الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

خطاب السيسي.. الثقة والأمل.. ولكن!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقول المثل العربى «قطعت جهيزة قول كل خطيب»، وهذا ما حدث من الرئيس السيسى فى كلمته التى ألقاها فى الدورة التثقيفية الـ١٩ للقوات المسلحة مؤخرا.. الرئيس ليس لديه ما يخفيه ولا ما يخاف منه.. الرئيس تحدث بوضوح وشفافية لأنه يعلم حجم الشائعات التى انطلقت منذ بدء العمل فى مشروع قناة السويس وحتى يوم الافتتاح، وما زالت أبواق الشر تشكك فى جدواه الاقتصادية، أملا فى الوصول إلى ما تريده لمصر من فشل وانكسار.
الرئيس تحدث كما لم يتحدث من قبل، لم يقرأ سطرا من ورقة مكتوبة سابقة التجهيز، لكنه خاطب المصريين بنفس ذات الشفرة التى يجيد الحديث بها.. من القلب إلى القلب، وكما قال: «أبدا لن نبيع الوهم للمصريين، ولن نتحدث عن إنجاز قبل أن نتأكد أنه قابل للتنفيذ والنجاح، وأن كل مقوماته ملك يميننا وجاهزة للانطلاق عند إعطاء إشارة البدء»، الرئيس لم يقرأ سطرا، لكنه قال أرقاما يعجز عن سردها متخصص دون النظر فى بيانات مكتوبة أمامه، بما يعنى أنه درسها وفحصها ومحصها بدقة وفهم كبيرين، وكما قال: «كل مسئول عليه أن يخوض فى التفاصيل ويفهمها جيدا إذا أراد الإنجاز الحقيقى».
الرئيس رد بوضوح لا يقبل التأويل على كل المشككين فى القناة الجديدة، وقال بالأرقام كم تكلفت من أموال، وشرح كيف يمكن للعلم والإدارة الرشيدة والمتابعة المستمرة للمشروعات الكبرى والصغرى أن تنجح نجاحا باهرا، وأن تعطى نتائج غير مسبوقة.
الرئيس كان يتحدث هذه المرة والبسمة لا تفارق وجهه عكس مرات سابقة.. كان واثقا من نفسه، ومن الشعب المصرى، متفائلا بمستقبل أكثر إشراقا لمصر والمصريين.. الرئيس كان يتحدث عن أسلوب عمل جديد وعن رؤية غابت سنوات عن صناع القرار فى هذا الوطن، وربما لا نتذكر متى أطلقنا مشروعا حددنا له نهاية أو موعد افتتاح وتحقق!
الآن يتحدث الرئيس عن مشروعات قومية كبيرة على الطريق، منها ما قد بدأ العمل فيه فعليا ومنها ما قد تحدد له موعد البدء وموعد الافتتاح، الرئيس تحدث عن الأنفاق التى تجسر المسافة بين الدلتا وسيناء، وتضع قضية تنمية سيناء موضع التنفيذ بالعلم، وليس بـ«العافية» كما قال.
الرئيس بعد أن اطمأن على عودة الثقة للمصريين فى أنفسهم -رغم كل ما يجرى من حولنا ورغم كل ما نعانيه فى مواجهة الإرهاب الذى يضرب المنطقة ويحول دولها إلى جزر منعزلة وكنتونات متفرقة– يبعث الأمل مجددا ويقول على رؤوس الأشهاد، ويتعهد أمام الشعب المصرى أن يكون أكتوبر ٢٠١٦ موعد افتتاح ٤ أنفاق جديدة تربط سيناء بالوطن بتكلفة لا تزيد عن نصف الأسعار العالمية، ويتعهد فى أقل من عام ونصف العام أن يتم افتتاح أكبر مزرعة سمكية فى الشرق الأوسط، تدر إنتاجا يصل إلى ١٠٠ ألف طن من الأسماك سنويا.
الرئيس تحدث عن انطلاق حوالى ٤٢ مشروعا فى جميع المجالات التى تضع مصر على خريطة نمو الاقتصاد العالمى ستنتهى خلال عامين، وأنا أصدق الرئيس فى كل ما قال، وأدرك أن نموذج مشروع القناة سوف يعمم فى كل المشروعات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة من حيث السرعة والتكلفة والإنجاز.
لكن عفوا سيادة الرئيس.. سيادتك قلت إن مشروعاتنا القادمة نحتاج أن ننجزها فى (اللا زمن)، بما يعنى أننا فى حالة لا مجال فيها لتضييع الوقت، وقلت سيادتك موجها حديثك للمسئول -أى مسئول فى الوطن -: «اللى معاك مش كتير، ومطلوب منك كتير ومهول»، ونبهت بأن غير القادر منهم على العمل والإنجاز بذلك المنهج وذات الطريقة عليه أن يبتعد عن الصورة أو الكادر، كلام جميل لو تحقق! لكن يا سيادة الرئيس ليس لدينا ثقافة الرحيل عند عدم القدرة أو التقصير، لذلك أدعوك إلى تغيير من يثبت عدم كفاءته، وعدم ولائه للدولة المصرية.. الحساب مطلوب للمجتهد والمقصر.. وتحيا مصر.