الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جريمة العصر "1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لن يقف كتاب التاريخ أمام عبارة أن المشير طنطاوى، سلم الإخوان للمصريين لأن هذه العبارة لا تصلح لكتاب التاريخ، فالإخوان شركاء فى هذا وكذلك اعتراف مراد موافى مدير المخابرات السابق، بأن المنطقة الغربية بعد انهيار الاتحاد السوفيتى وضعت لها خطة لتفتيت الدول العربية، ولم تجد المخابرات الأمريكية أفضل من جماعة الإخوان للتعامل معها فى تنفيذ المخطط لعدم اعترافها بالحدود الإقليمية للدولة، وإن كانت ثورة ٣٠ يونيه عطلت مشروع التدمير مؤقتًا، ولكن ما زال المشروع قائمًا، وللأسف أدوات نجاحهم أكبر من أدوات فشلهم.
فها نحن نرى حزب النور يهرول إلى السفارة الأمريكية يعرض نفسه بديلًا للإخوان، وبكل بجاحة ووقاحة يعترف المتحدث الرسمى لحزب النور بأنهم يلتقون بمسئولين أمريكان مثلهم مثل باقى الأحزاب الليبرالية، وبالمناسبة فجميع الأحزاب الليبرالية فى مصر توفيت منذ فترة وقبل ثورة ٢٥ يناير ولا يوجد لها أى ظهير شعبى، ولا يعرفها أصلا أحد من الشعب، وهى فقط تحتاج إلى من يوارى جثتها التراب، فلا معوّل عليها لا من الداخل ولا من الخارج.
البحث الآن عن دور السلفيين الذين يعرضون أنفسهم فى سوق النخاسة لخيانة الأوطان، ويتوجهون إلى السفارة الأمريكية والقاصى والدانى يعلم ان الأهداف الحقيقية للسياسة الأمريكية فى المنطقة، ولا يغفل عنها إلا الجهلاء والعملاء، فالسياسة الأمريكية فى المنطقة أهدافها كالتالى يا حزب النور:
المحافظة على أمن وسلامة دولة إسرائيل بما لا يخالف شرع الله.
استمرار التفوق الإسرائيلى العسكرى والاقتصادى على الدول العربية مجتمعة بما لا يخالف شرع الله.
الهيمنة على ثروات المنطقة، وخاصة مصادر الطاقة والبترول والتحكم فى أسعارها بما لا يخالف شرع الله.
ضرب الاستقلال الوطنى والمحافظة على تخلف الدول العربية وقتل التنمية الحقيقية، والمحافظة على التبعية الأمريكية بما لا يخالف شرع الله.
ومن أجل ذلك تقوم المخابرات الصهيوأمريكية بتمويل جماعات ضالة ترغب فى خيانة دينها ووطنها، لإنشاء ميديا إعلامية لمهاجمة الشيعة بحجة الدفاع عن أهل السنة، ودعم جماعات ترغب فى خيانة دينها ووطنها، فهؤلاء الخونة من السلفيين والخونة من الشيعة هم أدوات المشروع القادم لتدمير المنطقة على أسس مذهبية، وتتحول المنطقة العربية كلها إلى فوضى تتحكم فيها جماعات مجرمة، كتنظيم داعش وجماعات مجرمة كفيلق بدر الشيعى. وتقتل كل مشاريع التنمية ويهاجر أصحاب رؤوس الأموال من المنطقة، ويعم الخراب كما هو الحال فى سوريا بحجة قتال بشار العلوى الكافر، فهل يهم أمريكا ما يعتنقه بشار؟ كافرا أو مسلما.
الذى يهم أمريكا هو ما قاله «برجينسكى الزعيم اليهودى: «من أجل خلق إسرائيل الكبرى لا بد من تحويل الدول المحيطة بإسرائيل ( العراق – سوريا – مصر – السعودية) إلى كنتونات طائفية تتقاتل فيما بينها.
والذى لا يعرفه كثير من الناس أن حزب النور يعتقد بأن الدولة المدنية دولة كافرة يجب القضاء عليها بأى شكل وحكومة الدولة المدنية حكومة كافرة ولهم كتاب ظهر منذ ٢٠ عامًا كتبه أستاذهم (سيد غباشى) عنوانه «القول السديد بأن دخول مجلس الشعب منافٍ للتوحيد»، فدخول البرلمان كان كفرًًا عند حزب النور، ولكن مع الرغبة للوصول للحكم فيجب مداراة هذه المعتقدات من باب التقية، حتى يصلوا إلى أهدافهم ويقدموا فروض الولاء والطاعة والأذعان لمن يساعدهم على الوصول إلى الحكم وحزب النور يستخدم نفس أدوات الإخوان، فمن يهاجم حزب النور كأنه يهاجم دين الإسلام.
فهذا هو الاستغلال الانتهازى للدين كما وصف الله بعض رجال الدين فى كتابه العزيز بالانتهازية والاتجار بالدين فى قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ الله...» سورة التوبة.
هذه إشارة من الله لرجال الدين الانتهازيين الذين يستخدمون الدين لتحقيق مآربهم الشخصية.
حزب النور ليس هو الإسلام، حزب النور والإخوان هما الصورة السيئة للانتهازية الدينية، وسوف يرتكب الرئيس السيسى خطأ إذا استمر حزب النور فى العبس فى السياسة مستغلًا اسم الدين ويكفى أن مظاهرات العراق الآن ترفع لافتة (يا مواطن يا مسكين.. ضحكوا عليك باسم الدين).
هذا ما نحذر منه الأمة لأن أدوات جريمة العصر متوافرة فى الأسواق يستخدمها الأعداء لتمزيق الأوطان العربية، ولات حين ندم.