إعلامية أجنبية على رأسها «نيويورك تايمز» و«سى إن إن».. ومركز بحث أمريكى: «هذه حماقة»
ذكرت مصادر سياسية أمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تعمل حاليا على مراجعة وضع القوات الدولية فى شبه جزيرة سيناء، فى ضوء مخطط يقضى بسحبها بحجة وجود خطورة حقيقية جراء وجودها فى المنطقة.
وتزعم الإدارة الأمريكية، وفقا لما نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل، الصادرة فى دولة الاحتلال أن بقاء القوات الدولية «شديد الخطورة عليها» نظرًا لوجود تنظيمات إرهابية فى شبه الجزيرة.
ويأتى هذا الزعم ضمن حلقات مسلسل أمريكى للتشهير بمصر والترويج لأكاذيب جديدة ضدها استكمالا لمخطط إظهار سيناء على أنها منطقة خارج سلطة الدولة المصرية خاضعة للتنظيمات الإرهابية التى تفرض سيطرتها وبالكامل على شمال سيناء، حتى إن القوات الدولية المسلحة لم تعد قادرة على حماية نفسها بعد أن فشلت مصر فى حمايتها.
احتلال سيناء
وأكدت المصادر أن المراجعة الحالية لوضع القوات الدولية يشمل عدة خيارات منها زيادة قدراتها التسليحية، بما يعزز سيناريوهات راجت حول رغبة أمريكية فى إحكام السيطرة على شبه الجزيرة بحجة حماية المنطقة تطبيقًا لمعاهدة «كامب ديفيد».
وكشفت المصادر عن أن مناقشات دارت فى البيت الأبيض بين أوباما ومستشاريه تمحورت بصورة أساسية حول تسليح القوات، وضرورة أن تحظى بالأسلحة والإمكانيات القتالية التى تضمن لها الدفاع عن نفسها ومواجهة خطر التنظيمات الإرهابية الموجودة، وكان هناك انتقاد واضح لقدراتها التسليحية، والتى لا تزيد علي أسلحة خفيفة وعربات مدرعة فقط، دون أية معدات أو أسلحة ثقيلة.
وبدأت القوات الدولية عملها فى سيناء عام ١٩٨٢ بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وقوامها ١٧٠٠ جندي، تشارك الولايات المتحدة بالعدد الأكبر منها، وذلك من خلال كتيبتين مسلحتين تسليحًا خفيفًا وعناصر معاونة أخرى، ويبلغ قوام تلك القوات ما يقرب من ١٠٠٠جندي، بالإضافة إلى مشاركة رمزية من دول أخرى هى فيجى وإيطاليا وأستراليا وكندا وأوروجواى وفرنسا وهولندا.
وتعرضت القوات لهجمات بسيطة من التنظيمات الإرهابية خلال الفترة الماضية، ومنذ أكتوبر ٢٠١٤ فرضت مصر طوقا أمنيا مشددا على المركز الرئيسى لتلك القوات فى الجورة، وهناك إجراءات أمنية مشددة وحراسة مستمرة للموقع بالكامل، ولم يحدث أى هجوم أو حتى إطلاق قذيفة واحدة على المعسكر، وتؤدى تلك القوات مهامها بأمان تام.
حملة منظمة
وروجت وسائل إعلام أمريكية خلال الفترة الماضية، لأكاذيب حول سيطرة الإرهابيين على المنطقة المحيطة بمعسكر القوات الدولية فى «الجورة»، وهو ما نشرته أيضا شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، وتحدثت عن عدم وجود للدولة فى شمال سيناء ووجود إمارة إرهابية بالفعل، وهو ما دفع الخارجية المصرية لإصدار بيان رسمى ردا على هذه الأكاذيب.
ورغم الإجراءات الأمنية المشددة التى اتخذتها مصر لحماية القوات إلا أن الولايات المتحدة تصر على أنها تواجه خطرا مستمرا، وأن مراجعة وضعها أصبحت أولوية الآن.
ونشرت «نيويورك تايمز» تقريرا منذ أسبوع تحدثت فيه عن حق الولايات المتحدة فى سحب القوات فى أى وقت تريده، موضحة أن الوقت قد حان لاتخاذ تلك الخطوة، بسبب انتشار العنف والإرهاب الذى يهدد سلامة القوات الأمريكية، فضلا عن وجود مشكلات مالية حاليا لتمويلها، كما ادعت أنها لم تعد تقوم بعملها فى الوقت الحالى نظرا لعدم قدرتها على التحرك بحرية فى المنطقة.
وزعمت الصحيفة فى تقريرها، أن المنطقة التى تعمل بها القوات خالية تماما من القوات المصرية وأن التنظيمات الإرهابية تنتشر فيها إلى حد أنها خارج سيطرة الدولة.
وادعت أن هناك خوفًا من تورط الولايات المتحدة فى مواجهة مباشرة مع التنظيمات الإرهابية فى سيناء، وأن فرص الاشتباكات المسلحة ما بين القوات الأمريكية والإرهابيين تتصاعد بشكل كبير.
مراقبة مصر
وتعمل القوات بصورة أساسية فى الجانب المصرى من الحدود، وتنتشر وحدات مراقبة تابعة لها على الشريط الحدودى مع إسرائيل، وذلك للتأكد من عدم خرق مصر للمعاهدة، وضمان عدم اقتراب أى قوات مصرية ثقيلة من الحدود خوفا من شن هجوم على إسرائيل.
لكن الموقف تغير الآن بعد أن استطاعت مصر نشر قوات ثقيلة والدفع بكتائب مسلحة إلى المناطق الحدودية لمحاربة التنظيمات الإرهابية، ورغم موافقة إسرائيل على الأمر، إلا أن واشنطن لم يعجبها وتبحث عن وسيلة لنشر المزيد من القوات وتحجيم دور مصر فى محاربة الإرهاب.
معدات مراقبة متطورة
وكان الجنرال «مارتن ديمبسي»، رئيس هيئة الأركان المشتركة، قد قال فى شهادته أمام الكونجرس الشهر الماضي، إن وزارة الدفاع الأمريكية ثبتت مؤخرًا رادارات مضادة للهاون ومعدات اتصال أفضل للتعامل مع التهديدات، مضيفًا «أننا نتوقع زيادة التهديدات».
وأشارت الصحيفة، إلى نمو المخاوف بشأن الأمن بعد هجوم بقذائف الهاون على مطار «الجورة»، فى ٩ يونيو الماضي، المجاور لأحد المعسكرات الكبرى لقوة حفظ السلام، خاصة بعد بيان لتنظيم «داعش» بولاية سيناء، وصف قوات حفظ السلام بـ«القوات الصليبية» التى تدعم إسرائيل.
على الجانب الآخر رفض موقع «أمريكان ثنكر» البحثى الأمريكى جميع التقارير السابقة وانتقد الحملة التى تشنها وسائل إعلام الأمريكية على القوات الدولية، واتهم وسائل الإعلام التى تدعو لسحب القوات بالجهل والترويج لأكاذيب.
وأكد الموقع أن صحفًا مثل نيويورك تايمز كانت تروج لأكاذيب، وتدعم سياسات شن الحروب والحفاظ على الهيمنة الأمريكية فى العالم، ولم تكترث من قبل لحياة الجنود الأمريكيين أو حمايتهم والدفاع عنهم، والآن تطالب بسحب قوات حفظ السلام من سيناء بحجة حماية القوات.
وأكد أن من يقول إنه حان الوقت لإعادة تقييم قوات حفظ السلام بسيناء، ولم تعد هناك حاجة لهذه القوات للفصل بين مصر وإسرائيل، يدفع الأمور إلى نفق مظلم ويخاطر باستقرار المنطقة.
وقال الموقع إن قوة حفظ السلام ساعدت فى ضمان السلام الذى استمر لعشرات السنين، مشيرا إلى أن التكلفة التى سيتحملها الاقتصاد العالمى فى حال اندلاع الحرب بين مصر وإسرائيل، قد يتضاءل أمامها حجم الإنفاق المحدود على قوات حفظ السلام فى سيناء.