السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ننشر تفاصيل فعاليات اليوم الأول من المؤتمر العالمي للإفتاء.. مفتي الجمهورية: نواجِه الأميَّةَ الدينيةَ وفتاوى أشباهِ العلماءِ.. شيخ الأزهر: الفتاوى المتشددة شغلت المسلمين عن أخذ مكانتهم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- محافظ القاهرة: مصر تستمد قوتها من مؤسساتها الدينية 
- الزند: تجديد الخطاب الديني الحل الامثل للقضاء على الإرهاب 
- على جمعة: الفتوي تمر بثلاث مراحل
نظمت دار الافتاء المصرية، صباح اليوم الإثنين، فاليات المؤتمر العالمي للإفتاء، بفندق الماسة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وشارك في المؤتمر المستشار أحمد الزند، وزير العدل، وفضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة نائبا عن رئيس الوزراء، إضافة إلى كبار المفتين من 50 دولة.
جاء الهدف من المؤتمر، الذي يستمر لمدة يومين تحت عنوان "الفتوى.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل"، إلى التعرف على المشكلات في عالم الإفتاء المعاصر، ومحاولة وضع الحلول الناجحة لها، خاصة ما يتعلق بمعرفة المخرج الشرعي الصحيح من الاضطراب الواقع في عالم الإفتاء.
انقسمت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر إلى ثلاث جلسات، تناولت الجلسة الافتتاحية مفهوم الإفتاء وأثره في استقرار المجتمعات، وناقش المشاركون في الجلسة الأولى قضية الفتاوى ومواجهة التطرف والتكفير والتعصب المذهبي، أما الجلسة الثانية والأخيرة ناقشت الوسطية في الإفتاء والتجديد في علوم الفتوى.
وبدأت فعاليات المؤتمر بكلمة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، والتي قال فيها:
أن دارَ الإفتاءِ المصريةِ ترحِّبُ بكم في مؤتمَرِها الأوَّلِ، والذي نأمُل أن يكونَ بدايةً موفَّقةً في إعادةِ المرجعيةِ الوسطيةِ للفتوى، آملينَ من خلاله تحقيقَ التعاونِ مع الجهاتِ والهيئاتِ والمؤسساتِ العلميةِ الدوليةِ، التي تعملُ في مجالِ الإفتاءِ لتوحيدِ الرُّؤَى والجهودِ في هذا المجال؛ بهدفِ الاجتماعِ على كلمةٍ سواءٍ في أمرِ الفتوى.
وتابع علام: إننا نجتمعُ اليومَ في ظلِّ تحدياتٍ كبيرةٍ يعيشُها المسلمون في مختلفِ بلدانِ العالمِ، في ظلِّ انتشارِ موجاتِ التطرفِ والإرهابِ التي تشوِّهُ ديننَا الحنيفَ وفي ظل ظهور أناس موتورين ينتزعون الكلامَ النبويَّ من سياقه، ويحمِلونه على المعاني والمحامل التي لا يحتملها اللفظ النبوي وفق قواعد الاستنباط الصحيحة، ويخلعون عليه ما وَقَر في نفوسهم من غِلظةٍ وعُنف وشراسة وانفعال، مع جهل كبير بأدوات الفهم، وآداب الاستنباط، ومقاصد الشرع الشريف وقواعده.
وأوضح علام إننا نواجِه الأميَّةَ الدينيةَ من جهةٍ، ونواجهُ فتاوى أشباهِ العلماءِ من جهةٍ ثانية، ونواجه تشويهَ الدينِ الإسلاميِّ بيدِ مَن ينتسبونَ إليه من جهةٍ أخرى، ونحن أيضًا في لحظةٍ يحاولُ فيها بعضُ الأقزامِ أن يُهدِّدُوا سلامَ الأوطانِ.
ونظرًا لما للفتوى من دور مهم في الإصلاحِ والحفاظِ على الأمنِ المجتمعي، ومواجهةِ التطرفِ، وإرشادِ الناسِ إلى قيمِ الإسلامِ الصحيحةِ ومقاصدِه العليا، التي تتمثلُ في العبادةِ والتزكيةِ والعمرانِ، ارتأيْنَا أنْ ندعُوَ جماعةً من أعيانِ العلماءِ من مختلفِ بلدانِ العالمِ العربي والإسلامي بل وغير الإسلامي في محفَلٍ علميٍّ؛ لنضعَ النقاطَ على الحروفِ، ونقفَ معًا متضامنين، مترابطي الأيدي أمامَ هذه التحدياتِ التي تَطالُنا آثارُهَا السلبيةُ كمسلمين بشكلٍ خاصٍّ، وتمتدُّ إلى غيرنا بشكلٍ عامٍّ أفرادًا وجماعاتٍ، ودولًا ومجتمعاتٍ.
واستكملت الجلسة الافتتاحية فعالياتها اليوم الإثنين بترحيب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بكل الحاضرين، حيث قال: "في ظل انتشار موجات التطرف والإرهاب التي تشوه ديننا، اجتمعنا اليوم من أجل وضع حلول لتلك المشكلات التي نتعرض لها".
وأضاف أن المجتمع يواجه الأمية الدينية من جهة، وفتاوى أشباه العلماء من جهة أخرى، إلى جانب تشويه الدين الإسلامي في لحظة يرغب الآخرون في تهديد الأوطان، مضيفا أنه: "لما للفتوى من دور مهم في الحفاظ على الأمن المجتمعي ومواجهة التطرف وإرشاد الناس إلى قيم الإسلام والبعد عن الخرافات، لذلك لا بد من مواجهة المشكلات التي نتعرض لها"، موضحا أن الغرض من المؤتمر هو وضع حلول لمواجة المشكلات التي تتعرض للافتاء، ومن ضمن تلك المشاكل الفتاوي التي تتعرض لها المجتمعات من فتاوى تحريم التحف والتماثيل والتكسب من التصوير وتدمير آثار ذا قيمة فنية باسم الإسلام، واصفا نقده لهذه الفتاوي بأن هناك بعض المعنيين بالإفتاء يصادرون بالتحريم المطلق بالرغم من أن المحل محل بحث،كما أكد على أن الفتاوى المتشددة شغلت المسلمين عن أخذ مكانتهم بين الأمم، منوها على أن الفترة القادمة لابد أن ترتب فيه الأولويات لمجابهة الواقع وتحدياته حتى تؤسس لواقع صالح لكل مكان وزمان، مؤكدا على أن الرسول طمأننا قبل الانتقال للرفيق الأعلى أنه لا يخاف علينا من الشرك، وأن تحريم صناعة التماثيل في صدر الإسلام كان بسبب أنها كانت تعبد من دون الله وقتها.
في المقابل، طالب وزير العدل المستشار أحمد الزند، بضرورة هجر الفتاوى التي تناقض عصرنا الحالي وبدء تجديد الخطاب الديني مثلما نادي الرئيس عبدالفتاح السيسي بعدما أدرك أن الطريق الأمثل للقضاء على الإرهاب يبدأ بصياغة خطاب ديني جديد، مؤكدا على أن جماعات التطرف نشرت الفتاوى الشاذة والدين منها براء، مشوهة الصورة الحقيقية للدين الإسلامي ومتناسين أن من أفتى بغير علم فقد افترى على الله ورسوله، مشيرا إلى أن دور الأزهر في المرحلة القادمة هو دور جهادي ضد من يصدرون صورة مشوهة للدين الإسلامي ويحضون على كراهيته، قائلا: "يجب أن يكون العالم الإسلامي ظهيرا للأزهر ونحن نعتبر هذا المؤتمر بداية لذلك الدعم العالمي"، مختتما حديثه قائلا: "دور الأزهر والعلماء التصدي لمثل هؤلاء الثلة التي تعيث في الأرض فسادًا".
ومن جانبه، قال الدكتور جلال مصطفى السعيد، محافظ القاهرة في الكلمة التي القاها نيابة عن رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، إن مصر خلال هذه الفترة تعيش حالة من الانتعاش على جميع الأصعدة وعلي الرغم من الإنجازات التي تم تنفيذها إلا إن التحديات التي تواجهنا كبيرة ولا بد من تكاتف الجميع من أجل التصدى لها، موضحا أن تلك التحديات تتمثل في بعض الفتاوى التي تصدر من قبل مجموعة من أشباه العلماء الذين يتجرأون على الفتوى دون علم، مضيفا أن مصر تأتي قوتها من قوة المؤسسات الدينية بها وأن الأزهر الشربف ودار الإفتاء لهما دور كبير في الحفاظ على عرض الصورة الصحيحة للإسلام، مشيرا إلى أن دار الإفتاء تمكنت في توصيل الوجه السمح للإسلام في كل المحافل الدولية من خلال علاقتها بالدول الأخرى.
وتمني السعيد لكافة الوفود المشاركة بالمؤتمر أن تستمتع بوقتها في مصر وأن يخرج المؤتمر بالتوصيات التي تساعد على تصحيح الكثير من الفتاوى التي رسخها البعض في أذهان الناس على أنها أساس في الدين الإسلامى رغم أن الإسلام منها براء.
ثم بدأت الجلسة الأولى من المؤتمر العالمي للإفتاء بعنوان "الفتوى.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل" بمشاركة كل من مفتي الجمهورية السابق على جمعة، وعبداللطيف دريان رئيس الجلسة الأولى ومفتي الديار اللبنانية.
وقال عبداللطيف الدريان، مفتي الديار اللبنانية، الذي كان يترأس الجلسة الأولى من المؤتمر العالمي للإفتاء، إن الفتوى تكسب مزيدًا من الأهمية، نظرًا لما تمر به البلاد العربية من أوضاع مضطربة، مؤكدًا أن الفتوى في هذه المواقف، لها دور في التأثير، شكلا ومضمونا، على البلاد.
وتمنى الدريان أن يساعد العمل الصحيح في هذا النطاق، على نشر الوعي الديني، من أجل استقرار الأوضاع، واختفاء الفتاوى الخرافية في المجتمعات.
وأكد عبدالحليم منصور، وكيل كلية الشريعة والقانون، أن الفتوي من أهم الأعمال في الدنيا على اعتبار أن المفتي قائم في الدنيا بأعمال الرسول صلي الله عليه وسلم ونائبا عنه في تبليغ الأحكام.
وأوضح حليم أن أمر الفتوي في الآونة الأخيرة كان أمرا غير منضبط لما ينشر من خرافات، مضيفا أن هناك ضوابط ترجع إلى المفتي منها أن يكون عالما بالأحكام الشرعية وأصولها.
وجاءت كلمة الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق التي تمثلت في أن الافتاء يمر بثلاث مراحل يبدأ بعملية التصوير ثم بعد ذلك التكييف تليها معرفة الحكم ثم إيقاع الفتوى بعد الادراك، مؤكدا على أن الافتاء يتكون من ثلاثة اركان، منها فهم النصوص ما هو مقدس وما هو نتائج بشرية، والثاني يتمثل في الواقع وهو مركب من الاشخاص، والركن الأخير يشمل التوفيق بينهما لأن النصوص تعتبر مطلقة ولكن الواقع نسبي متغير.
بينما قدم محمد الخليلي، أمين عام دار الإفتاء الأردنية، الشكر لكل منظمي المؤتمر العالمي للإفتاء، المنعقد بفندق الماسة، على تنظيمهم لمثل هذا المؤتمر، كما أوضح أن المفتي يبين حكم الله عز وجل للأشخاص، وكأن الله يقول ما هو حلال وما هو حرام.
وأضاف الخليلي نيابة عن مفتي عام الديار الهاشمية، عبدالكريم الخصامنة، خلال مشاركته في المؤتمر العالمي للإفتاء أنه لابد على المفتي أن يكون لديه معرفة قوية عن الدليل الشرعي لإخراج فتاوي صحيحة دون تحريف، مشيرا إلى أنه في حالة تجاهل هذا الدليل الشرعي نجد هناك خطورة على الفتوي، مضيفا أن هناك بعض الاشخاص تري المفتي كلما كان أبعد عن الحاكم كان الأفضل وانقي في إخراجه للفتوي، معربًا عن حزنه لما تمر به الفتوي في هذه الآونة، حيث أصبح الشخص يفتي بما يطلبه المستمعون والجماهير، وهذه تعتبر خطورة على الفتوي، لأن بهذه الطريقة اصبح هناك تجاهل ملحوظ للدليل الشرعي وارضاء للبشر.
وتابع الخليلي أن الفتاوي سيطر عليها التحريف خلال مشيرا إلى كلمة شهيد.. أصبح أي شخص يتوفي، وعلي سبيل المثال في حالة انتحار شخص يطلق عليه شهيد.. متعجبا من أفتي بهذه الفتوى.
وقبل انتهاء الجلسة الأولى من المؤتمر، قدم الشيخ كمال محمد على نائب مفتى نيجيريا، خلال مشاركته في المؤتمر العالمي للافتاء اليوم الإثنين، واجب العزاء للرئيس السيسي في وفاة والدته.
وقال على، النائب عن سماحة الشيخ إبراهيم الحسيني مفتي نيجيريا، أن عزة الإسلام ودين الإسلام والواقع الذي يعيشه العلماء أبرز ابحاث سماحة الشيخ الحسيني، مؤكدا أن الاستعمار حارب الإسلام والعلماء، لذا وجه عدة توصيات تمني أن تتبعها الدول الإسلامية، منها أنه يجب على كل دوله إسلامية احترام سيادة الدول الإسلامية الاخري، وعدم رغبة أي دوله إسلامية في زعزعة استقرار الدول الإسلامية عن طريق إطلاق مذهب مختلف يؤدي إلى التطرف، مشيرا إلى ضروره تعاون وزارة الأوقاف مع الافتاء، بجانب ايحاء وتفعيل سنة التواصل وضرورة الاهتمام بالتكوين العلمي وتجديد النية للعمل للإسلام.
وبدأت الجلسة الثانية والأخيرة في تمام الساعة الخامسة عصرا واستمرت لمدة ساعتين ناقشت من خلالها مواجهة التعصب الديني والتطرف والتكفير من خلال 
كل من الدكتور محمد بشاري أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوربي وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وفضيلة الدكتور عبدالله مبروك النجار عضو مجمهع البحوث الإسلامية والدكتور محمد عيسى وزير الشئون الدينية والأوقاف بالجزائر.
وكان الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم الحفناوي أستاذ اصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بطنطا، يترأس الجلسة الأخيرة من المؤتمر.
وأشار الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم الحفناوي أستاذ أصول الفقة بكلية الشريعة والقانون بطنطا، إلى إن الجلسة الأخيرة من فعاليات اليوم الأول من المؤتمر تتناول الفتاوي ومواجهة التطرف والتكفير والتعصب الديني.. مضيفا أن هناك فقه الأقليات المسلمة الذي يتمثل في نوعين، هناك فقه أقليات من أهل البلد أي الذين أسلموا من قديم، ولكنهم يعتبرون أقلية بالنسبة للشعب، والنوع الثاني يتمثل في المهاجرين أي الذين يتركون بلادهم ويعلنون إسلامهم في بلاد أخرى، وأغلبية فقه الأقليات تمثل مشاكلهم بين المشاكل السياسية والثقافية، مؤكدا أنه ليس للأقليات فقه خاص بهم.. موضحا أن فقه الأقليات يعتبر ضمن الفقه العام.
وأضاف الدكتور محمد بشاري، أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوربي خلال الجلسة الأخيرة من المؤتمر، إن هدف المؤتمر هو الحد من التعصب الديني ومواجهة التطرف، مؤكدًا أن فقه الأقليات المسلمة فقه يعتبر نوعيًا وله أهمية علمية في حكم الشرع.
بينما قال الدكتور مجدي محمد عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الديار المصرية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: أننا ندرك جميعًا خطر التطرف الذي يؤذي الدين الإسلامي وأهله، مضيفًا إلى أنه لاشك أن علاج هذا الوباء الذي من الممكن أن يسيطر على البلاد الإسلامية سيطرة نهائية يكون من خلال المؤسسات الدينية والثقافية فضلًا عن التعليمية ودور الأسرة له أهمية كبيرة في القضاء على هذا الوباء.
وأشار إلى أن التطرف هو مجاوزة حد الاعتدال ويعني التشدد أى أن أصحابها يزينون بأمور الدين.